رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «مصنع الموت».. «أبو زعبل للأسمدة» يُهدد حياة العمال.. 60 % مصابون بـ«الفشل الرئوي».. بوار 1000 فدان بالقرى المجاورة له.. والعاملون: «مفيش اهتمام.. ومفيش رعا


مصنع «أبو زعبل للأسمدة الكيماوية» بالخانكة، يعد من أكثر المصانع خطورة على حياة العاملين به، بسبب زيادة نسبة التلوث، وكثرة الأدخنة المنبعثة من داخله، مما يؤثر على صحتهم، وإصابتهم بكثير من الأمراض، فضلًا عن بوار مئات الأفدنة الزراعية من ناحية أخرى.

إصابة 85 عاملًا
وشهد المصنع إصابة ما يقرب من 85 عاملًا في نوفمبر الماضي، بحالات اختناق نتيجة تسرب الغاز بالمصنع.

غياب الرعاية الصحية
«أنا شغال في المصنع بقالي 6 سنوات وأعاني كثرة الأمراض».. يقول محمد عباس، عامل بالمصنع، ويضيف: «رواتبنا ضعيفة، ومفيش اهتمام بينا، ولا توجد رعاية صحية للعاملين حال إصابتهم، نتيجة الأدخنة».

ويقول السيد عبد الله، عامل بالمصنع: إن الأدخنة السامة الناتجة من المصنع تؤثر على القرى والمناطق القريبة منه، متسائلًا: «فما تأثيره على صحة العاملين به؟»

ويضيف: «العمال بيعانوا الموت في كل لحظة، والمسئولون تركونا ضحية الإهمال والتلوث». مشيرًا إلى أن قرى "أبو زعبل"، وعزبتي «الأبيض» و«مراد»، تدفع الثمن من صحة أبنائها نتيجة السموم التي يبثها المصنع.

60 % مصابون بالفشل الرئوي
وبحسب مصادر طبية بالقليوبية تحدثت لـ«فيتو»، فإن 60 % من عمال مصنع الأسمدة بـ"أبو زعبل"، يعانون «الفشل الرئوي»، وأن الضرر لم يقتصر على العمال فقط، لكن امتد إلى الأهالي في القرى القريبة من المصنع، حيث كشفت التقارير تزايد نسبة الإصابة بأمراض الصدر والسرطان بمنطقة "أبو زعبل"، نتيجة الأتربة والأدخنة الناتجة من المواد الكيماوية التي يستخدمها المصنع.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن المحاضر التي حررها الأهالي تشير إلى تعرض أكثر من 1000 فدان للبوار، بسبب تصريف المصنع مخلفاته في الترع.

كما تسبب التلوث في انتشار الأمراض الجلدية وأمراض حساسية الصدر بسبب الأدخنة السامة وأبخرة المصنع، حيث إن الأدخنة والأتربة التي تنبعث من مصنع الأسمدة تؤدى إلى أمراض صدرية خطيرة مثل «الربو».

الفحم.. قاتل أيضًا
الحال لا يختلف كثيرًا عن العمل بـ«مكامير الفحم» التي تنتشر في قرى مركز طوخ، ويعمل بها العديد من الشباب بنظام «اليومية» دون تأمين صحي.

يقول أحمد متولي، «26 سنة»، عامل: «أعمل في إحدى المكامير بقرية العمار بطوخ منذ عام تقريبًا، وأحصل على أجرتى يوميا 40 جنيهًا». مشيرًا إلى أن دوره هو «تقطيع الأخشاب وحرقها للتحول إلى فحم»، نافيا وجود تأمين صحي على العاملين رغم كثرة الإصابة بالأمراض.

ويحكي محمد عبد المقصود قصته عن العمل في صناعة الفحم، قائلًا: «محدش ينكر إن الفحم مؤذي.. إحنا على طول تعبانين، بس لو كنا لقينا شغلانة تغنينا عن السؤال كنا اشتغلناها.. أكل العيش مُر».

الجريدة الرسمية