رئيس التحرير
عصام كامل

هؤلاء يبتزون الرئيس (7)


الذين يمارسون الابتزاز يتمتعون دائما بالمهارة أو بنوع من المهارة تمكنهم من تغطية ابتزازهم بشعارات براقة وجميلة ومقبولة ولإخفاء ما يبغونه من ابتزازهم بأردية المصلحة العامة.


و صاحبنا اليوم صاحب مهارة كبيرة في هذا الصدد..أنه يتحدث دوما بلغة المصلحة العامة ويبدو كأنه يبغى الإصلاح وتحقيق تقدم البلاد ونشر العدل فيها والنهوض بها..و لكن لأنه لا يريد أن يقطع كل خطوط الاتصالات مع الرئيس ويريد أن تظل طرقه إلى القصر الاتحادية سالكة بشكل دائم فقد وجد صاحبنا المناسب أن يبتعد عن نقد تصرفات وقرارات وأيضا سياسات الرئيس كما فعل صغار المبتزين أو الأقل مهارة في الابتزاز السياسي.

و ركز صاحبنا على ما يسمى بحاجة الرئيس إلى رؤية تنطلق منها قراراته وتصرفاته ويصيغ منها سياساته ويختار على هديها رجاله ومساعديه ومستشاريه.

الرؤية كانت هي أداة أو آلية الابتزاز السياسي الذي يقوم به صاحبنا الآن..و لأنها براقة ومثيرة للاهتمام فقد أغوت آخرين رأوا أن يستخدموها بدورهم عندما يدلون بدلوهم هم الآخرين ويقدمون نصائحهم للرئيس..و لعل ذلك هو ما يفسر لنا لماذا كلما تحدث رئيس الوزراء لوسائل الإعلام الآن يحرص على التأكيد على أن الرئيس صاحب رؤية والحكومة تنفذ هذه الرؤية..إلا أن رئيس الوزراء لم يرد حتى الآن على ما يطالب به دعاة (الرؤية) الرئيس وهو القيام بثورة داخل الدولة سواء كانت ناعمة كما يرى البعض أو غير ناعمة كما يرى آخرون.

وهنا نتوقف مؤقتا عن طرح نماذج للابتزاز السياسي في بلادنا..و إذا استمر هذا الابتزاز سوف يكون تناولنا بالأسماء. 
الجريدة الرسمية