رئيس التحرير
عصام كامل

هلاوس إخوانية!


تحدثت عن "تهافت العقل الإخوانى" في فصل كامل من كتابى "فيتو على عصر الإخوان: نقد العقل المغلق" الذي صدر منذ أسابيع قليلة عن الدار المصرية اللبنانية.


والواقع أن العنوان الفرعى للكتاب يثير مفهومًا معروفًا في علم النفس الاجتماعى، وهو "العقل المغلق" الذي يتسم بالجمود، وينزع إلى التطرف الإيديولوجى أيًا كانت الإيديولوجية التي يتبناها صاحب هذا العقل.

وتبدو خطورة هذا "العقل المغلق" في أنه قد يتحول – في سياقات تاريخية خاصة ووفق تفاعلات سيكولوجية معقدة – لكى يتحول إلى عقل إرهابى يدفع بصاحبه إلى ارتكاب أخطر الجرائم الإرهابية، والتي قد تكون عدوانًا مباشرًا على البشر، أو تفجيرًا لمؤسسات عامة. وتبدو الخطورة القصوى لهذا العقل المغلق لو دفع بصاحبه- إيمانًا منه بأفكار دينية متشددة- إلى حد تفجير نفسه حتى ينال ثمرة "الشهادة" وهى دخول الجنة!

ويمكن القول إن إحدى سمات العقل المغلق إنكار الواقع بالرغم من حضوره القوى. وقد ظهرت هذه الظاهرة بعد الانقلاب الشعبى الذي قام به ملايين المصريين في 30 يونيو ضد الحكم الديكتاتورى لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، والذي تبعه في 30 يوليو الدعم الجسور الذي قامت به القوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق أول "عبد الفتاح السيسي" وزير الدفاع.

وقد ترتب على الإجراءات الثورية عزل الرئيس الأسبق "محمد مرسي"، والقبض على قيادات الجماعة الإرهابية لمحاكمتهم وفق القانون على أفعال العنف التي قاموا بها أو على التحريض عليها.

وسارت الأمور بعد ذلك وفق خارطة الطريق التي أعلنها "السيسي" في حضور الممثلين الحقيقيين لممثلى الشعب المصرى بمختلف طوائفه. فقد تمت صياغة دستور توافقى نموذجى وفق المواعيد المحددة، وتم الاستفتاء عليه بمعدلات عالية، ثم أقيمت الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها "السيسي" بمعدلات قياسية. وها نحن الآن على مشارف الخطوة الثالثة والأخيرة من خطوات خارطة الطريق وهى الانتخابات البرلمانية والتي نرجو أن تكون تتويجًا موفقًا لخارطة الطريق الديموقراطية.

هذه هي الوقائع الثابتة التي شهدها العالم كله عبر الشاشات الفضائية صوتًا وصورة. ومع ذلك فإن "العقل المغلق" الإخوانى ظل يردد بصورة ببغاوية إن ما حدث هو انقلاب وليس ثورة أو موجة ثورية ثانية لثورة 25 يناير.

وارتفعت المطالبات بضرورة عودة الرئيس "مرسي" مرة أخرى لمباشرة مهام منصبه، وكأنه لم يحدث أي شيء، بل إن بعض الأصوات الإخوانية الجهولة طالبت أيضًا بعودة مجلس الشورى المنحل! ومعنى ذلك أن قادة الجماعة الإرهابية وأنصارها مصرون إصرارًا عنيدًا على إنكار الواقع.

غير أنه تبين من واقع الممارسة أن الرئيس "السيسي" نال موافقة عالمية من كل الدول، مما يؤكد أنه جاء إلى منصبه نتيجة انتخابات ديموقراطية حقًا عبرت أصدق تعبيرعن إرادة الشعب المصرى.

وتتالت الخطوات الموفقة للرئيس "السيسي" في مجال السياسة الخارجية للبلاد، وتكررت زياراته لعدد من الدول العظمى، مما جعل مصر تسترد مكانتها الدولية. وفى الإطار العربى دعمت الدول العربية النظام السياسي الجديد لثورة 30 يونيو. وفى الداخل التفت الجماهير الحاشدة حول قيادة "السيسي" للبلاد، وظهر ذلك بأجل صوره في التأييد الشعبى العارم لمشروع قناة السويس ونجاح عملية التمويل الجماهيرى له بصورة غير مسبوقة.

