رئيس التحرير
عصام كامل

"السيسي" في كل مواطن!


لا شك أن الرجل الذي ساقه القدر ليتولى قيادة مصر في هذه الأيام، السيسي، يحاول ويجتهد بقدر ما أوتى من جهد من أجل إنقاذ البلاد مما هي فيه، فلأول مرة منذ سنوات، نرى رئيس الجمهورية يخرج، قاصدا "بلاد الله لخلق الله " شمالا وجنوبا وشرقا وغربا في محاولة جادة جادة وواعية لإعادة مصر إلى المكانة التي تستحقها، وأيضا في في محاولة لإعادة الثقة بإمكانية إعادة واستعادة قدرتها الاقتصادية من خلال تعاون مع العالم.


وفى ذات الوقت نرى حكومة إبراهيم محلب تعانى الأمرين وتتخبط وتترنح، البعض وهم الأغلبية لا قدرات ولا رؤية في وزاراتهم يذكروننا بالإخوان المجرمين، ومنهم من يحاول مجاراة حركة السيسي فيصاب بالإعياء سريعا، والقليل منهم وللغاية من يدرك حقيقة دوره تجاه الوطن في المرحلة الدقيقة الصعبة الحالية. ما الحل ؟ هل الحل في يد عبد الفتاح السيسي؟

سؤالى ليس غريبا، لأننا نفاجأ كل يوم بحجم المطالبات للسيسي بالتدخل، من يذهب إلى مصلحة حكومية ويتعثر في تحقيق مطلبه حتى ولو غير قانونى يصرخ مطالبا السيسي بالتدخل لإنقاذه.. الفاشلون في مواقعهم عندما يبعدون، يستنجدون بالسيسي، في الشارع فاجأنى صديقى: والله لو أن السيسي أصبح مسئولا عن المرور..لحل المشكلة في ساعات..! وآخر يقول: لو تولى مسئولية الطاقة والكهرباء لحلها فورا، باختصار كل مشكلة صغيرة أو كبيرة حلها سهل جدا وهو "السيسي "!

الأسوأ من هذا المسئولون أو العاملون في كل مواقع الدولة، سواء الكبار أو الصغار، بل كلنا في كل مكان، الصحفى في جريدته، المهندس في شركته، التاجر سواء كان "ملياردير" أو صاحب "مشنة ليمون" في سوق الثلاثاء،...إلخ، نحن جميعا سئمنا حب العمل، والشاطر من "يضحك "على التانى، الشاطر من يضيع الوقت بلا جهد أو عمل، الشاطر من يتحايل على رئيسه في التزويغ أو الإيقاع بزميل له، بل هناك فئة جديدة "ثائر دائما بلا هدف " وبلا حق وهو في الأصل فاشل،ولكنه يهدف إلى المشاغبة فربما يحقق أي مكسب سواء كان ماديا أو غيره !

هنا أتذكر كلمة للزعيم جمال عبد الناصر بعد أن ضج من بطء حركة بعض الوزارات بعد نكسة 67، قال: لا أستطيع أن أضع وراء كل عسكري آخر يراقبه من أجل أن يؤدى دوره، لكن أقول إننا البلد الوحيد الذي يمكن موظف صغير أن يوقف تنفيذ قرار رئيس الجمهورية..!

إلى هذه الدرجة أننا الذين نتفاخر بحضارة 7 آلاف سنة بدلا من أن نتوارث الجد والاجتهاد والابتكار نكتسب البلادة وكراهية العمل ومحاربة بعضنا البعض، بل وأحيانا غلق كل أبواب الأمل؟!

لا أتصور هذا مطلقا، فنحن في مصر الوطن الذي ذكر في جميع الكتب السماوية، التوراة، الإنجيل، القرآن، بل وكانت حاضنة للعديد من الرسل والأنبياء من سيدنا إدريس وسيدنا يوسف وسيدنا موسى والمسيح عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام، أما سيدنا رسول الله فقد أوصى بها وقال عن جيشها خير أجناد الأرض!!

إننا أولا نحتاج فقط وقفة مع النفس من أجل الله والوطن، لأنه يستحيل استنساخ "السيسي" لكل مواطن حتى يعمل، لكن يمكن أن يكون في داخلنا "السيسي" الذي يحب بلده ويخلص لترابه.

الجريدة الرسمية