رسائل مصرية في أسبوع
الأسبوع الأول من 2015 كان أسبوع الرسائل المصرية – كما أراده الله – بامتياز.. جاءت كلها لترد كيد الكائدين ولتؤكد أن سبيكة الشعب المصري عصية على أعدائها، مهما كانوا من الداخل أو الخارج، ولتثبت أن كل محاولات الفتنة مصيرها الفشل ومكانها مزبلة التاريخ.
في أسبوع واحد احتفل المصريون بمناسبتين دينيتين.. مولد النبي الكريم وعيد ميلاد السيد المسيح المجيد..دخلت البهجة كل قلوب الشعب المصري، وأضاءت الفرحة كل بيوت المصريين..الشعب المصري واحد في وطن واحد بأمل واحد بعقل جمعي واحد..لابد أن تنهض مصر وترتقي، ولا سبيل غير ذلك، ولا هدف إلا هذا.
في المناسبة الأولى كانت كلمة السيسي واضحة وحاسمة ومتحدية..لابد من تحقيق ثورة في الخطاب الديني..في تصحيح الفكر.. في تنقية المناهج الدينية.. في توصيل تعاليم الدين السمحة والوسطية.. في إزالة فكر التطرف والتشدد عن الدين الصحيح بفكر مقابل يجمع ولا يفرق..ووجه كلمته القاطعة (والله سوف أحاجيكم أمام الله يوم القيامة)..الرسالة واضحة لا لبس فيها، المهم هو من يلتقطها ويتفاعل معها بصدق النية وثبات العقيدة.
في المناسبة الثانية.. مصر تعود بقوة إلى الحضن العربي، والحضن العربي يندفع بقوة شديدة إلى الحضن المصري.. هذا قدر مصر فجر الضمير الإنساني.. التاريخ والجغرافيا، وهذا قدر الشعب المصري صانع الحضارة ومعلم الأمم منذ عرفت البشرية شكل ومعني الدولة.. في زيارة الكويت كانت الرسالة..إذا قامت مصر تقوم معها المنطقة كلها، وإذا سقطت مصر – لا قدر الله – تسقط المنطقة كلها..هذا بالتحديد ما أدركته كل قيادات الخليج، لذلك كان التقدير والترحيب غير المسبوق لمصر في رئيسها..مصر الدولة هي قاطرة المنطقة التي يراد بها الشر ومن ثم فهي كما يقول عنها أعداؤها.. الجائزة الكبرى التي لن يفوز بها غير شعبها والشعوب المحبة لها.
في المناسبة الثالثة.. كانت الرسالة الأهم.. الرئيس السيسي في الكاتدرائية يهنئ المسيحيين في قداس عيد الميلاد – ليس بعده، وليس قبله – في أول زيارة لرئيس مصري في مناسبة دينية وأثنائها وقال كلمته في رسالة جامعة قاطعة ( كل سنة وانتم طيبين يا مصريين) هذه هي الرسالة لمن أراد أن يفهم من أصحاب العقول (التخينة)، وبالقطع وبلا شك سيفهمها الخارج جيدا.. رسالة تأكيد المواطنة.. رئيس لكل المصريين..رئيس يضمد الجراح ويجبر الخواطر.. رئيس يقرأ المشهد ويسمع أنين الألم ورغبة الأمل.
ملحوظة.. سيقول البعض إنه ليس أول رئيس يزور الكاتدرائية.. هذا صحيح زارها رؤساء من قبل عبد الناصر والسادات ومبارك وعدلي منصور، ولكن للتصحيح جميعهم زاروها لأغراض أخرى يمكن الرجوع إليها وقراءتها.. لكن زيارة السيسي كانت في قداس عيد الميلاد للتهنئة.. لذلك قال يجب أن ترانا الدنيا هنا.
الرسالة الأخيرة..وفي جزء من الصورة في صعيد مصر
استشهاد مسلم ومسيحي وهما يحرسان كنيسة صباح يوم قداس عيد الميلاد.. جنبا إلى جنب يؤديان واجب الوطن.. جنبا إلى جنب يسقطان برصاص الغدر والإرهاب الجبان، وبعلم مصر يخرجان في جنازة ومشهد مهيب ليواريا التراب..المشيعون من صنف واحد.. مصريون، والدعاء لهما واحد شهداء أحباب الله.. في معية الله.. في رحمة الله.
وفي الجزء الآخر من الصورة ضابط المفرقعات الرائد الشهيد ضياء يرسل رسالته الأخيرة إلى مصر وشعبها ويقدم روحه راضيا ليعيش بني وطنه.. الإرهاب إلى زوال طالما في هذا الوطن أمثال ضياء وغيره ممن سبقه وممن سيلحق به.
إذا كان الدم غالي فالوطن أغلي.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر