فتحي رضوان يكتب: «وقفة عند السد العالي»
كتب وزير الإرشاد القومى فتحى رضوان خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى مجلة الإذاعة عام 1957 ، مقالا تحت عنوان (وقفة عند السد العالى).
وقال فيه: "زرت هذه المعابد من قبل وطفت بهذه الأماكن وتأثرت بها.. ولكنى أحس اليوم أنها عندى شئ جديد.. أحس كأنى قادم من بلد بعيد .. لم يعرف مصر ، ولم يقرأ تاريخها ، ولم يتعرف على شيء من حاضرها .. فكل ما يقع عليه نظره يهزه من الأعماق ويحرك عواطفه ويثير خياله".
وأضاف :"قمت برحلة مع وزير المواصلات المجرى (بيروش) إلى طيبة وأسوان، إلى مصر القديمة فقال (أنا الآن بين الأصدقاء ومن المحظوظين لأن الظروف أتاحت لى أن أزور مصر) .. لم يصدق بيروش الذى عاش 10 سنوات فى أمريكا لاجئا ثم 10 سنوات أخرى فى روسيا أنه يقف الآن أمام معبد الكرنك أو معبد الأقصر" .
وتابع رضوان : "شاهدت القرود تحمل فوق رؤوسها الجرة فى وضع مائل، فى جسم رشيق وقدماها ثابتتان فقال بيروش (لو حاولت أن أضع هذه الجرة فوق رأسى لانقلبت منى بعد خطوة ) فقلت له بل قبل أن تخطو.. فانفجر ضاحكا وقال :صدقت ".
وقال :"زرنا مصنع شركة السكر فى أرمنت فرأى من يتحدث الإنجليزية والفرنسية ومن يتحدث بغيرها من شبابنا المهندسين، وذهبنا إلى أسوان وكان العمال يحفرون الأنفاق التى سيتدفق منها مياه النيل من أمام سد أسوان والتى تشق فى الصحراء بالمفرقعات، غنى العمال لجمال عبد الناصر، ولاحظ الضيف الذى لم يفهم لغتهم أنهم فرحون وقال (لعلهم يشعرون عن طريق العقل الباطن أنهم يعملون لبلادهم وأن هذا المشروع سيدر عليهم رزقا وفيرا )".
وأضاف :"وذهبنا إلى موقع السد العالى وفرح الضيف بما يراه ونظر إلي وقال (أنا أهنئك لأنك تعيش فى هذه الفترة التاريخية من حياة بلادك ..أهنئك من كل قلبى )" .
