رئيس التحرير
عصام كامل

حقوقيون يقدمون روشتة لحل مشكلة «الجيل الثاني» من أطفال الشوارع.. «عبد النعيم»: إنشاء أكاديمية برعاية القوات المسلحة والاعتراف بالزواج.. مسئولة بـ«النديم»: تأهيل الجمعيات


يعيشون على الأرصفة، يأكلون من القمامة، يتعلمون التسول، ويتحولون إلى مدمنين، ليتزوجوا من بعضهم البعض، ليخرجوا لنا "جيلا ثانيًا من أطفال الشوارع"، وبحسب تقرير رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، فهناك أكثر من 2 مليون طفل مشرد حاليًا في مصر، في ظل وجود 47 ألف جمعية أهلية، فيما تقدر الحكومة أعداد هؤلاء الأطفال بـ800 ألف فقط.


يرى حقوقيون أن حل الأزمة يكمن في إنشاء أكاديمية برعاية القوات المسلحة تضم الأطفال، والاعتراف بزواجهم، بالإضافة إلى تأهيل الأسر والمجتمع للتعامل مع الأطفال.

أكاديمية التأهيل

قال محمد عبد النعيم، رئيس الاتحاد العربي لمنظمات حقوق الإنسان، إن ما يحدث من تصاعد لأزمة أطفال الشوارع في مصر، يأتى في المقام الأول لتعامل المجتمع معهم على أنهم أطفال لقطاء، ليس من حقهم العيش مثل الأطفال العاديين، فيجب أولًا تغيير مفهوم المجتمع واعتبارهم أبناء الوطن.

وأشار عبد النعيم، إلى أن الحلول التي يتم التعامل بها الآن مع أبناء الوطن "أطفال الشوارع" غير مجدية، فعلينا تقديم الحلول الأكثر فاعلية، لافتًا إلى أنه من الممكن إنشاء أكاديمية تجمع هؤلاء الأبناء فى مركز إعداد، يؤهلهم ليكونوا مواطنين صالحين في المجتمع، ويعالجهم من الإدمان الذي وقعوا فيه نتيجة ظروفهم الصعبة.

الاعتراف بالزواج


وطالب عبد النعيم، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإنشاء المشروع، الذي يضم أطفال الشوارع تحت رعاية المؤسسة العسكرية، وليس وزارة التضامن، للسيطرة عليهم بحسم، على غرار النموذج الماليزي، والذي قام بنقل الأطفال إلى المؤسسة العسكرية، لكي يتعلموا ما قد فاتهم من الآداب والعمل والتعليم، وكل ما يلزمهم ليتحولوا لمواطنين صالحين في المجتمع.

غلق الحنفية

وقالت الدكتورة ميرفت جودة، أستاذة علم النفس بمركز النديم لحقوق الإنسان، إن حل مشكلة الجيل الثانى من أطفال الشوارع، يكمن في إغلاق "الحنفية" التي تجعل أطفال الشوارع يلجئون إلى الشارع ويتركون دفء المنزل.

وتابعت: "يجب على الدولة أن تعمل على تعليم الأسر المصرية كيفية التعامل مع أطفالهم، وتأهيلهم لمنع الأطفال من الهروب من المنزل، بجانب دور الإعلام في تقديم البرامج للمجتمع، لشرح الأضرار الناتجة عن الأزمة والحلول للخروج منها".

تطوير الجمعيات

وأشار جودة إلى دور الجمعيات الأهلية في التعامل مع أطفال الشوارع، فمنها من يهتم بإطعامهم فقط وتركهم في الشارع مرة أخرى، ومنها من يطعمهم ويكون مأوى لهم، فعلينا تأهيل أيضًا جمعيات المجتمع المدنى لحماية الأطفال من الشوارع.

وأشارت إلى أن "أطفال الجيل الثانى، إذا لم يتم التعامل معهم بحرفية سنحصل في النهاية على جيل ثالث من أطفال الشوارع، وأساس المشكلة في أنهم مجهولو النسب، لعدم اعتراف الأب بهم أو تركهم في الشوارع".

أرض الواقع

وأكدت سمية الألفى، خبيرة بمجال حقوق أطفال الشوارع، أن الجهود المبذولة من الدولة للتعامل مع مشكلة أطفال الشوارع، لا تؤتى بثمارها لعدم تطبيقها على أرض الواقع، فهناك الكثير من الحلول والخطط الإستراتيجية الكاملة لحل الأزمة، ولكن لا يتم العمل بها.

وقالت: "هناك أكثر من 90% من أسر الأطفال تحت خط الفقر، وهو السبب الأساسى في ترك الأطفال عرضة لأخطار الشوارع، فيجب علينا أولًا أن يكون لدينا القدرة والإيمان بأن أطفال الشوارع لديهم الحق في العيش، مثلهم مثل الأطفال الآخرين".

وأوضحت الألفى، أن حل الأزمة يكمن في تجهيز القوافل من المتخصصين والمتدربين على التعامل مع أطفال الشوارع، بجانب دعم الدولة للأسر الفقيرة ببرامج اقتصادية لانتشالهم من الفقر.

الجريدة الرسمية