ومع ذلك كله يصر قادة الجماعة الإرهابية الهاربين إلى تركيا بعد أن طردت قطر معظمهم على إنكار الواقع.

وليس أدل على ذلك من الخبر "الكوميدى" الذي أعلنوه من العاصمة التركية ومؤداه أن ثلاثين من أعضاء مجلس الشعب المنحل اجتمعوا وكونوا "مجلس شعب" ليواصل عمله، كما زعموا أن هذا المجلس اللقيط قد عقد اتفاقيات متعددة مع عدد من برلمانات العالم!
ومن العجيب حقًا أن يتزعم هذا التجمع الغوغائى أحد قيادات الجماعة من الهاربين وهو أصلًا كان يعمل أستاذًا للطب في جامعة الإسكندرية!

والسؤال هنا كيف لهذا الأستاذ الجامعى والذي سبق له أن تمرس بالمنهج العلمى في التفكير دراسة وتطبيقًا أن يشارك في هذه التمثيلية البهلوانية التي لا تعكس إلا ضيق أفق العقل الإخوانى المغلق!

ويبدو أن التربية الإخوانية التي تنشئ أعضاء الجماعة على السمع والطاعة من شأنها أن تلغى عقولهم وتمنعهم من التفكير السليم، وتخضعهم لعملية "غسيل مخ" تجعلهم ينادون كالببغاوات بمجموعة من الشعارات الجوفاء بغض النظر عن بعدها عن الواقع!

وآخر إبداعات العقل المغلق لشباب الجماعة الإرهابية مبادرة اقترحوها للمصالحة مع الدولة الآن قياسًا على صلح "الحديبية" الذي سبق للرسول الكريم أن وقعه مع الكفار على أساس أن أعضاء الجماعة الإرهابية هم "المؤمنون" وباقى الشعب المصرى هم الكفار!
ليس لدينا ما نقوله إلا اللهم ارحمنا يا مثبت العقل والدين!

تحدثت عن "تهافت العقل الإخوانى" في فصل كامل من كتابى "فيتو على عصر الإخوان.. نقد العقل المغلق" الذي صدر منذ أسابيع قليلة عن الدار المصرية اللبنانية.

والواقع أن العنوان الفرعى للكتاب يثير مفهومًا معروفًا في علم النفس الاجتماعى وهو "العقل المغلق" الذي يتسم بالجمود، وينزع إلى التطرف الإيديولوجى أيًا كانت الإيديولوجية التي يتبناها صاحب هذا العقل.

وتبدو خطورة هذا "العقل المغلق" في أنه قد يتحول – في سياقات تاريخية خاصة ووفق تفاعلات سيكولوجية معقدة – لكى يتحول إلى عقل إرهابى يدفع بصاحبه إلى ارتكاب أخطر الجرائم الإرهابية، والتي قد تكون عدوانًا مباشرًا على البشر، أو تفجيرًا لمؤسسات عامة. وتبدو الخطورة القصوى لهذا العقل المغلق لو دفع بصاحبه- إيمانًا منه بأفكار دينية متشددة- إلى حد تفجير نفسه حتى ينال ثمرة "الشهادة" وهى دخول الجنة!

ويمكن القول إن إحدى سمات العقل المغلق إنكار الواقع بالرغم من حضوره القوى. وقد ظهرت هذه الظاهرة بعد الانقلاب الشعبى الذي قام به ملايين المصريين في 30 يونيو ضد الحكم الديكتاتورى لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، والذي تبعه في 30 يوليو الدعم الجسور الذي قامت به القوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق أول "عبد الفتاح السيسي" وزير الدفاع.

وقد ترتب على الإجراءات الثورية عزل الرئيس السابق "محمد مرسي"، والقبض على قيادات الجماعة الإرهابية لمحاكمتهم وفق القانون على أفعال العنف التي قاموا بها أو على التحريض عليها.

