جامعة القاهرة تحجب بدلات المبعوثين بالخارج.. «نجم»: الجامعات غير مسئولة.. «التعليم العالي» تحمل الجامعات المسئولية.. «صقر»: البدالات مسئولية الوزارة والجامعات.. وخبراء: ا
في ظل دعاوى الرئيس عبدالفتاح السيسي، للاهتمام بالتعليم وتشجيعه المستمر على زيادة عدد المبحوثين للخارج للدول الأجنبية بالتعاون مع الجامعات المصرية، أصدر الدكتور جابر نصار قرارًا بوقف البدلات للطلاب المبعوثين بالخارج، ونص قرار رئيس الجامعة على: "أن البدلات تقتضى ميزانية من وزارة المالية".
وجاء القرار ردًا على مذكرة مرسلة من أحد عمداء الكليات بالجامعة للاستفسار عن سبب عدم صرف البدلات إسوة بالأعوام الماضية، وخلال اجتماع مجلس جامعة القاهرة الأخير، استعرض المجلس شكاوى عدد من المبتعثين، ومناشدة الجامعة التراجع عن قرارها نظرا لاحتياجاتهم لهذه المبالغ للمساهمة في الإنفاق على مشروعاتهم البحثية.
وأثارت صورة قرار رئيس جامعة القاهرة، الذي نشرته "فيتو" جدلًا واسعًا في الجامعات المصرية، فأكد الدكتور هلال الشربيى، رئيس قطاع الهيئات والبعثات بوزارة التعليم العالى، إن قرار وقف بدلات شباب الباحثين بالبعثات الخارجية الممثلين لجامعة القاهرة، هو أمر متعلق بالجامعة، فيما قال الدكتور ماجد نجم، نائب رئيس جامعة حلوان أن رواتب وبدلات المبعوثين المصريين بالخارج أمر تابع للإدارة العامة للبعثات التابعة لوزارة التعليم العالي، واعتبر أعضاء هيئة التدريس وخبراء المناهج أن القرار حلقة جديدة في مسلسل الفشل الذي يعيشه البحث العلمي.
الوزارة تحمل الجامعات المسئولية
قال الدكتور هلال الشربيى، رئيس قطاع الهيئات والبعثات بوزارة التعليم العالى، إن قرار وقف بدلات شباب الباحثين بالبعثات الخارجية الممثلين لجامعة القاهرة، هو أمر متعلق بالجامعة وليس للوزارة شأن في ذلك، موضحا أن القطاع يتدخل فقط في حالة وجود أزمة فيما يتعلق براتب الباحث بالخارج أما كل ما يتعلق براتبه وبدلاته من الداخل أمر يعود للجامعة.
وأضاف «الشربينى»، في تصريحات لـ«فيتو»، أن القطاع يعمل وفقا لخطط محددة للبعثات بهدف المساهمة في تنمية المجالات الاقتصادية والتنموية التي تحتاجها الدولة.
وكان رئيس جامعة القاهرة قرر وقف صرف بدلات شباب الباحثين الممثلين للجامعة بالخارج، لعدم توفير ميزانية من وزارة المالية لهم.
الجامعات غير مسئولة
وقال الدكتور ماجد محمد فهمي نجم، نائب رئيس جامعة حلوان للدراسات العليا والبحوث، إن رواتب وبدلات المبعوثين المصريين بالخارج أمر تابع للإدارة العامة للبعثات التابعة لوزارة التعليم العالي، وليست تابعة للجامعات بشكل مباشر.
وأوضح "فهمي"، في تصريح لـ"فيتو"، أن هناك أكثر من 160 طالبا يمثلون الجامعة في الخارج، بين بعثات على نفقتهم الخاصة، ومنح من الدول الأوربية لهؤلاء الباحثين والطلاب.
أنواع البدلات
انتقد الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، قرار وقف بدلات المبتعثين بالخارج، مشيرا إلى أن كل باحث لديه التزامات شخصية وعلمية وقرار وقف البدلات سيؤثر على التزاماته، قائلا: «كل باحث في احتياج أي مبلغ».
وأضاف صقر، في تصريحات لـ«فيتو»، أن بدلات المبتعثين تنقسم إلى نوعين، الأول في يد الجامعة أو الهيئة المبعوث منها الباحث وهى مثل بدلات الجودة وما شابه ذلك، والنوع الآخر في قرار الإدارة العامة للبعثات وهى البدلات التي ينفق منها المبعوث بالخارج على دراسته، وهى ليست من شأن الجامعة ولكنها من شأن الإدارة العامة للبعثات.
تجدر الإشارة إلى أن رئيس جامعة القاهرة، الدكتور جابر نصار، أصدر قرارا بشأن حجب رواتب وبدلات المبتعثين المصريين بالخارج.
قرار خاطئ
وقال الدكتور نشأت حسن، أستاذ بكلية الآثار جامعة عين شمس، إن قرار وقف الأموال التي تمنحها الدولة للمبحوثين في الخارج قرار خاطئ يعطل حركة البحث العلمي، مؤكدًا أن مصر والمنطقة العربية تحتاج للاستفادة من العلوم الأوربية.
وأشار حسن، في تصريح خاص لـ"فيتو"، إلى أن بعض الباحثين يضطروا للعمل أثناء الدراسة للإنفاق على أبحاثهم حيث إن ما يتلقونه من دعم لا يكفي.
وفي سياق متصل، أكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، شجع على زيادة عدد المبحوثين للخارج للدول الأجنبية وخاصة البعثات المرسلة للصين بالتعاون مع الجامعات المصرية، كما طالب بصرف تعويضات مالية لأعضاء هيئة التدريس من حملة الماجستير والدكتوراة الذين لم يتمكنوا من السفر للخارج، مضيفًا: "الرئيس يحث على زيادة الباحثين وليس وقف أموال دعمهم".
حلقة من مسلسل الفشل
فيما قال أحمد فاروق، استشاري التكنولوجيا المساعدة بجامعة بتسبرج في الولايات المتحدة الأمريكية، إن قرار وقف صرف البدلات للطلاب المبعوثين بالخارج هو حلقة من مسلسل الفشل الذريع للبحث العلمي في مصر.
وأوضح «فاروق»، في تصريح خاص لـ«فيتو»، أن البحث العلمي بمصر أصبح مجرد بحث شكلي ولا يرتبط بالمجتمع واحتياجاته، مضيفًا: «طول ما الأبحاث العلمية مكانها الأدراج ولا تعمل الدولة على الاستفادة منها سيظل البحث العلمي في مرحلة الفشل».
وفي سياق متصل، أشار إلى أن محمد على باشا عندما حقق نهضة تعليمية اهتم بالبحث العلمي واهتم بإرسال البعثات للخارج ولذلك تقدم البحث العلمي، منوهًا إلى أن عدد كبير من الباحثين سيمتنعوا عن السفر للخارج في ضوء عدم صرف البدلات.
واستنكر تبرع الجامعات للمساهمة في مشروع قناة السويس وتوقف صرف البدلات عن الباحثين، مضيفًا: «الجامعات تدعم بناء الطوب وتوقف دعم بناء العقول».