رئيس التحرير
عصام كامل

مصر أم الدنيا


فعلا.. صدق عبد الفتاح السيسي، المواطن قبل الرئيس، حينما قال وهو وزير للدفاع: إن هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه.. لذلك عندما زار الكاتدرائية أمس والإخوة المسيحيين يحتفلون بعيد الميلاد المجيد ويشاركون في قداس العيد، استُقبِل بحفاوة كبيرة وبالغة..

لقد شعر المواطنون العاديون قبل قادة الكاتدرائية، بأنه أصبح رئيسا يحنو على أهله ومواطنيه.. يحنو حقا.. وحده يزرع بذور الحب فبادلوه حبا بحب، وتجلى ذلك في حفاوتهم به خلال الاثنى عشر دقيقة التي قضاها بينهم ووسطهم بدون ترتيب أو إعداد أو تحضير مسبق.. بل إن البابا تواضروس، أوقف متابعة الصلاة في القداس ليستقبل الرئيس ويرحب به.

هذا هو المعنى الحقيقي لزيارة الرئيس السيسي أمس، لمبنى الكاتدرائية والإخوة المسيحيين محتشدين فيها للاحتفال بعيد الميلاد الجديد، وقد صار لدينا رئيس يحنو على شعبه ولا يخشى في ذلك تهديدات أمنية بوصفه هو المستهدف الأول للجماعة الإرهابية والإخوان، ولا يكترث في ذلك أيضا لقواعد البروتوكول السائدة.

والمهم أن هذا الرئيس لا يحنو على شعبه لأنه يعتبرهم رعايا له مثلما كان يتصور حكام عديدون من قبل، وإنما يحنو عليهم بوصفهم مواطنين لهم كافة الحقوق وعليهم باختلاف الجنس والدين والانتماء العرقي والاجتماعي كافة الواجبات.. وهذا اتضح في الاعتزاز بمصريته حينما قال إنه يتعين أن تعود مصر لتعليم الحضارة للعالم كله، وذلك لن يتحقق إلا بجهدنا المشترك.. أي بعملنا معا.. وهكذا مصر أم الدنيا. 
الجريدة الرسمية