رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. تعاون مصري إماراتي لتدريب الشباب.. توقيع بروتوكول لتشغيل 10 آلاف باحث عن العمل بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. وتنفيذ البرنامج في 26 محافظة على 4 مراحل


وقع اليوم الخميس، كل من الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الدولة الإماراتي، ورئيس المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر، والمهندس عاطف حلمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومنير فخري عبد النور وزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، بروتوكول تدريب وتشغيل 10 آلاف باحث عن العمل بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.


فرص عمل
يأتي هذا البروتوكول ضمن المشروع الإماراتي المصري للتدريب من أجل التشغيل الذي يهدف إلى إيجاد حلول عملية تسهم في توفير فرص عمل، وإعداد قوى عاملة تمتلك القدرة على تلبية الاحتياجات الفعلية للسوق المحلية وحتى الإقليمية، ويتم تنفيذ البرنامج في 26 محافظة على 4 مراحل لتأهيل 100 ألف متدرب لسوق العمل وزيادة مهارات العمالة الصناعية، بما يوفر نحو 50% من احتياجات التدريب المهني في سوق العمل، وتم حتى الآن تدريب 25 ألفًا و505 متدربين في مختلف مجالات البرنامج وتشغيل ما يربو على 10 آلاف منهم.

حلول علمية
وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر: "إن توفير حلول علمية تسهم في التصدي للتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه المواطن البسيط، هي في صلب اهتمامات المشاريع التنموية الإماراتية في جمهورية مصر العربية، وذلك بموجب توجيهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات".

تقدم ملموس
وأضاف أن برنامج التدريب من أجل التشغيل يحقق تقدمًا ملموسًا من خلال التركيز على المجالات التي تواكب المتطلبات الفعلية لسوق العمل، مهنئا كل من وزارة الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على توقيع هذا البروتوكول الذي يهدف إلى تقديم دورات تدريبية في مجال تقنية المعلومات، التي يزداد الطلب على خدماتها في مختلف القطاعات.

وأكد على حرص دولة الإمارات، على تقديم كل ما يحقق مصلحة الشعب المصري الشقيق، وتعزيز الطاقة الإيجابية ودعم روح الابتكار، وأضاف: "من خلال مشاريعها في مصر، تسعى دولة الإمارات للتأكيد على أن الإنسان هو الركيزة الأساسية لمواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل، وأن الاستثمار في تدريبه وتنميته وزيادة مهاراته هو خير استثمار؛ لأن ذلك يسهم في تحقيق الفائدة للفرد وللمجتمع، فضلًا عن زيادة الإنتاج ودعم الاقتصاد، وهذا ما تحتاجه مصر في الوقت الراهن وما يجرى العمل عليه من خلال تهيئة جيل الشباب وتأهيله، وتوفير فرص عمل تضمن له الحياة الكريمة".

المشاريع الإماراتية
وتوفر المشاريع الإماراتية التي يتم تنفيذها في مصر ضمن مجالات حيوية، بما فيها الإسكان والطاقة والتعليم والصحة والأمن الغذائي، ما يزيد على 600 ألف فرصة عمل.

كما تسهم دولة الإمارات في استحداث أكثر من 200 ألف فرصة عمل من خلال تمويل نحو 169 ألف مشروع صغير ومتوسط بمصر، من خلال اتفاقية بين صندوق خليفة لتطوير المشاريع والصندوق الاجتماعي للتنمية بمصر، وهو ما يوفر المزيد من فرص العمل عن طريق تمويل وتنفيذ سلسلة متكاملة من المشاريع متناهية الصغر، بتسهيلات ائتمانية تصل إلى 200 مليون دولار أمريكي.

علاقات خاصة
من جانبه صرح المهندس عاطف حلمي، بأن مصر والإمارات العربية المتحدة الشقيقة تربطهما علاقات خاصة ومتميزة على كافة الأصعدة ومختلف المجالات، خاصة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشيرًا إلى أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر يمتلك العديد من المقومات التي تؤهله لأن يقود عجلة التنمية، والمساهمة بقوة في نمو الاقتصاد في مصر.

