رئيس التحرير
عصام كامل

تبا لهم!


رغم مشاركة عدد من زعماء أوربا وقادة آخرين غير أوربيين ووزراء خارجية أجانب، في تلك المظاهرات التي دعا إليها الرئيس الفرنسي اليوم «الأحد» في جميع أنحاء فرنسا وليس في باريس فقط، فإنه يبقى أن الغرض الأساسي لهذه المظاهرات المتوقع أن تكون ضخمة، هو غرض فرنسي داخلي أساسا..

فقد أراد الرئيس الفرنسي بعد الحوادث الإرهابية الثلاثة المتلاحقة التي شهدتها باريس وهزت فرنسا كلها، أن يتوحد الفرنسيون جميعا في مواجهة إرهاب أسود، بدأ يطل برأسه على بلده ويهدد حياة أهلها.

صحيح لقد انطلقت بعد تصفية المشاركين في حادث صحفية «شارلي إيبدو» انتقادات توجه لجهاز الشرطة الفرنسي بالإخفاق في إحباط هذا الحادث رغم تحذيرات أوربية وجزائرية وأمريكية بوقوع حادث إرهابي في باريس، ورغم تأمين مبنى الصحيفة المستهدفة، وأيضا رغم أن الثلاثة الذين شاركوا في هذا الحادث وما تلاه من حوادث، كانوا على قوائم الاشتباه الفرنسية.. ولكن أراد الرئيس الفرنسي ألا تؤثر مثل هذه الانتقادات والمؤاخذات للشرطة الفرنسية، وبالتالي إدارته هو وحكومته بالسلب على الوحدة الوطنية التي تحتاجها فرنسا في مواجهة الإرهاب، الذي تقدر السلطات الفرنسية أنه لن يكتفِ بتلك الحوادث الثلاثة التي شهدتها الأسبوع الماضي.

إن فرنسا تتعامل الآن - قوى اجتماعية مختلفة وقوى سياسية متعددة - على أنها تخوض حربا ضد الإرهاب، وهي تحتاج لوحدتها لكي تفوز في هذه الحرب وتحقق النصر.. وهذا للأسف ما لم يفهمه البعض لدينا في مصر حتى الآن.. بل إنهم للأسف حاولوا استثمار الحوادث الإرهابية لتحقيق أهدافهم السياسية المحدودة والصغيرة.. تبا لهم!
الجريدة الرسمية