رئيس التحرير
عصام كامل

"الدولية لأورام الثدي": أورام الثدي الأكثر شيوعًا بين سيدات مصر.. انخفاض عمر الإصابة لـ١٨ عامًا.. 4 أدوية جديدة ترفع معدلات الشفاء.. وأطباء يوصون بضرورة الكشف المبكر وتبني حملات توعية للقضاء على المرض


قالت الجمعية الدولية لأورام الثدى والنساء: إن أورام الثدى هي الأكثر شيوعا بين سيدات مصر. مشيرة إلى أن نتائج أبحاث التسجيل القومية لمرضى الأورام في مصر، تشير إلى انخفاض أعمار الإصابة بسرطان الثدى من ١٨ إلى ٢٠ عاما لدى بعض السيدات.


مؤتمر دولي
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذي عقدته الجمعية الدولية لأورام الثدى، اليوم الثلاثاء، تمهيدا لإطلاق مؤتمرها الدولى السابع في الفترة من 15 إلى 17 يناير 2015، بالتعاون مع الجمعية الأمريكية للأورام والجمعية الأوربية لعلاج الأورام والجمعية الأوربية لجراحة الأورام تحت رعاية وزير الصحة والسكان الدكتور عادل عدوى، ووزير البحث العلمى الدكتور شريف حماد.

انخفاض أعمار الإصابة
قال الدكتور هشام الغزالى أستاذ علاج الأورام جامعة عين شمس ورئيس الجمعية الدولية لأورام الثدى والنساء وسكرتير عام المؤتمر: إن معدلات الإصابة تشير إلى انخفاض الأعمار من ١٨ إلى ٢٠ عاما لدى بعض النساء، وذلك طبقا لنتائج أبحاث التسجيل القومية لمرضى الأورام في مصر، وبعض الدول العربية.

علاج جديد
وأشار الغزالي إلى أنه سيتم الإعلان عن الخطوط الاسترشادية والتوصيات في علاج أورام الثدى في الصغيرات، والتي تشمل إجراء التحليل الجينى الاستباقى بعد إجراء ما يسمى بشجرة العائلة، وتحديد السيدات اللاتى يتوجب خضوعهن لهذا التحليل، ومنهن أقارب الدرجة الأولى للسيدات، والسيدات المصابات بأورام الثدى اللاتي لا يستجبن للعلاج الهرمونى والعلاج الموجه، كما شملت التوصيات الاسترشادية بضرورة إجراء الفحص المبكر لهؤلاء السيدات ذوي التاريخ المرضى العائلى ١٠ سنوات أقل من عمر إصابة أقارب الدرجة الأولى.

علاجات موجهة
وأضاف رئيس الجمعية الدولية لأورام الثدى، أنه سيتم الإعلان عن ظهور عدة أدوية جديدة لعلاج أورام الثدى والنساء، تؤدي إلى ارتفاع نسب الشفاء، ومتوسط البقاء على قيد الحياة حتى في أكثر الأورام صعوبة، كما سيتم الإعلان عن ظهور أجيال جديدة من العلاجات الموجهة.

تفادي العلاج الكيميائي
وأوضح الغزالي أنه تم طرح علاج "برتوزوماب" وهو جيل جديد من العلاجات الموجهة الذي يتميز بتأثيره على عدة أهداف ومستقبلات في الخلية، مما أدى إلى زيادة في متوسط معدلات البقاء لمدة تفوق 5 سنوات في أورام الثدى شديدة الانتشار والإيجابية لمستقبلات هير ٢، فيما يطرح الجيل الجديد من العلاج الهرمونى "فازلوديكس" ويستخدم بعد فشل الخط الأول من العلاجات الهرمونية، ويؤدى إلى تفادى العلاج الكيميائى في هؤلاء المرضى بمتوسط فترات بقاء تصل إلى ٥ سنوات ودون آثار جانبية تذكر.

وتابع: كما سيتم طرح عقار "بيفاسيزوماب" لعلاج أورام المبيض وهو نوع من العلاجات الموجهة التي تؤدى إلى قطع الإمدادات الغذائية للخلايا الورمية، مما يؤدى إلى زيادة معدلات الشفاء لأول مرة في أورام المبيض وأورام عنق الرحم المنتشرة.

وأضاف: كما يُستخدم هذا النوع أيضا في علاج أورام القولون والـمـخ وأورام الرئة المنتشرة، وأحرز زيادة في معدلات الشفاء، وأخيرا سيتم الإعلان عن طرح عقار "دينوزوماب" الذي أثبت كفاءة شديدة في تدعيم العظام ليس فقط في أورام الثدى المنتشرة للعظام ولكن استخدامه كعلاج مصاحب للعلاج الهرمونى بمثبطات الأروماتايز مما أدى إلى زيادة فترات البقاء والحفاظ على سلامة العظام.

