رئيس التحرير
عصام كامل

حبيب العادلى كان شايل عنا كثير


لماذا كان المُتأسلمون يشكون من أفعال حبيب العادلى معهم، بينما وزير داخليتهم يقوم بسياسات هى الأبشع بمراحل؟! (مع كامل الاحترام للكثير من الشُرفاء الرافضين لهذا النهج بالداخلية.


إذا، هم كاذبون وأفاقون فى تلك أيضا ولا يقولون الحق. وحبيب العادلى إنما كان يحمى الوطن من شرورهم. وتلك الكلمات أقولها بينما أُجرى مُقارنة بسيطة، بين ما كان قبل 25 يناير 2011، وما هو كائن ونُشاهده من أفعال الإخوان ضد المُتظاهرين.

لقد كتبت فيما سبق 25 يناير 2011، ضد "داخلية حبيب العادلى". بل إننى نشرت كتابا ضد الشرطة فى أوج مجدها فى سبتمبر 2005، عنوانه "تزوير دولة"، إلا أن كل ما كان من فكر، لم يتعرض للتجربة، وما نحياه من واقع مرير اليوم، شىء مختلف كليا. والحُكم من الواقع أقرب للحقيقة، عن الحكم من المرويات المسموعة أو المقروءة، خاصة مع كم الأكاذيب التى نكشفها كل يوم، عن تلك الثورة المزعومة.

استمع لكثير من المصريين اليوم يقولون: "حبيب العادلى كان شايل عنا كثير"، فأوافقهم، لأن المسألة زادت عن الحد الطبيعى، فلقد كان هناك أمن وأمان فى الشارع المصرى فى عهد حبيب العادلى بالداخلية، تحت إدارة الرئيس مبارك، بعد موجة من الإرهاب التى طالت مصر، وقد جاء ليوقفها، فى إطار المُراجعات التى دشنها فى السجون، للإرهابيين المُتأسلمين.

ولا زلت أتذكر تلك الموجة الإرهابية التى طالت مصر فى أوائل التسعينات، وكانت تحصد المصريين عشوائيا. ولا أنسى تلك الأم المكلومة، التى فقدت فى تفجير إرهابى من إحدى الجماعات المُتأسلمة، أبناءها الثلاث، ليتركوها وحيدة فى الدنيا!!

ومنذ غياب حبيب العادلى والعقلية الأمنية التى سادت فى عهده؛ يسود البلاد الفوضى، والتعرض للآمنين. ولا أستطيع مُجاراة ما يُقال، حول أن تلك المدعوة ثورة، نقلتنا إلى الأفضل، فالأمن غير متوفر، وقد أصبحت الداخلية تتعامل مع المُتظاهرين، بأسلوب وحشى، لا يقبله إنسان فى مصر، إلا إن كان ميت القلب والإيمان والضمير، مثل هؤلاء المُتاجرين بالدين، المستبيحين للأنفس!!

وقد صاحب عمل داخلية حبيب العادلى، فساد بالطبع، كأى مؤسسة فى الدولة، ولكن تمت فى عهده مُحاكمات لضباط وإصدار أحكام حيالهم، مثل محاكمة ضابط وأمين شرطة بقسم بولاق الدكرور، لاحتجازهما مواطنا وهتك عرضه، وفى تلك الأثناء، ظهرت بعض الكليبات على اليوتيوب التى تُشير إلى قضايا تعذيب فى الأقسام، وهو ما نتج عنه تحقيقات ومُحاكمات، وتلك تُعد شهادة فى حق حبيب العادلى أيضا، لأنه لم يُجنب ضباطه المُحاكمة.

لا يمكننا أن نبرئ أى شخص من أى شىء، إلا بمعرفتنا للوقائع وقراءتها موثقة، وعليه لا يُمكننى أن أحكم حُكما نهائيا على أى مسئول سابق، ولكن المقارنة بما هو كائن اليوم، تجعل من حبيب العادلى، رجلا وطنيا، ولا يُمكن الحُكم عليه وفقا لما قرأناه أو سمعناه فقط، من مجموعة يتضح من أفعالها، الكذب والتضليل، لكل من حولها!!

إلا أننا لا يُمكننا أيضا أن نؤكد قول الثوار المتكرر بأن ما نتعرض له هو أمر طبيعى، وهو أمر تتعرض له كل الثورات، وأننا ينتظرنا بناء جديد فى مصر، تجرى فيه "أنهار اللبن والعسل"!!

بالفعل، "حبيب العادلى، كان شايل عنا كثير". أنصفوه فى إطار طبيعة عمله، وطبيعة ما ترونه اليوم، وليس فى إطار من الخيال والأحلام الوردية. ولا تسمعوا لمن يقول "بتطهير" جهاز الشرطة، لأنه قول حق يُراد به باطل. فالإخوان يريدون إفساد الشرطة باختراقها!!
والله أكبر والعزة لبلادى،
وتبقى مصر أولا دولة مدنية

الجريدة الرسمية