رئيس التحرير
عصام كامل

والد «خلود» شهيدة الثورة بالإسماعيلية في حواره لـ«فيتو»: سيارة «نصف نقل» دهست ابنتي يوم 29 يناير.. أتلقى معاش أسر الشهداء بقيمة 1500 جنيه.. وأطالب الحكومة بالوفاء بوعودها



قبيل حلول ذكرى ثورة 25 يناير المجيدة، نتذكر دائما شهداءها ومصابيها الذين ضحوا بأنفسهم من أجل مطالب سامية أبرزها "عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية" والتي من خلالها تحولت انتفاضة المواطنين على حكم الرئيس الأسبق مبارك ونظامه إلى ثورة عظيمة.


حاورت "فيتو" الحاج عبد العليم أحمد فراج، والد الشهيدة خلود، التي صعدت روحها إلى بارئها يوم 29 يناير 2011 بمنطقة نفيشة بمحافظة الإسماعيلية.

دهس خلود
وبدأ الحاج عبدالعليم حديثه، بيوم 29 يناير عام 2011، حيث أكد أنه في هذا اليوم توجه بعض البلطجية إلى قسم شرطة الضواحى بمنطقة نفيشة، ووقتها كان برفقة أهالي المنطقة لحراستها، وأضاف:"أثناء هوجة تفريق المتظاهرين من قبل قوات الأمن المتواجدين بالمنطقة، نزل أصغر أبنائى التسعة إلى الشارع، ونزلت إبنتى "خلود" لتبحث عن أخيها خشية اصابته بشىء، وعند هروب سيارة نصف نقل كانت محملة ببعض مواد البناء، ورجوعها إلى الخلف مسرعة من الطلقات التي يتم إطلاقها نحو المخربين الذين قاموا بسرقة وحرق محتوىات قسم الشرطة، قامت بدهس خلود صاحبة الـ 16عاما، وفرت هاربة".

وأضاف:"ونفس السيارة أيضا دهست شخصا آخر بالقرب من منطقة بجوارنا تسمى الدهاشنة، وذلك لتواجده أمامها أثناء هروبها، ولكن لحظ السائق السيىء، اصطدم بسور الكوبرى فأوقفه إجباريا عن تحرك السيارة ولكنه هرب على قدميه في الزراعات، وتم العثور على السيارة من قبل الأهالي التي قامت بتكسيرها وإشعال النار فيها ".

استغاثة للمحافظ
وقال الحاج عبدالعليم، إنه يعمل بشكل حر لأنه لم يعثر على وظيفة تؤمنه من شر الزمان وتسد جوع أولاده التسعة، ولكن بعد استشهاد ابنته "خلود" مباشرة توجه إلى اللواء عبدالجليل الفخرانى محافظ الإسماعيلية الأسبق لتعيينه في الجهاز المحلى للمحافظة، وتخصيص راتب ثابت له يستطيع من خلاله الصرف على أولاده التسعة، وقام المحافظ وقتها أيضًا بتسكينه بعقد مؤقت في المجلس القروى بمنطقة نفيشة بالإسماعيلية.

ويروى والد الشهيدة أنه بعد مرور سنة من الثورة فكر في عمل مشروع يُحسن دخله، فبدأ في استخراج الأوراق والتصاريح اللازمة لفتح "محل بقالة" بالمنطقة باسم زوجته، حتى يساعده على المعيشة إلى جانب خدمة أهالي المنطقة ورحمتهم من الزحام والتكدس على مكتب البقالة التموينية الوحيد القريب منهم، وعلى الرغم من ذلك لم يرخص له حتى الآن لفتح المشروع.

مستحقات مالية
وأكد "عبد العليم" أن الحكومة صرفت له مستحقات مالية على دفعتين الأولى كانت بقيمة 30 ألف جنيه، والثانية بـ 70 ألف جنيه على يد الجنزورى، وانه كان يتقاضى شهريا معاش أسر الشهداء بقيمة 1500 جنيه، ثم تم زيادته حتى وصل الآن إلى 2900 جنيه شهريا، مشيرا إلى أنه تم تسمية الشارع المجاور للقسم والذي استشهدت فيه ابنته، بشارع "الشهيدة خلود" بدلا من مسمى المجلس القروى سابقا، وتم إقراره من قبل مجلس الوحدة المحلية لقرية نفيشة منذ ثلاثة شهور تقريبا، وقال:"قبلها كنت عملت لافتات على حسابى الشخصى لتسمية الشارع باسم الشهيدة دون أي أوراق أو إثبات للمسمى الجديد ".

وعود الحكومة
وطالب والد الشهيدة "خلود" التي كانت من العشرة المتفوقين بمدرسة بدر الإعدادية، الحكومة بتنفيذ وعودها، وتوظيف أحد أبنائه.

وفى نهاية حديثه، أشار والد الشهيدة، إلى أنه من عائلة كثيرة العدد بمنطقة نفيشة، وكل عائلته أعطته صور البطاقات وما يلزم من أوراق لافتتاح "محل بقالة" أو حتى مستودع أنابيب لخدمتهم بدلا من الذهاب بعيدا بعد شريط السكة الحديد لتلبية احتياجاتهم التموينية أو شراء اسطوانات البوتجاز، وفى نفس السياق أوضح أن الجهاز التنفيذى لمحافظة الإسماعيلية لم يف بوعوده بعمل كارنيهات لأسر الشهداء لرعايتهم صحيًا.
الجريدة الرسمية