وذلك بما يطلقه من مبادرات يحتاجها المجتمع وتقوم عليها مشروعات تنموية توفر الآلاف من فرص العمل المتميزة للشباب المصري الذي يمثل ركيزة هذا المجتمع، مضيفًا أن هذا البروتوكول يستهدف تدريب وتشغيل أكثر من 10 آلاف من الباحثين عن العمل، وذلك لإلحاقهم بالعمل في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك وفقًا لاحتياجات سوق العمل.

التعاون المشترك
ووجه منير فخري عبد النور، الشكر لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبًا على مواقفهم الداعمة لمصر في شتى المجالات خاصة فيما يتعلق بالمشروع المصري الإماراتي؛ للتدريب من أجل التشغيل، الذي يمثل أحد النماذج الناجحة للتعاون المشترك بين البلدين، مشيرًا إلى أن هذا المشروع أسهم في تحقيق نقلة نوعية في الارتقاء بمهارات وقدرات العمالة الفنية لتلبية احتياجات سوق العمل من خلال توفير التدريب الفني والمهني اللازم في العديد من القطاعات الإنتاجية، بهدف تنمية وتطوير الصناعة المصرية وتقديم فرص عمل متكافئة للشباب من الجنسين.

التنمية المستدامة
وأشار إلى أن آثار هذا المشروع - الذي يتم تنفيذه بدعم من الجانب الإماراتي - ستنعكس على تحقيق خطط التنمية المستدامة وتحقيق نتائج ملموسة في معدلات النمو الاقتصادي، إلى جانب المساهمة في حل مشكلة البطالة؛ حيث يتم تأهيل الباحثين عن العمل لوظائف حقيقية في مختلف القطاعات الإنتاجية، وهو الفكر الذي تتبناه الوزارة منذ بدء هذه المبادرة، وهو التدريب المبني على الطلب وليس العرض.

التدريب الصناعي
وأضاف عبد النور، أن الوزارة تشارك بفعالية في مشروع التدريب من أجل التشغيل من خلال مجلس التدريب الصناعي الذي يقوم بتنفيذ خطة التدريب وفقا لاحتياجات القطاع الصناعي، وزيادة قابلية التشغيل لدى الشباب ودمجهم مباشرة في سوق العمل، وبما يجعل المتدربين يتمتعون بكافة القدرات والمهارات، وآليات التعامل مع مراحل الإنتاج وبما يلبي احتياجات السوق ويرتقي بالقدرات الإنتاجية لتلك العمالة، ويجعلهم قادرين على التعامل بكفاءة عالية مع كافة مراحل الإنتاج وأحدث معدات المصانع والشركات والأجهزة المختلفة داخلها، كما أن تلك البرامج التدريبية تضع آليات مشددة لضمان المواءمة بين مجالات التدريب والاحتياجات الحقيقية لسوق العمل.

50 مليون جنيه
يذكر أن هذه المبادرة التي تصل تكلفتها الإجمالية نحو 50 مليون جنيه، ويستفيد منها الباحثون عن العمل في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من مختلف المحافظات المصرية.

وقع البروتوكول المهندس حسين الجريتلي رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا" من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسيد محمود الشربيني المدير التنفيذي لمجلس التدريب الصناعي من وزارة الصناعة والتجارة.

ويأتي هذا البروتوكول استكمالًا للبروتوكول الذي تم توقيعه بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزارة الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة في يوليو 2014، بهدف تفعيل آليات البرنامج القومي للتدريب من أجل التشغيل.

إشراق "تنمية الصناعة"
وأشار المهندس الجريتلي، إلى أن عمليات التدريب سوف تتم تحت إشراف هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا" من خلال شركات تدريب مصرية وعالمية متخصصة خاصة وحكومية، بالإضافة إلى جهات حكومية، ومنظمات أهلية لديها قاعدة بيانات فاعلة من الوظائف في قطاع تكنولوجيا المعلومات.

مضيفًا أن المبادرة تستهدف كذلك وفقا لنصوص البروتوكول، تدريب وتأهيل الشباب من ذوي الإعاقة، ويدعم البروتوكول الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من خلال رفع كفاءة قدرات وتأهيل المتقدمين للعمل لديها.

