رئيس التحرير
عصام كامل

نوال السعداوى وعقد الماضى 1


فى أكتوبر من العام الجارى.. تكمل الدكتورة نوال السعداوى عامها الثالث والثمانين، فهى من مواليد 27 أكتوبر 1930، ورغم تقدمها فى العمر إلا أنها لا تزال مثيرة للجدل بأفكارها ومؤلفاتها التى لا تجد أى صدى فى مصر، ولكنها تحصد عنها الجوائز فى بلدان تكره الإسلام بالسليقة، وتتلقف كل من يناصبه العداء، وتوفر له أقصى درجات الرعاية والعناية.


السعداوى، التى تخرجت فى كلية الطب جامعة القاهرة فى نهاية العام 1954، تقف موقفا غريبا من الإسلام ومن الأديان السماوية جميعها، بل من الله جل فى علاه، وترى مثلا "أن الحجاب عادة جاهلية والحج وثنية والشذوذ حرية".

أصدرت "السعداوى" نحو 40 كتابا، تمت ترجمتها إلى أكثر من 35 لغة، وتدور الفكرة الأساسية لكتاباتها حول الربط بين تحرير المرأة والإنسان من ناحية، وتحرير الوطن من ناحية أخرى فى نواح ثقافية واجتماعية وسياسية.

ومن أشهر أعمالها: رواية سقوط الإمام، المرأة والجنس، الأنثى هى الأصل، الإله يقدم استقالته من اجتماع القمة.. والأخير تم منعه من النشر فى مصر.

دأبت السعداوى فى كل مؤلفاتها وحواراتها ومقابلاتها التليفزيونية على هدم كل ما هو راسخ وتدنيس كل ما هو مقدس ومساعدة الشيطان فى إغواء البشر.

يصف الكثيرون الدكتورة نوال السعداوى.. بأنها امرأة مُعقّدة امتلأ قلبها وعقلها منذ طفولتها بالكثير من العقد النفسية والاجتماعية، فرأت أبا أو زوج أمّ متسلطا على أمها، يسىء معاملتها ويهينها ويقسو عليها ويستعبدها، فظنت، «وبعض الظن إثم»، أن هذا هو الإسلام، وأن هذا هو وضع المرأة فيه، وأن تلك السلوكيات غير السوية لأبيها أو زوج أمها، إنما هى من تعاليم الإسلام وآدابه.

ورغم أن هذه المرأة قد بلغت مبلغا من العلم، لم تحاول أن تتعرف على الإسلام من مصادره الصحيحة، ولم تحاول أن تتعرف على وضع المرأة الحقيقى فى هذا الدين، وكيف كرمها الإسلام وصانها ورفع منزلتها ودرجاتها، ومنحها مكانة لم تصل إليها فى أى دين من الديانات أو أى حضارة من الحضارات.

كما أنها لم تحاول أن تقرأ عن سيرة الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، وموقفه من المرأة طفلة وفتاة وزوجة وأما وجدة وعمة وخالة، وكيف أنه كرمها وأحسن إليها وأوصى بها حتى وهو على فراش الموت حين قال: «أوصيكم بالنساء خيرا فإنهن عوان عندكم، لا تكلفوهن ما لا يطقن»، والرسول هو القدوة لكل رجال الإسلام، ومن شذ عن هديه وسنته مع النساء، فقد خالف وانحرف عن الصواب.

المهم أن هذه المرأة التى بلغت من الكبر عتيا، كما يقول الباحث أحمد أبوزيد، أرادت أن تحقق لنفسها شهرة واسعة، فلم تجد لذلك وسيلة إلا الطعن فى الدين، وهو نفس الطريق الذى سلكه قبلها: سلمان رشدى ونسرين تسليمة وفرج فودة ونصر أبوزيد وعلاء حامد، فكلهم دخلوا خندقا واحدا، بعد أن أصبح الطعن فى الدين الوسيلة الأسرع للشهرة فى هذا العصر الذى كثر فيه المرجفون الذين يحملون أسماء إسلامية ويعيشون بيننا ويحاربون ديننا وعقيدتنا.. ونكمل غدا.

من كتابى "ضد الإسلام"..الطبعة الثانية.
الجريدة الرسمية