رئيس التحرير
عصام كامل

انضمام غربيين إلى الحرب ضد «داعش».. الأسباب الإنسانية وراء دخول المقاتلين على خط المواجهة.. لا توجد إجراءات ضد العائدين إلى بلادهم.. مقاتلة إسرائيلية: قررت المشاركة في القتال لأسباب إنسانية


ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء أن العديد من الغربيين جاءوا إلى الشرق الأوسط للانضمام لقوات التحالف الدولي وقوات حماية الشعب في سوريا والعراق لمحاربة تنظيم "داعش".


وأضافت أن الكثير منهم أكد أنه جاء لمحاربة التنظيم لأسباب إنسانية وكان من بينهم الكندي بيتر دوجلاس البالغ من العمر 66 عامًا الذي أصر على عبوره للحدود العراقية السورية خلسة لمساعدة الشعب السوري.

الحكومات الغربية
وأوضحت الوكالة أن الحكومات الغربية وأجهزة مكافحة الإرهاب تراقب عن كثب المقاتلين الأجانب الذين ينضمون لتنظيم "داعش" أو من ينضمون لصفوف المقاومة الكردية.

وأشارت الوكالة إلى أن كلا من الجانبين له دوافعه شديدة التباين و"دوجلاس" أحد الأجانب الذين يتحايلون على السلطات للمشاركة في قتال متشددي "داعش" الذين قتلوا الآلاف واستولوا على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا.

ولفتت الوكالة إلى أن الكثير من المقاتلين يدعون أن سفرهم لنواحي إنسانية ويقولون إن البعض سيختلف في تفسير قرارهم لحمل السلاح للقتال من أجل الشعب السوري.

ونقلت الوكالة عن "دوجلاس"، قوله وهو ينتقل للعبور من منطقة نائية في نهر دجله من خلال قارب صغير:"أريد أن أحارب داعش وربما يكون ذلك آخر شيء يمكنني القيام به"، مضيفا أنه مدرك أن أمامه 10 سنوات قبل أن تبدأ أعراض الشيخوخة أو يصاب بجلطة لذلك أراد أن يقوم بعمل خيري، على الرغم من أنه لم يحمل السلاح طوال فترة حياته.

جنسيات أجنبية
وأضافت الوكالة أن العشرات من الغربيين انضموا للمقاتلين الأكراد لمحاربة "داعش" في شمال سوريا ومن بينهم أمريكيون وكنديون وألمان وبريطانيون، وكان رئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون، أوضح أن هناك فرقًا جوهريًا بين القتال من أجل الأكراد، والقتال من أجل "داعش".

وفي شهر ديسمبر الماضي، عاد اثنان من المحاربين البريطانيين السابقين، هما جيمي ريد وجيمس هيوز إلى إنجلترا، بعد أن أمضيا عدة أشهر مع وحدات حماية الشعب، وقالا:"إنهما كانا يشاركان في القتال لأسباب إنسانية، ولم يتم اتخاذ أي إجراء ضدهما لدى عودتهما".

وقال "هيوز" البالغ من العمر 26 عامًا، الذي أمضى خمسة أعوام في الجيش البريطاني: "ذهبنا إلى هناك لمساعدة الأبرياء، وتوثيق كفاح وحدات حماية الشعب في مواجهة تنظيم داعش".

وأضاف هيوز: "وجدنا ترحيبًا شديدًا عند عودتنا، الكل رأى أننا أبطال، وأبدوا فخرهم بنا، كما تلقيت مئات الرسائل من أشخاص يريدون الانضمام لقوات حماية الشعب".

مقاتلة إسرائيلية
وقالت "جيل روزنبرج" البالغة من العمر 31 عامًا "الإسرائيلية من أصل كندي"، والقادمة من تل أبيب، في مقابلة في الآونة الأخيرة مع راديو إسرائيل:" إنها قررت المشاركة في القتال في صفوف وحدات حماية الشعب، من أجل أسباب إنسانية وعقائدية".

لكن مقاتلين أجانب آخرين يؤكدون أن دوافعهم مختلفة، وقال جوردان ماتسون وهو محارب سابق بالجيش الأمريكي من ويسكونسن، انضم لوحدات حماية الشعب قبل أربعة أشهر تقريبًا:" إنه يحاول الابتعاد عن حياة مدنية لا يحبها".

وقال ماتسون، في قاعدة تابعة لوحدات حماية الشعب قرب مدينة ديريك السورية، الواقعة في الشمال الشرقي الكردي: "أما هنا، فكل شيء له معنى".

أسباب إنسانية
وانضم المقاتل الأمريكي دين باركر البالغ من العمر 49 عامًا إلى محاربة تنظيم داعش، بعد مشاهدته لقطات فيديو للهجوم على سنجار، في شمال غرب العراق، خلال شهر أغسطس عندما قتل داعش وأسروا الآلاف من الطائفة الإيزيدية.

وقال المحلل بمعهد الدراسات السياسية الدولية في إيطاليا، لورنزو فيدينو: "إن المقاتلين الأجانب يجادلون بأنهم يحاربون داعش من منطلق فعل الخير، لكن ليس لهم أية فعالية على المستوى العسكري".

وأضاف فيدينو: الغربيون الذي ينضمون لوحدات حماية الشعب ظاهرة صغيرة جدًا، خاصة إذا ما قورنت بداعش، فآلة التجنيد لداعش تعمل بشكل أفضل، وبوسعك أن ترى الأدلة على ذلك في الأرقام".
الجريدة الرسمية