رئيس التحرير
عصام كامل

تعلموا الدرس !


أكثر من درس يجب أن نعيه من الحادث الإرهابى الذي شهدته باريس، وردود الفعل الرسمية والإعلامية والسياسية عليه داخل فرنسا.

الدرس الأول هو تفكير السلطات الفرنسية في نزول قوات الجيش في الشوارع لمساعدة قوات الشرطة في تأمين الشوارع والمؤسسات الفرنسية..وأن الذي أعلن ذلك هو وزير الداخلية ولم يستنكر أحد ذلك أو يعتبره أي فرنسى تدخلا من الجيش فيما لا يدخل في نطاق اختصاصه، ولم يخرج أي فرنسى أو أي جماعة أو حركة فرنسية لتهاجم وزير الداخلية الفرنسى أو الحكومة الفرنسية أو الجيش الفرنسى.


الدرس الثانى يتمثل في أن السياسيين الفرنسيين لم ينتهزوا فرصة هذا الحادث الإرهابى الذي تشهده باريس للمرة الأولى منذ سنوات طويلة كى يوجهوا سهام هجومهم على الرئيس الفرنسى أو الحكومة الفرنسية أو الشرطة الفرنسية رغم أن فرنسا تشهد صراعا سياسيًا حادًا، بل على العكس تماما فإن الفرقاء السياسيين اصطفوا في مواجهة إرهاب أسود صار يهدد الفرنسيين جميعا.

أما الدرس الثالث فهو خاص بالإعلام..لقد صب الإعلام الفرنسى كل غضبه على الإرهابيين الذين هاجموا موقع جريدة "شارلى إبدو" الفرنسية وقتلوا 13 صحفيا فرنسيا ولم يمارسوا تلك الأفعال الغريبة التي يمارسها الإعلام المصرى في أعقاب كل حادث إرهابى كبير..صحيح أن رئيس الحكومة الفرنسية ناشد الإعلام الفرنسى تحرى الدقة في نشر الأنباء حتى لا يعطل جهود الشرطة في تتبع الإرهابيين الجناة، ولكن رغم ذلك فإن الإعلام الفرنسى لم يحاكِ إعلامنا ولم يقم "مندبة" يزيد فيها من آلام أسر الضحايا أو ينال من عزيمة من يطارد الإرهابيين.
تعلموا، أيها السادة، الدرس.
الجريدة الرسمية