رئيس التحرير
عصام كامل

أدلة اتهام الموساد في حادث فرنسا !



لا يمكن في البداية تجاهل الملاحظات الأولية وهي: للإرهابيين ثأر مباشر (مبرر) عند فرنسا بعد معركتها معهم في مالي قبل أشهر..كما لا يمكن تجاهل أن فرنسا تضم أكبر عدد من مسلمي أوربا والغرب وكما لا يمكن أيضا تجاهل اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية في أول ديسمبر الماضي..والأهم على الإطلاق -على الإطلاق - تهديد إسرائيل لفرنسا علنا إذ قال سفير الدولة الصهيونية في باريس "يوسي جال" في لقاء مع "جمعية الصحافة الفرنسية" قبل اعتراف برلمان فرنسا بالدولة الفلسطينية بأسبوع واحد وتحديدا في 25 نوفمبر 2014 بأعمال إرهابية - يتم تجاهله الآن - حيث قال بالحرف: "إن تصويت النواب الفرنسيين على مشروع قرار حول الاعتراف بدولة فلسطينية قد "يفاقم الوضع" ويفضي إلى أعمال عنف في البلاد " وأضاف: " مثل هذا التصويت قد يفضي إلى دوامة جديدة من العنف ضد إسرائيل والإسرائيليين. لكنه سيكون أخطر على فرنسا ومواطنيها..وكما شاهدنا هذا الصيف دوامة العنف هذه قد تنتقل مجددًا إلى فرنسا" !

وبالطبع نقول إنه لا يمكن تصور أن الإرهاب "العربي والإسلامي" ضد فرنسا يمكن أن ينفجر إذا اعترفت فرنسا بفلسطين إذ أن العكس هو المنطقي أي إنه سيقل أو قد يتلاشي..وهنا لا يمكن فهم كلام السفير الصهيوني في فرنسا إلا بشكله الذي فهم به وهو تهديد مباشر إسرائيلي صريح ضد فرنسا!

الآن وفي تفاصيل الحادث نسأل: كيف يمكن تجاهل تهديد مباشر ضد صحيفة بعينها وضد صحفيين بعينهم دون إجراء أمني وقائي واحد ؟ وكيف يمكن تهريب أسلحة حديثة بهذا الشكل إلى داخل فرنسا؟ وكيف يمكن إدخال إرهابيين متدربين بهذا الشكل إلى فرنسا؟ إلا أن كانوا تدربوا بها أو خرجوا للتدريب خارج فرنسا وعادوا للتنفيذ ؟ وأين كاميرات المراقبة ؟ وما معني تجمعهم جميعا وفي ظل التهديد وبلا حراسة في سيارة واحدة ؟ وما معني الإهمال الفضيحة للشرطة الفرنسية حتى إنها لم تطارد سيارة الإرهابيين لمتر واحد؟

وما معني أنه لم تتم أي عمليات تفتيش في تجمعات المغاربة والجزائريين وكل الفرنسيين من أصل عربي أو إسلامي رغم أن الشرطة هناك تعرفهم وتعرف المشاغبين منهم وبالاسم تقريبا من حوادث سابقة ؟ وما سر الثقة المذهلة للإرهابيين حتى إنهم تأكدوا من قتل ضحاياهم قبل مغادرتهم للمكان ؟ وأين ذهبوا إن لم يكن المأوي في انتظارهم ؟ وما معني أن يقول شهود إن الإرهابيين اعترفوا أثناء الحادث بأنهم من القاعدة !! ثم تعترف داعش بالعملية في أسرع تبني ممكن لأي عملية إرهابية ؟!! علما بأن الاعتراف دائما يتأجل إلى ما بعد تأمين القائمين بالعملية وهروبهم وتآكل آثار جريمتهم!

وهنا..وفيما يبدو أن التعاون بات على أشده بين الموساد والمخابرات التركية وداعش..وأن الشغل على أشده من أجل قلب المنطقة كلها رأسا على عقب وأخيرا لا يمكن تجاهل ثلاث ملاحظات أساسية تمت خلال الأسبوع الماضي: إسقاط الطائرة الأردنية عمدا بمساعدة أمريكية مباشرة لتوسيع خطر داعش..إعلان داعش حصولها على قنابل عنقودية..والهجوم الداعشي على الحدود السعودية في اليوم نفسه الذي يصل فيه السيسي للكويت ويعلن عن أن أمن الخليج من أمن مصر!
فتش عن من يخطط ومن يوجه ومن يدير ومن يستفيد حتى لو كانت الأيدي المنفذة عربية ككل مرة!.
الجريدة الرسمية