بالفيديو.. «فيتو» في منزل ضحية مظاهرات «الإرهابية» بالمطرية.. ضابط صف بالجيش لقي مصرعه بطلق ناري في الرأس.. أهله: «كان من مؤيدي السيسي وجتلنا تهديدات.. وبنقفل أبوابنا وقت المس
حي "المطرية" بالقاهرة، من معاقل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، شهد عددًا كبيرًا من المسيرات التي نظمها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، أسفرت عن وفاة ضحايا عديدين من أهل الحي، لا ذنب لهم سوى أنهم من سكان المطرية.
أب فارق الحياة وترك خلفه أسرة مكونة من 4 أبناء أكبرهم طالب بكلية الحاسبات والمعلومات لا يتعدي عمره 20 عامًا، أصبح هو العائل الوحيد لأسرته مطالب بالإنفاق عليها واستكمال دراسته، وزوجة أصبحت مسئولة عن إيصال أبنائها إلى بر الأمان.
تفاصيل الواقعة
«محروس عبد السلام» ضابط صف بالجيش على المعاش، لقي مصرعه، يوم الجمعة الماضي، أثناء فتح «شباك غرفته» لمتابعة ما يجري من أحداث أسفل منزله بعد تعالى صراخ الأهالي، ليصاب بطلق ناري في الرأس، وفارق الحياة.
الغريب في الأمر، أن وزارة الصحة أعلنت عن عدم وجود أي وفيات بجميع المحافظات خلال أحداث الجمعة الماضي، وهنا يأتي السؤال «من قتل محروس عبد السلام ومن المسئول عن إهدار دمه ومن المسئول عن حق أسرته؟».
«شهادة أهله وجيرانه»
«فيتو» التقت أسرة شهيد المطرية وجيرانه الذين كشفوا عن تفاصيل استشهاده.
بمجرد وصولنا لشارع نجيب معوض، والذي اعتاد عناصر الإخوان الإرهابية تنظيم تظاهراتهم به عقب خروجهم من مسجد النور المحمدي بمنطقة المطرية، استقبلنا عبد السلام، أكبر أولاد الشهيد، على رأس حارة "الفيومي" الكائن بها منزل الأسرة.
علامات الغضب والحزن بدت واضحة على وجه «عبد السلام»، الذي لم تفارق الدموع عيناه حزنا على وفاة والده، ليصطحبنا إلى سرادق العزاء، ثم اصطحبنا للصعود لشقتهم عبر سلم ضيق لنعاين موقع الجريمة التي وقعت بالدور الرابع من العقار.
حكى عبد السلام وقائع اغتيال والده بعد فتح «شباك غرفته» لمتابعة الأحداث فأصابه طلق ناري في الرأس من الجهة اليسري فور فتحه لنافذة الغرفة، مؤكدا أن الطلق الناري أطلقته قوات الأمن على المتظاهرين الفارين من شارع نجيب معوض إلى حارة الفيومي، ليفارق الحياة فور إصابته.
«مؤيد للسيسي»
ودخلنا إلى إحدى غرف المنزل بعد تعالي صوت البكاء من داخلها لنري الابن الأصغر للشهيد ويدعى «أحمد»، منهمرًا في البكاء على فراق والده، وحكى لنا ما جري من أحداث أن والده كان من ضباط صف بالجيش «على المعاش» عاد للمنزل فور انتهاء صلاة الجمعة نافيًا تمامًا ما تردد حول مشاركة والده في تظاهرات عناصر الإرهابية بالمنطقة، موضحًا أن والده كان من أشد مؤيدي الرئيس عبدالفتاح السيسي قائلًا «كان تملي يقول الراجل ده كويس، بس نصبر شويه، وإن شاء الله البلد هتتعدل على إيديه، وكان بيزعل أوي لما يسمع أن عسكري مات في الجيش».
وفور دخولنا غرفة الأم والتي مكثت في أحد أركان الغرفة وقد أصابتها حالة من الذهول والدهشة وكأنها لا تعرف ما جري من أحداث عن مقتل زوجها و«جلست القرفصاء» واضعة رأسها فوق رجليها، وسط حضور من الأهل والأقارب في مشهد غلب عليه طابع الحزن والأسي، قائلة: «جه بعد صلاة الجمعة وقال عايز أفطر فدخلت المطبخ أجهز له الفطار ورجعت لقيته مرمى على السجادة والدم نازل من راسه زي ما يكون مسورة مية مفتوحة ده كان بيقول قبل الصلاة صحي العيال علشان عايز أشوفهم زي ما يكون قلبه كان حاسس».
«تهديدات»
وقبل خروجنا لاحظنا إحدى بنات الفقيد وأصابها حالة من الإغماء وكأنها لا تعرف الموجودين حولها من أهلها وجيرانها وهنا استوقفنا "أحمد" الابن الأصغر للفقيد قائلًا: «أنا عايز حق أبويا ولوني عارف إنه مش هييجي حقه في الدنيا بس حقه عن ربنا ومش هيضيع هناك خصوصا بعد المكالمات اللي جاتني من قيادات القسم علشان مكلمش على أي حاجة».
وقال صالح رشدي، نجل شقيق الشهيد: «الحارة كلها بتقفل شبابكها وأبوابها وقت المظاهرات علشان خاطر الخرطوش والرصاص اللي بتضربه قوات الأمن على الأهالي مش المتظاهرين دول بيضربوا لفوق مش تحت على المتظاهرين ده غير المسيل للدموع اللي مودي ولادنا في داهية وجاب ليهم أمراض على الصدر».
وأوضح «سيد»، صاحب أحد محال الحلاقة بالحارة: «المتظاهرون هنا فيهم ناس كتير مقنعين ومعاهم سلاح أبيض ومن مناطق مختلفة من محافظات الجمهورية وعلي طول بنقفل محلاتنا وبيوتنا وأكل عشنا علشان منموتش وتروح لقمة عيشنا وساعاتها مش هنعرف نطلب حقنا من مين وناس كتير اتصابوا بطلقات خرطوش ورصاص حي وماتوا في المنطقة من الشرطة والإخوان ومحدش عرف يجيب حقهم لحد دلوقتي».