وسارت الأمور بعد ذلك وفق خارطة الطريق التي أعلنها "السيسي" في حضور الممثلين الحقيقيين لممثلى الشعب المصرى بمختلف طوائفه. فقد تمت صياغة دستور توافقى نموذجى وفق المواعيد المحددة، وتم الاستفتاء عليه بمعدلات عالية، ثم أقيمت الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها "السيسي" بمعدلات قياسية. وها نحن الآن على مشارف الخطوة الثالثة والأخيرة من خطوات خارطة الطريق وهى الانتخابات البرلمانية والتي نرجو أن تكون تتويجًا موفقًا لخارطة الطريق الديمقراطية.

هذه هي الوقائع الثابتة التي شهدها العالم كله عبر الشاشات الفضائية صوتًا وصورة. ومع ذلك فإن "العقل المغلق" الإخوانى ظل يردد بصورة ببغاوية أن ما حدث هو انقلاب وليس ثورة أو موجة ثورية ثانية لثورة 25 يناير.

وارتفعت المطالبات بضرورة عودة الرئيس "مرسي" مرة أخرى لمباشرة مهام منصبه، وكأنه لم يحدث أي شىء، بل إن بعض الأصوات الإخوانية الجهولة طالبت أيضًا بعودة مجلس الشورى المنحل! ومعنى ذلك أن قادة الجماعة الإرهابية وأنصارها مصرون إصرارًا عنيدًا على إنكار الواقع.

غير أنه تبين من واقع الممارسة أن الرئيس "السيسي" نال موافقة عالمية من كل الدول، مما يؤكد أنه جاء إلى منصبه نتيجة انتخابات ديمقراطية حقًا عبرت أصدق تعبير عن إرادة الشعب المصرى.

وتتالت الخطوات الموفقة للرئيس "السيسي" في مجال السياسة الخارجية للبلاد، وتكررت زياراته لعدد من الدول العظمى مما جعل مصر تسترد مكانتها الدولية. وفى الإطار العربى دعمت الدول العربية النظام السياسي الجديد لثورة 30 يونيو. وفى الداخل التفت الجماهير الحاشدة حول قيادة "السيسي" للبلاد، وظهر ذلك بأجل صوره في التأييد الشعبى العارم لمشروع قناة السويس ونجاح عملية التمويل الجماهيرى له بصورة غير مسبوقة.

ومع ذلك كله يصر قادة الجماعة الإرهابية الهاربين إلى تركيا بعد أن طردت قطر معظمهم على إنكار الواقع.

وليس أدل على ذلك من الخبر "الكوميدى" الذي أعلنوه من العاصمة التركية ومؤداه أن ثلاثين من أعضاء مجلس الشعب المنحل اجتمعوا وكونوا "مجلس شعب" ليواصل عمله، كما زعموا أن هذا المجلس اللقيط قد عقد اتفاقيات متعددة مع عدد من برلمانات العالم!
ومن العجيب حقًا أن يتزعم هذا التجمع الغوغائى أحد قيادات الجماعة من الهاربين وهو أصلًا كان يعمل أستاذًا للطب في جامعة الإسكندرية!

والسؤال هنا كيف لهذا الأستاذ الجامعى والذي سبق له أن تمرس بالمنهج العلمى في التفكير دراسة وتطبيقًا أن يشارك في هذا التمثيلية البهلوانية التي لا تعكس إلا ضيق أفق العقل الإخوانى المغلق!

ويبدو أن التربية الإخوانية التي تنشئ أعضاء الجماعة على السمع والطاعة من شأنها أن تلغى عقولهم وتمنعهم من التفكير السليم وتخضعهم لعملية "غسيل مخ" تجعلهم ينادون كالببغاوات بمجموعة من الشعارات الجوفاء بغض النظر عن بعدها عن الواقع!

وآخر إبداعات العقل المغلق لشباب الجماعة الإرهابية مبادرة اقترحوها للمصالحة مع الدولة الآن قياسًا على صلح "الحديبية" الذي سبق للرسول الكريم أن وقعه مع الكفار على أساس أن أعضاء الجماعة الإرهابية هم "المؤمنون" وباقى الشعب المصرى هم الكفار!
ليس لدينا ما نقوله إلا اللهم ارحمنا يا مثبت العقل والدين!
الجريدة الرسمية