رئيس التحرير
عصام كامل

وعملها السيسي!


من الكويت إلى الكاتدرائية.. من مهمة إلى أخرى ومن واجب إلى واجب.. وعلى هدي رسولنا عليه الصلاة والسلام وقد أوصى بأقباط مصر، يزور السيسي الكنيسة العظمى في مصر والشرق وأفريقيا..

وبعيدا عن أي إحصائيات من هنا أو من هناك، فاليوم وبغير مبالغات 15 مليون مسيحي من أهل بلدي يشعرون بعد غربة طويلة أنهم في وطنهم.. غدا ربما توقفت أو تراجعت طلبات الهجرة والهروب للخارج من واقع مؤلم بائس..

السيسي البطل يغلق أبواب الشر في مصر على أعداء مصر.. لم يعد رئيس البلاد منحازا لا بالأفعال ولا بالأقوال ولا بالإشارات ولا بالإيماءات ولا بالإيحاءات لناس ضد ناس.. أعداء مصر والسيسي وأعداؤنا هم وحدهم من يحملون السلاح ويقتلون ويرهبون الآمنين.. أعداء مصر والسيسي وأعداؤنا هم اللصوص والفشلة.. وهؤلاء لا دين لهم ولا ملة.. اليوم المسيحيون في حضن المسلمين.

اليوم نقطع أقدام أمريكا ويدها من التدخل في الشأن المصري.. اليوم تمتزج المشاعر من جديد حبا حقيقيا.. اليوم المشاعر لا تكذب ولا تنافق ولا تتجمل.. اليوم نصفع معا وحش الطائفية الكاسر الذي مزق محيطنا العربي العزيز الغالي.. من سوريا إلى ليبيا ومن العراق إلى اليمن.. البهجة عند المسلمين أكثر منها عند أخواتهم.. فربما تأخر التعبير عند إخوتهم من وقع المفاجأة ولانشغالهم بالصلاة..

السيسي يلملم مصر المهلهلة بمضاعفات أخطاء أربعة عقود عجاف.. خريف طويل.. لم تثمر فيه التربة المصرية إلا حصاد مرير من شر أكثر مرارة.. وثمرته دماء وقنابل وقتل وخطف وتفجيرات كنائس ومراكز شرطية وممتلكات محترقة بنار التطرف الكريه.. السيسي الأقرب لدينه يهزم أمس كل ذلك بضربة واحدة قاضية وبخطوات بسيطة بين الممر والممر.. الأول في المطار والثاني إلى حيث الصلاة والبابا في الكاتدرائية.. السيسي الذي يقود ثورة تنقية التراث الإسلامي وتصحيح الخطاب الديني هو نفسه الملتزم دينيا وسماته على وجهه من أثر السجود، وهو نفسه الذي يقر بحق أي شخص في ترك الأديان؛ لأنه كما يرى ونرى ديننا "لا إكراه في الدين"، وهو نفسه الذي يهنئ الأقباط في كنيستهم.. ولا نرى اجتماع كل ما سبق في رجل صدفة!

وبعد خالص التحية والدعوات بالرحمة للزعيم العظيم الذي بنى الكاتدرائية في الستينيات، إلى التحية والتقدير للذي زارها أمس وأدخل البهجة إلى قلوب الملايين، إلا أنه يجب القول إن السيسي يستحق الدعم.. ونحن ندعمه وسندعمه.. والفرز الطيب لا يتوقف ولن يتوقف.. هنا السيسي والذين معه وهم كثيرون جدا.. إنهم الأغلبية الكاسحة من شعب مصر والشعوب العربية.. وهناك الإرهاب وطابوره الخامس جنبا إلى جنب مع المتآمرين والمتأمركين والمتمولين والمكتئبين والفاشلين والمحبطين.. من فاقدي الأمل من أي شيء بفعل عك خلف عك، وبفعل فشل وراء آخر.. اليائسون من أي تقدم وكل تقدم.. إنها إذن قسمة الحق والعدل والصواب!
الجريدة الرسمية