رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. حكاية حياة بومدين من «البكيني إلى التطرف».. فرنسية من أصل جزائري.. ارتدت النقاب بعد زواجها.. اعتنقت الأفكار الجهادية بسبب «مجازر فلسطين».. والشرطة تعتبرها المفتاح الرئيسي


بعد انقضاء 3 أيام من القتل والقلق والمطاردة في فرنسا، برز سريعًا اسم حياة بومدين، التي أصبحت هدفًا لملاحقة الأجهزة الأمنية الفرنسية بعد اختفائها.


وتعتقد الأجهزة الأمنية الفرنسية أن حياة بومدين، وهي زوجة أمدي (حمدي) كوليبالي محتجز الرهائن في متجر يهودي في باريس، هي إحدى عناصر مجموعة إرهابية كبيرة.

وكانت الشرطة الفرنسية أصدرت الجمعة تحذيرًا من رجل وامرأة خطيرين جنوبي باريس، مشيرة إلى أن المرأة (حياة بومدين) متواطئة مع المسلح (أمدي)، الذي قتل شرطية الخميس في منطقة مونروج، كما حذرت من أنها ربما تكون مسلحة وخطيرة.

انتهاء أزمة الرهائن وهروب بومدين
وأكد تقرير لـ«سي إن إن»، أمس الجمعة، انتهاء أزمة الرهائن الذين كانوا محتجزين في موقعين بضواحي باريس بعد تمكن القوات الأمنية من تحرير الرهائن ومقتل الخاطفين وهروب أحدهم، وهي حياة بومدين.

وقال عمدة أوثيس، إن الأخوين كواشي، شريف (32 عامًا)، وسعيد، (34 عامًا)، قُتلا في عملية أمنية الجمعة، وتقول الشرطة إن الأخوين كواشي يشتبه بمسئوليتهما عن الهجوم على صحيفة «تشارلي أيبدو» الخميس، والذي راح ضحيته 12 شخصًا.

وبات الرهائن الذين كان يحتجزهم الأخوين كواشي في أمان بعد مقتلهما في عملية أمنية، بحسب ما أفاد عمدة أوثيس، بيرنارد كورنييل، وأوثيس هي قرية بالقرب من "دامارتين إن جولي"، الموقع الذي وقعت فيه المواجهة بين قوات الأمن والأخوين كواشي.

وأوضح ديسانت، بأنه مع الارتباك الذي حدث خلال عملية هروب الرهائن، تمكنت حياة بومدين التي كانت بصحبة كوليبالي، من الهروب فيما كان الرهائن يركضون خارجا، ولكن هذه الرواية لم يؤكد من قبل وزارة الداخلية.

البحث عن بومدين
وبحسب التقرير الذي أعدته "سكاي نيوز"، فإن السبب الرئيسي والجوهري الذي يجعل الشرطة الفرنسية تسعى وراء حياة بومدين، البالغة من العمر 26 عامًا، هو أنها ربما تحمل المفتاح الرئيسي للتحقيقات الجارية بشأن العمليات الإرهابية الأخيرة، خصوصًا أن الشرطة تعتقد أنها تتعامل مع خلية إرهابية كبيرة، وبالتالي تهدف إلى منع وقوع هجمات إرهابية أخرى.

وأخذت هذه الخيوط في الاتضاح أكثر فأكثر مع تكشف مزيد من الصلات بين كوليبالي (32 عامًا) والأخوين كواشي، سعيد وشريف.
حياة بومدين من البكيني إلى التطرف

وتفيد تقارير أن حياة بومدين، الفرنسية من أصول جزائرية، كانت تعيش حياة فتاة منفتحة، ترتدي "البكيني"، قبل أن تبدأ بارتداء البرقع في مايو 2009 بعدما التقت كوليبالي، ثم استقالت من عملها كأمينة صندوق في أحد المحال التجارية قبل أن يتزوجا شرعيًا في العام نفسه.

ونشرت في بعض المواقع على الإنترنت صور لكوليبالي وحياة، بلباس البحر البكيني ثم بالبرقع "النقاب".

ووفقًا لوثائق قضائية فرنسية، فقد تنقلا برفقة شريف كواشي وزوجته إلى وسط فرنسا عام 2010، لزيارة المتشدد جمال بغال، الذي صدر عليه حكم بالسجن 10 سنوات لقيامه بهجمات إرهابية.

ارتداء النقاب
وذكرت حياة للشرطة أيضًا أنها تأثرت بزوجها وبآخرين متطرفين، وبدأت تدرس الدين وما في العالم من نزاعات وحروب حالية تأثرت بمجرياتها. إلا أن موقع "ديلي بيست" الإخباري الأميركي، أضاف جديدًا وهو قولها: "حين أرى المجازر بحق الفلسطينيين، وفي العراق والشيشان وأفغانستان، وفي أي مكان يرسل إليه الامريكيون طائراتهم، أليس هذا إرهابًا"؟ لكن الموقع لم يذكر لمن قالت هذه العبارات.

أيضًا هناك معلومات، ولكن من دون مصدر أيضًا، ذكرتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، اليوم السبت، أن حياة بومدين لم تعد تظهر إلا بالنقاب بعد تطرفها، وأنها قامت بتغيير اسم عائلتها "ليبدو لفظه فرنسيًا أكثر"، طبقًا لما نقلت عما سمتها "مصادر التحقيق" إلا أن ما تابعت ذكره هو نفسه ما نشره "موقع ديلي بيست" من دون مصدر واضح.

وليس أكيدًا بعد إذا ما اشتركت حياة بومدين مع كوليبالي باحتجاز الرهائن في المتجر اليهودي، وفرت منه حين اقتحمته الشرطة، أو أنها لم تكن فيه أصلًا، على حد ما ذكر زوجها القتيل فيما بعد. إلا أنها في الحالتين أشهر الإرهابيات الهاربات، وعلى رأس لائحة المطلوبين الأوروبيين.

وفي وقت لاحق حقق مسئولون في جهاز مكافحة الإرهاب معها بناء على معلومات حول تورط كوليبالي بمحاولة تحرير "مفجر باريس" إسماعيل آيت على بلقاسم من السجن، حيث أشارت إلى أن زوجها أصبح ملهمها وساعدها على التشدد، ثم صارت تقرأ الكتب الدينية.

ووفقًا لصحيفة "لو نوفيل أوبزيرفاتور"، فقد رفضت حياة بومدين إدانة هجمات القاعدة، وفضلت انتقاد التدخل العسكري الأمريكي في دول العالم وفي وسائل الإعلام الغربية.

وسألت المحققين: "عندما أرى المجازر في فلسطين والعراق والشيشان وأفغانستان، وفي أماكن أخرى.. وترسل أمريكا طائراتها القاذفة لتقصف هنا وهناك.. من الإرهابي؟".

والربط بين حياة وزوجها أمدي من جهة وعائلة كواشي من جهة أخرى بدأت تتكشف عندما صرح مدعي عام باريس فرانسوا مولان أن حياة بومدين وزوجة أحد الأخوين كواشي تبادلا أكثر من 500 اتصال هاتفي عام 2014.

وأثناء تفتيش منزل كوليبالي عام 2010، عثر على 240 رصاصة من عيار 7.62، بالإضافة إلى أفلام وصور له أثناء رحلة قام بها إلى ماليزيا، ورسائل حول تزوير وثائق رسمية.

وخلال تحقيق مع الشرطة في ذلك الحين كشف كوليبالي أن صلة صداقة تربطه مع شريف كواشي الذي التقاه في أحد السجون، بحسب ما ذكرت صحيفة "جورنال دو ديمانش".
الجريدة الرسمية