علاء الأسوانلي يترنح !
لا يترنح بعد خروجه من مقهي "ريش" الشهير في قلب القاهرة.. كلا كلا..وإنما يترنح للآتي وغيره:
علاء الأسوانلي يعترف أخيرا:"عهد مبارك كان أفضل في الديمقراطية والحريات من العصر الحالي" !
ورغم أن تصريح الأسوانلي يفتح الباب لتكهنات عديدة فلا نعرف إن كان تصريحه اعتذارا أم لا ؟ أم هو ندم على ما شارك فيه في 25 يناير 2011 أم لا؟ لكن المؤكد فيه أن الأسوانلي هو ابن زمانه وسنثبت لكم بعد قليل كيف هو ابن زمانه..
وعلاء الأسوانلي يؤكد أيضا: "جمال عبد الناصر ديكتاتور كبير قايض الناس بأن يتركوا حريتهم مقابل تلبية طلباتهم وحاجاتهم الأساسية كلها"!
ورغم أن تصريح الأسوانلي يفتح أيضا باب التكهنات واسعا لأسئلة عديدة منها: هل ما يقوله الأسوانلي مدحًا أم ذمًا ؟ ولماذا إذن كان يطالب بحسم عبد الناصر مع فلول مبارك وأركان نظامه، وكان يضرب بشدة ناصر وحزمه في التعامل مع اركان ورجال النظام الملكي المثل؟ والأهم: ما رأيه لو جري استطلاع الآن يسأل المصريون أن يختاروا واحدا من اختيارين.. أن توفر لهم الدولة كل شيء من ملبس ومأكل ومسكن ومشرب وفرصة عمل ومساواة بينهم في فرص التعليم والوظائف العامة مع إلغاء الأحزاب..أو بقاء الأحزاب وصحف المعارضة والصحف الخاصة وأن ترفع الدولة يدها عن كل شيء مما سبق؟
والأهم: إن كانت الديمقراطية عند الأسوانلي أهم مما سواها، وأن لها الأولوية من الحقوق الاجتماعية الأساسية للمواطن فلماذا ثار على مبارك إذن؟ لماذا خرج ثائرا ضده وقد منحه إياها وبما هو أفضل من عصر السيسي الذي فيه يهاجم الاسوانلي كل المسئولين وكل قيادات الدولة بما فيها رئيس الجمهورية كل يوم ولا يحاسبه أحد؟ (لسبب بسيط وهو لأنه لا يطلق رصاصا ولا يلقي مولوتوفا ولا يخالف قانونا وعلي المتضرر من تصريحاته أن يرد عليه - كما نفعل - أو أن يلجأ للقضاء).
الإجابة عن مجموعات الأسئلة الأولى والثانية يؤكد كما قلنا أن الاسوانلي ابن زمنه..ودوره الذي طلبه منه أصدقاؤه - وكلنا يعلم من هم أصدقاؤه - هو أن يبذل كل ما يستطيع من جهد ووقت وحنجرة من أجل إسقاط مبارك..فإذا ما سقط مبارك سيطلب منه أصدقاؤه - وكلنا يعلم من هم أصدقاؤه - أن يدعم وصول الإخوان للسلطة والحجة حاضرة وبقوة وهي أن النظام السابق هو من ينافس الإخوان مع إطلاق عبارته الخالدة "بيننا وبين شفيق دم، لكن بيننا وبين الإخوان خلاف سياسي"!
وقد أدي الأسوانلي تماما ما طلبه أصدقاؤه - وكلنا يعلم من هم أصدقاؤه - حتى ما تسبب الإخوان بغباء شديد في وضع كل من ساندهم في حرج أشد.. كان لابد أن يكون الأسوانلي ابن زمنه..فلا يستطيع عقلا ولا منطقا أن يقف يدعم الإخوان بعد كل الأخطاء المجنونة التي ارتكبوها..فيكون من بين المعارضين لهم، وقد عارضهم كثيرون في المعسكر الأمريكي، وكانوا جميعا على ثقة بفشل أي تحرك ضد الإخوان.. ولكن كانت الموجة الشعبية المحصنة بالجيش المصري العظيم أقوي من كل أوهام الإخوان وأصدقاء الأسوانلي - وكلنا يعرف من هم أصدقاؤه - حتى جاء الزمن الحالي.. وفيه يطلب أصدقاء المبدع الكبير الذي جعل من صور ومشاهد وحركات وألفاظ وعبارات الشواذ تتسلل إلى الأسرة المصرية - بدعم من أصدقائه - وكلنا نعرفهم - ليطلبوا منه أيضا أن يبذل كل الجهد والوقت لمعارضة السيسي..!!
والان نقول.. شكرا للأسوانلي وكل الدعوات له بالشفاء العاجل من مرض "التناقضخوليا" المزمن، وجعله ذخرا لأدوار مهمة سيطلبها منه أصدقاؤه..وأنتم تعرفون جيدا - وجيدا جدا - من هم أصدقاؤه !!