موعد انتخابات البرلمان.. منتهى الذكاء !
في سبتمبر الماضي قلنا إنه لا توجد انتخابات برلمانية في 2014 وربما لن تجرى حتى في النصف الأول من 2015 ! وبعد إعلان مواعيد الانتخابات أمس، وبالكاد ستكتمل الإجراءات في مايو 2015، أي في أواخر النصف الأول من العام الجديد وكما توقعنا تقريبا.. الآن نتوقف عند دلالات اختيار التوقيت ولا نعرف -صراحة- هل تم التخطيط له أو لعبت الصدفة دورها في ذلك.. فببساطة وعند انتهاء الانتخابات في نهاية أبريل وإعلان نتيجتها النهائيه في مايو سنكون أمام شهر آخر لاستخراج كارنيهات المجلس للأعضاء الجدد واستقبالهم وتشكيل اللجان الفرعية والنوعية للمجلس.. وربما يؤدي عدم الانسجام المتوقع إلى تأخيرها عن شهر.. وبحسبة بسيطة سيجد المجلس نفسه وقبل الإعلان عن أي تحالفات بداخله وجها لوجه مع الاستعدادات والترتيبات لافتتاح قناة السويس الجديدة في أغسطس !
أي أننا سنكون أمام برلمان سيظل منشغلا بأول وأهم إنجازات حكم الرئيس السيسي، فضلا عن أي إضافات تنموية أخرى قد يقدمها المؤتمر الاقتصادي في مارس.. وهنا سيكون أمامنا من الآن ثمانية أشهر إضافية لتقديم أي إنجاز تنموي آخر في المشاريع القومية الكبرى المعروفة في الطرق الجديدة أو المليونيات المعروفة مثل مشروعي المليون فدان أو المليون وحدة سكنية.. وبالتالي سيكون البرلمان نفسه مشدودًا -إن شاء الله- خلف إنجازات كبرى سيحميها الشعب ولن يكون متفرغًا للاختلاف مع الرئيس.. ببساطة سيكون وضع الرئيس عند المصريين بالتجربة وبالمنطق وبقوة الواقع أقوى من وضع برلمان لم يختبر..
وقد يبدأ فترته بمشاكل التربيطات والتحالفات.. ولن يكون السيسي في حاجة -حينئذ- إلى وقت طويل لاستثمار النتائج الاقتصادية لدخول القناة الجديدة حيز العمل ليظل السيسي الفاعل الأول على الساحة السياسية في مصر بما يبطل أي خوف أو قلق من صدام محتمل بين السلطتين التنفيذية ممثلة في الرئيس، والتشريعية ممثلة في البرلمان.. ولن يبق للبرلمان -عندئذ- إلا ممارسة دوره في الرقابة والتشريع.. والتشريع وفقًا للرؤية الوطنية لأنه لن يملك -يومئذ- الرصيد الشعبي الكافي للصدام مع رئيس مؤيد شعبيًا بما يكفي !!