رئيس التحرير
عصام كامل

ارحمنا يا وزير الصحة من "رجالتك"!


رغم كل التصريحات الرنانة التي نسمعها من فترة إلى أخرى من جانب الدكتور عادل عدوي وزير الصحة، بتطوير المستشفيات الحكومية ومحاربة الإهمال الذي يصيبها، إلا أن الواضح أن هذه التصريحات مجرد تصريحات ليس إلا.


ووضح أيضا أن الثورة لم تصل حتى الآن إلى المستشفيات الحكومية وقطاع الصحة، خاصة وأن ما يحدث داخل هذه المستشفيات لا يمكن أن يصدقه عقل.

ولتأكيد ذلك نقدم هذه السطور لتكون بمثابة بلاغ عاجل إلى وزير الصحة ومحافظ سوهاج لعل وعسى أن يقوم أي منهما بالتحقيق والتحقق منها؛ لمعرفة أن الفساد والإهمال أصبحان كما يقولون "للركب"  في المستشفيات الحكومية.

ففي فجر يوم أمس الإثنين عانت مواطنة مصرية تدعى "أماني" من مدينة المراغة بمحافظة سوهاج من آلام شديدة في المعدة، وما كان أمامها إلا التوجه لمستشفي المراغة المركزي، على اعتبار عدم وجود عيادات تعمل في هذا التوقيت، وعلى اعتبار أن المستشفي يكون العمل به على مدى 24 ساعة، ومن المفترض أن يكون به قسم للطوارئ.. ومن الساعة الثالثة فجرا وحتى الثانية ظهرا حدثت كل المآسي التي لا يمكن أن يصدقها عقل، وهو ما عرض حياتها للخطر، لولا تدخل الدكتور طلال محمود الدردير الذي كان يمر بالصدفة داخل المستشفي، ولجأت له شقيقة المواطنة، وقام بتوقيع الكشف الطبي عليها وأجرى لها على الفور عملية جراحية، للتخلص من الزائدة الدودية التي كانت ملتهبة.

وطوال هذه الفترة التي تواجدت فيها المواطنة لم يتم العثور على الدكتور مدير المستشفي، بل ولم يتم العثور على طبيب يقوم بالكشف عليها، وكل ما قام به المستشفي هو حجزها مع "تعليق" محاليل لها كإجراء روتيني يقوم به المستشفي مع الجميع.. وعندما تطلب الأمر إجراء أشعة قيل لها لا توجد أشعة.. وعندما تطلب حضور طبيب لم يجدوا طبيبا يقوم بعمل اللازم، بسبب اختلاف الأطباء فيما بينهم على "الورديات".. وعندما قرر أهالي المواطنة الذهاب إلى سوهاج، بسبب كل هذه المعاناة تدخل الدكتور طلال، وأجرى العملية الجراحية على الفور لينقذ حياتها.

هذه المهزلة التي جرت وقائعها أمس بمستشفي المراغة المركزي، تتطلب من وزير الصحة التحقيق الفوري، ومن محافظ سوهاج التدخل السريع، خاصة وأن هذا الإهمال أصبح بمثابة قانون سائد في هذا المستشفي.

فهل يقبل وزير الصحة من "رجالته" الذين يحصلون على رواتبهم كل شهر من أموال الشعب أن يفعلوا ذلك؟ وهل يقبل محافظ سوهاج الهمام أن يكون هناك مستشفى في محافظته بهذا السوء والإهمال؟ إذا كنتم تقبلون ذلك فلابد أن نقول على مصر السلام !
وللحديث بقية لو لم يتدخل الوزير أو المحافظ للتحقيق في هذه المهزلة.

الجريدة الرسمية