رئيس التحرير
عصام كامل

إلغاء الدعم الكامل عن المصريين في رأي خبراء الاقتصاد: لا يمكن الإلغاء دفعة واحدة.. سيدفع الكثير إلى تحت خط الفقر.. له حسابات دولية.. لا قيمة لانخفاض الأسعار ولابد من برامج تُحقق العدالة أولًا


ذكر تقرير للبنك الدولي أن الدول النامية التي تتبنى برامج دعم مثل مصر لدى حكوماتها فرصة لإلغاء هذا الدعم دون الإضرار بمستهلكيها، بعد انخفاض سعر النفط العالمى، جاء ذلك في تقرير «رؤية للاقتصاد العالمى»، الذي نشر على موقعها الإلكترونى.


وشهد سعر النفط العالمى انخفاضا حادا في الأونة الأخيرة، وتراجع خام برنت بنسبة 48%، وهبط سعره إلى أقل من 50 دولارا لأول مرة منذ عام 2009 أمس الأول. وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت عن برنامج لإلغاء دعم الطاقة تدريجيا، وعلى مدى من 3 سنوات إلى 5 سنوات، وبدأ في يوليو الماضى. وأعلنت وزارة البترول في بيان لها قبل أسبوع، أن انخفاض سعر البترول عالميا عند حدود 60 دولارا يوفر نحو 30 مليار جنيه من مخصصات الدعم في العام الجارى.


دعم الفقراء

قال الدكتور رضا العدل، أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، إن "انخفاض الأسعار ليس فرصة لإلغاء الدعم مرة واحدة، ولكنه فرصة لمد فترة إلغاء الدعم لحين تطبيق برامج اجتماعية تدعم الفقراء، والدولة قررت إلغاء الدعم قبل أن تنظر للمواطن، ونعلم جيدا أن الدولة لديها الكثير لتقوم به لقلة الموارد وازدياد الطلب عليها".

وأضاف: "نسبة الفقراء في ازدياد يوما بعد يوم ورفع الدعم الكامل عن الطاقة سيحدث مشاكل كبيرة في المجتمع ويمكننا أن نحفز إمكانياتنا من النفط في الوقت الذي انخفض فيه سعره".

زيادة الفقراء

وأشارت أميرة على، أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة، إلى أن "ارتفاع أسعار السلع والخدمات سيدفع فئة عريضة من المصريين وهم يمثلون نسبة كبيرة من عدد السكان، ما فوق خط الفقر ولكنهم بالقرب منه وأى ارتفاع في الأسعار سيدفعهم أسفل خط الفقر، ووفقا لبيانات أخيرة للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، فإن من 26% من الشعب المصرى، يعيشون تحت خط الفقر".

وأوضحت: "الحكومة بدأت في برامج الحماية الاجتماعية ولكن لا يزال أمامها الكثير، لذلك يجب أن تعتبر أن انخفاض أسعار النفط حاليا فرصة لإنجاز هذه المهام قبل أن يعاود الصعود".

الانخفاض مؤقت

وأوضح الدكتور محمد عطوة، أستاذ الاقتصاد جامعة المنصورة، أن "سعر البترول العالمى حاليا ينخفض عن الأسعار التي يدفعها المواطن المصرى للبترول ومشتقاته في السوق المحلية، ففى حين أن سعر بنزين 92 يصل سعره إلى 2.6 جنيه للتر، فإنه إذا تم التعامل وفقا للأسعار العالمية لن يدفع المواطن أكثر 2 جنيه للتر".

وأضاف أن "انخفاض سعر البترول حاليا سيكون مؤقتا، وترى أنه يرجع إلى صراعات سياسية عالمية، تهدف إلى تركيع روسيا المستفيد الأكبر من ارتفاع سعر البترول، وسيعاود الصعود في وقت لاحق، ما سيكون له أثر سلبى بالغ على الفقراء في مصر إذا تم إلغاء الدعم دفعة واحدة، ولكن التعاقد على دفعات بهذا السعر سيفيد مصر كثيرا".
الجريدة الرسمية