إنجازات المؤتمر
وأشار الغزالي إلى أن المؤتمر ينفرد عالميا هذا العام بإنجاز علمى كبير يتمثل في إصدار توصيات عن استخدام العلاج الهرمونى لأورام الثدى، وتوقيت استخدامه والكشف عن آليات التغلب على امتناع الخلايا للاستجابة للعلاج الهرمونى في المرضى الإيجابيين لمستقبلات الهرمونات، بمشاركة ٦٠ عالما متخصصا بمختلف أنحاء العالم ومصر والبلدان العربية.

المنظار الجراحي
وتحدث الدكتور ماجد أبو سعدة أستاذ أمراض النساء والتوليد كلية طب عين شمس ورئيس المؤتمر، عن الجديد في التعامل مع أورام الجهاز التناسلي للمرأة، مشيرا إلى استحداث استخدام المنظار الجراحي بالاعتماد على الإنسان الآلى في حالات أورام الرحم، وأورام المبيض، مما نتج منه خفض نسب الآثار الجانبية ومشاكل ما بعد الجراحة، مشيرا إلى أن تكلفة هذا النظام ما زالت مرتفعة بالمقارنة للموارد المتاحة والظروف الاقتصادية التي تواجه البلاد.

الوقاية من الأورام
وأضاف أبو سعدة أن المؤتمر سيعرض نتائج الدراسات الجديدة التي تؤكد ضرورة الوقاية من أورام عنق الرحم عن طريق المسحة المهبلية الدورية والتطعيم ضد الفيروس الذي يصيب عنق الرحم نتيجة للعلاقات الجنسية والتي ينقلها الزوج المصاب بالفيروس لزوجته، مشيرا إلى أن الفيروس مسئول عن حالات سرطان عنق الرحم فيما يقرب من ١٠٠٪ من الحالات.

الاكتشاف المبكر
وأكد الدكتور حمدى عبد العظيم أستاذ علاج الأورام بكلية طب قصر العينى، أن ارتفاع نسب الشفاء من سرطان الثدى مرتبط بشكل واضح وصريح بالاكتشاف المبكر للمرض، مؤكدا أن التطور الطبى في مصر لا يختلف كثيرا عن الغرب، إلا أن مشكلة الاكتشاف المبكر لا يعانيها الغرب منذ ٣٠ عاما إلا في حدود لا تتجاوز ١٠٪، أما في مصر فهى تصل إلى ٥٠٪.

الفحص
وأوضح عبد العظيم أن البرنامج القومى للاكتشاف المبكر لأورام الثدى تمكن من فحص ١٢٠ ألف سيدة خلال ٥ أعوام، لافتا إلى أنه رغم أن هذا في حد ذاته يمثل نجاحا كبيرا بالنظر إلى الإمكانات المتاحة حيث تبلغ تكلفة فحص سيدة واحدة بأشعة ماموجرام ١٥٠ جنيها، وهناك نحو ٨ ملايين سيدة فوق ٤٠ عاما وهو العمر الذي يبدأ عنده الفحص للاكتشاف المبكر، وبالتالى لتحقيق نجاح في اكتشاف الحالات مبكرا لابد من إجراء فحص لـ٧٠٪ على الأقل من هؤلاء السيدات "٥ ملايين" سيدة تقريبا، فتصل التكلفة إلى ٦٠٠ مليون جنيه، في حين علاج السرطان بالكامل في مصر يتكلف نحو مليار جنيه.

وأشار إلى ضرورة إطلاق حملة قومية للاكتشاف المبكر مرتبطة برفع التوعية، وقيام الأطباء بالتشخيص عن طريق الكشف الإكلينيكى على السيدات، ورغم أنه إجراء أقل دقة من فحص الأشعة، إلا أنه سيحقق الوصول إلى أعداد كبيرة من المواطنين، مشيرا إلى نجاح تلك التجربة في كندا بشكل ملفت للنظر.

حملات توعية
وشدد عبد العظيم على أهمية ضرورة تبنى حملات جادة ومستمرة إلى أن يتم القضاء على المشكلة، ضاربا مثلا بحملة القضاء على البلهارسيا، حيث وقف بجانبها الإعلام واستمرت سنوات إلى انتهت مشكلة البلهارسيا في مصر، وبالتالى انخفضت الإصابة بسرطان المثانة المرتبطة بالبلهارسيا إلى ٧٥٪.
الجريدة الرسمية