بالفيديو.. الإخوان "كواشي" من حب النساء والراب إلى التطرف
انتقل شريف كواشي، المتهم بالاعتداء الإرهابي علي صحيفة "شارلي إيبدو"، من عالم تعاطي المخدرات وحب النساء إلى الاحتكاك بالمتشددين ثم الوقوع في براثن التطرف.
وعرف كواشي في بدايات شبابه أيضا بأنه كان يحلم بأن يكون يوما ما نجما في موسيقى الراب.
قبل 12 عاما، كان أحد الأخوين المتهم بإطلاق النار على مقر صحيفة "شارلي إيبدو" الأسبوعية الساخرة، شابا مثل كثيرين غيره في فرنسا، تنحصر اهتماماته في النساء وتدخين المخدرات لا الدفاع عن النبي محمد.
لكن الفرنسي شريف كواشي "32 عاما" تحول من شاب مستهتر إلى أبرز المطلوبين منذ عام 2003، عندما كان يقوم بتوصيل طلبات "البيتزا" ويحلم بأن يكون نجما لموسيقى الراب، وفي فيلم وثائقي عرضته القناة الفرنسية الثالثة، واشتمل على لقطات لمركز اجتماعي في باريس، يظهر كواشي وهو يردد أغاني الراب بالإنكليزية ويرتدي ثيابا عصرية.
ورغم سجله الإجرامي الذي يشمل بيع المخدرات وسرقات صغيرة يوصف كواشي بأنه شخص كان اهتمامه بالحسناوات والموسيقى أكبر من اهتمامه بالقرآن، لكن هذا كان قبل أن يلتقي بالسلفي "فريد بنيتو"، الذي كان أشبه بمعلم للعديد من الشبان في الحي بدأوا في التردد على مسجد شهير في منطقة بشمال شرق باريس يقطنها الكثير من المهاجرين، ومع وجود بنيتو إلى جانبه بدأ كواشي في حضور الدروس الدينية ومشاهدة مقاطع الفيديو الجهادية وأطلق لحيته.
وشهد كواشي في محاكمته عام 2008 بأن بنيتو قال له إن الانتحاريين في عداد الشهداء، وإنه تأثر كثيرا بإساءة معاملة السجناء في سجن أبو غريب بالعراق على أيدي الجنود الأمريكيين، وأرسلت الخلية التي كان يتزعمها بنيتو وينتمي إليها كواشي نحو 12 شابا تقل أعمارهم عن 25 عاما إلى العراق، وأعضاء الخلية كانوا يتبنون آراء متطرفة، لكنهم لم يتلقوا تدريبا محترفا.
وألقي القبض على كواشي في 25 يناير 2005 بينما كان يستعد للسفر إلى سوريا جوا في طريقه إلى العراق في تحرك للشرطة لتفكيك الخلية التي ضمت أيضا بنيتو، وحكم على كواشي بالسجن ثلاث سنوات في عام 2008 لكنه لم يقض سوى 18 شهرا في اثنين من السجون التي تخضع لأقصى إجراءات مشددة في فرنسا، ويقول محاميه أوليفييه، إن تجربة السجن غيرته تماما، ولم يعد يتحدث كثيرا، ولم يعد كما كان".
وألقت الشرطة القبض على كواشي مرة أخرى في عام 2010 بعد أن أمضى عقوبة السجن، واتهم بأنه عضو في جماعة بفرنسا كانت تخطط لهروب إسماعيل علي بلقاسم مدبر هجوم على شبكة المترو في باريس في عام 1995 قتل فيه ثمانية أشخاص وأصيب 120 آخرون، لكن لم يكن لدى الشرطة أدلة ضده سوى بعض تسجيلات فيديو للمتشددين وخطب لأعضاء في تنظيم القاعدة ضبطت عند تفتيش منزله إلى جانب تحريات أظهرت أنه كان يبحث عن مواقع جهادية على الإنترنت.