رئيس التحرير
عصام كامل

الكويت انتصرت لمصر.. "استح يا وجه"


واكبت زيارة الرئيس السيسي إلى دولة الكويت الشقيقة، كثيرا من الحب والاحترام الرسمي والشعبي، وقليل من التحريض والبذاءة من بعض "الإخوان" والمعارضة.. فالجميع يعرف أهمية الزيارة وأن القمة التاريخية التي تجمع زعيم مصر وقائد الإنسانية أمير الكويت، تؤسس لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك عسكريا وأمنيا واقتصاديا.


سبقت زيارة الرئيس السيسي إلى الكويت عاصفة ترحيب، كدرها تطاول إخوان الكويت وبعض المعارضة، وكما العادة لم ينطق سفير مصر وكأن الأمر لا يتعلق ببلده ورئيسه الذي أعاد لمصر مكانتها المستحقة في أشهر قليلة.

أدرك حكماء الكويت، أن التطاول يهدف إلى إفساد الزيارة والتأثير السلبي على نتائجها وتعكير الأجواء بين البلدين، من هنا حفلت الزيارة بأجواء ترحيبية حاشدة ومراسم احتفالية قلما يشهدها رئيس دولة، واستقبل الرئيس السيسي في المطار سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وولي العهد والحكومة مجتمعة ورموز أسرة الحكم.. وامتلأت الصحف بمقالات الإشادة وإعلانات الترحيب بضيف الكويت الكبير، وتسابق النخبة ورموز البلد في جميع المجالات إلى لقاء الرئيس السيسي.

وفي الحفل الرسمي على شرف رئيس مصر، قلده أمير الكويت أرفع وسام في الإمارة "قلادة مبارك الكبير".. وفي ختام الزيارة، بدا الوداع أكثر حميمية وتأثرا من الاستقبال في دلالة على النجاح الباهر للزيارة التي ستظهر نتائجها في القريب العاجل.

لن أطيل فيما يتعلق بالاحترام والتقدير والمحبة الجلية للرئيس السيسي؛ لأن الزيارة وما رافقها نقلتها الفضائيات على الهواء.. وأتوقف عند الإساءة في ظل التخاذل الرسمي ممثلا في السفير المصري.. فبعد أن كتبت الأسبوع الماضي عن تطاول قائد إخوان الكويت مبارك الدويلة وشقيقه ناصر، على الرئيس السيسي والجيش والشعب المصري، استدعت النيابة مبارك الدويلة في قضية أمن دولة واتهمته بالإساءة إلى الإمارات المتحدة، حتى تمتص الغضب الإماراتي من تصريحه، وأفرج عنه بكفالة كبيرة مع منعه من السفر لحين انتهاء القضية.. 

هنا وجدت المعارضة المتضامنة مع الإخوان في الصمت المصري المريب فرصة ذهبية، للتحريض على "أم الدنيا" والتطاول على رئيسها، ومحاولة حشد الرأي العام الكويتي ضد الزيارة، بدعوى أنها تأتي لطلب مساعدات جديدة قدرتها بمليار دولار، مشيرة إلى انخفاض سعر النفط إلى النصف والترشيد الحكومي لمواجهة عجز الدخل العام. 

ومع تكرار الإساءة بعبارات يحاسب عليها القانون، توارى سفير مصر، ما جعل بعض المعارضين يتمادى في التطاول!

ويبدو أن مسلم البراك، أحد أبرز قادة المعارضة، قد تعلم الدرس من القضايا التي يحاكم بسببها، لذا واكب زيارة الرئيس السيسي بتصريحات أقل حدة من سابقاتها، وتحدث عن مليارات قدمتها الكويت إلى مصر وغيرها من الدول، مذكرا أنها أموال الشعب ولا يحق منحها إلى الغير، ملمحا بكلامه إلى سمو الأمير بقوله "من لا يملك يمنح مليارات الشعب لمن لا يستحق"!!

أما الطامة فجاءت في سلسلة تغريدات للنائب السابق صالح الملا.. ومع أن كثيرا من شرفاء الكويت تصدوا لتجاوزاته، مذكرين بأفضال مصر على العرب جميعا وأياديها البيضاء على مر التاريخ، لكني أنقل بعض تغريداته لتبيان الجرم.. يقول الملا: "السيسي سيحل ضيفا على الكويت اللهم احفظ أموالنا، دفعنا بما فيه الكفاية.. ما عندنا نعطي يا السيسي وإن أعطت حكومة الشيوخ بنسترجع عطاياهم.. أقسم بالله إذا عطيتوا مصر مليارا آخر ما راح تستمر الحكومة.. أهل الكويت أولى بملياراتها.. لا هلا ولا مرحبا برميل النفط بـ 50 دولارا.. يا وجه استح عيب!!"

سكوت سفير مصر يجعله شريكا في الجريمة.. لكن الحمد لله أن الكويت انتصرت لمصر ورئيسها، حيث أبلغ جهاز أمن الدولة الكويتي النيابة ضد الملا "لتدخله في صلاحيات الأمير والإساءة إلى مصر".. وقبيل مغادرة الرئيس السيسي، ضبطت المباحث الملا وقررت النيابة احتجازه؛ لتطاوله على الأمير ومصر تمهيدا لمحاكمته.
 
الرئيس السيسي "ملأ الدنيا وشغل الناس"، ولا عزاء لسفراء وزارة "الخارجية"، ومعهم أوباما وأردوغان و"الإخوان".
الجريدة الرسمية