محتوى الدورات
ويشمل محتوى الدورات، التدريب على مهارات إدخال البيانات، وبرامج التجارة الإلكترونية والمبيعات عبر الهاتف، والمهارات الإدارية، وصيانة أجهزة الحاسب الآلي والهاتف المحمول.
 
كما تتضمن دورات مُتخصصة في إدارة وتطوير قواعد البيانات، والبنية التحتية للشبكات، وتأمين المعلومات، بالإضافة إلى تطوير تطبيقات المحمول والمواقع الإلكترونية والأنظمة المدمجة، واختبار البرمجيات، ودورات نظام الأندرويد، فضلًا عن دورات بنية وتطوير الحوسبة السحابية.

وكذلك دورات اتصالات الهواتف المحمولة، والتسويق الإلكتروني، وصيانة الشبكات والتسويق والمبيعات، وخدمة العملاء، والموارد البشرية، وتدريب المدربين، بالإضافة إلى إدارة المشروعات.

برامج مُكثفة
كما سيتم من خلال هذه الدورات، تقديم برامج مُكثفة لتأهيل المتدربين للعمل بصناعة تعهيد نظم الأعمال، وتصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات بنظام التعهيد، وتقديم برنامج مكثف للتعهيد باللغة الإنجليزية، وتنمية المهارات لوظائف الدعم الفني في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتدريب التقني المتخصص في مجالات تكنولوجيا المعلومات.

نقطة انطلاق
من جانبه، أوضح محمود الشربيني - المدير التنفيذي لمجلس التدريب الصناعي -أن هذا البروتوكول الذي تم توقيعه اليوم مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات، يأتي كأحد مخرجات المشروع المصري الإماراتي للتدريب من أجل التشغيل، الذي يقوم بتنفيذه مجلس التدريب الصناعي ويستهدف تأهيل وتشغيل 100 ألف شاب وفتاة في مختلف القطاعات الإنتاجية؛ حيث يمثل هذا المشروع نقطة انطلاق حقيقية لتوفير الأيدي العاملة المدربة التي تمتلك القدرة على مواجهة تحديات السوق المحلية والإقليمية، لافتًا إلى أنه تم تدريب 16 ألفا و642 متدربا خلال الفترة من 1 أكتوبر 2014 وحتى 31 ديسمبر 2014، ليصل إجمالي ما تم تدريبه في إطار هذا المشروع منذ بدء تنفيذه في شهر يونيو الماضي 32 ألفا و492 متدربا في 4 مشروعات تدريبية وهي (حرفي، والتدريب داخل المصنع، وتأهيل، والبرنامج القومي للتمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة) بإجمالي تكلفة بلغت نحو 91 مليون جنيه.

مدى الاستفادة
وأشار إلى أن هذه البرامج التدريبية قد استفاد منها الشباب من الجنسين في 26 محافظة، منها القاهرة والإسكندرية وأسيوط وأسوان والجيزة وسوهاج وقنا والبحيرة والشرقية والمنوفية.

كما شملت هذه البرامج العديد من المجالات، ومنها صيانة الأجهزة المنزلية والملابس الجاهزة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتشييد والبناء وريادة الأعمال وصيانة الآلات والمعدات واللحام تحت الماء والسلامة والصحة المهنية، وغيرها من المجالات الأخرى.

حملة إعلامية
ولفت الشربيني، إلى أنه في إطار المشروع المصري الإماراتي تم أيضا تدشين حملة إعلامية بدأت مطلع شهر ديسمبر الماضي، وتستمر لمدة 6 أشهر تحت شعار "بأيدك"، وتستهدف توعية الشباب بأهمية تغيير ثقافة العمل الحالية والتوجه نحو العمل بالقطاع الخاص، باعتباره المحرك الرئيسي للتنمية حاليًا.

يذكر أن المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية في مصر، بدأ مؤخرا حملة ترويجية لبرنامج "التدريب من أجل التشغيل" تحت شعار "بأيدك.. فرصة رزق هتفيدك"، بهدف حث وتشجيع الشباب والباحثين عن العمل للمشاركة في البرامج التدريبية التي يتم توفيرها ضمن المشروع، وسوف تستغرق الحملة 6 أشهر.
الجريدة الرسمية