رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: أمل كلوني تنفي تهديد السلطات المصرية لها.. الحلول السلمية والقانون لن يفلح مع إسرائيل.. 2014 عام مضطرب مليء بأزمات من صنع الإنسان.. ثلث سكان لبنان من اللاجئين


تنوعت اهتمامات الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الاثنين، بالعديد من القضايا التي كان من أبرزها نفي أمل كلوني تلقيها تهديدًا من السلطات المصرية.


مصر لم تهدد "كلونى"
قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن أمل كلوني، زوجة النجم العالمى جورج كلونى، نفت أنها تعرضت للتهديد بالاعتقال من قبل مسئولين مصريين خلال عملها ودفاعها عن صحفيي قناة الجزيرة.

وأشارت الصحيفة، إلى أن تقرير صحيفة "الجارديان" في الأسبوع الماضي، قال إن أمل محامية حقوق الإنسان تعرضت للتهديد بالاعتقال بعد تقديمها تقريرًا يشير إلى بعض الأخطاء في القضاء المصري الذي أدى إلى إدانة 3 صحفيين تابعين لقناة الجزيرة في العام الماضي.

وقالت أمل: "إن الواقعة حدثت في بداية 2014، عندما حاول اتحاد المحامين الدولى تنظيم مؤتمر في مصر، وتم تحذيرى من قبل خبراء في الشأن المصرى، وليست السلطات المصرية كما نشرت الجارديان".

وأضافت أمل أن هذه الواقعة حدثت قبل أن تتولى قضية محمد فهمى، وقبل تولى عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر، والتحذير جاء في سياق آخر ليس له أي صلة بقضية قناة الجزيرة، وصحفى "الجارديان" اعتذر لعدم توضيح الموقف، وتم التعديل في المقالة المنشورة على الإنترنت.

وأوضحت الصحيفة أن كلمة أمل، جاءت بعد نفي المتحدث باسم وزارة الداخلية المصرية هاني عبداللطيف المزاعم التي نشرت على لسان أمل، وطلبت السلطات المصرية بالكشف عن هوية من هددها.

وأضافت الصحيفة أن تقرير أمل كلوني مثير للجدل لانتقادها المحاكم المصرية، وسلط الضوء على أن المسئولين في وزارة العدل لديهم الكثير من السلطة على القضاة والحكومة تسيطر على النيابة العامة.

وتضاف هذه الواقعة إلى سلسلة الأكاذيب والفضائح التي وقعت فيها صحيفة "الجارديان" البريطانية، خلال تغطيتها الشأن المصري، وما زال التاريخ يحمل الأكذوبة التي روجتها خلال ثورة يناير حول ثروة الرئيس الأسبق حسنى مبارك والتي قدرتها بـ 70 مليار دولار، مما زاد من حالة الاحتقان الشعبى الذي ثار على فساد نظام مبارك، ثم عادت الصحيقة العريقة وتراجعت عن الأكذوبة بعد أن فعلت فعلتها في الشارع المصري.

الحلول السلمية مع إسرائيل
تساءل الكاتب البريطاني روبرت فيسك: متى يتعلم الفلسطينيون أن اللجوء إلى القانون الدولي ليس الحل؟ وخير دليل على ذلك أمريكا وإسرائيل، تعليقًا على طلب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عضوية فلسطين في المحكمة الجنائية الدولية.

وقال فيسك، في مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن سعي عباس للانضمام للمحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة إسرائيل على جرائم الحرب في قطاع غزة، سلاح ذو حدين لأنه سيسمح أيضًا باتهام حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

وأشار فيسك إلى سعي الفلسطينيين للحصول على العدالة منذ أعوام وتوجهم إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي من أجل إزالة جدار الفصل العنصري وصدر حكم لصالح الفلسطينيين ولكن إسرائيل لم تهتم بالأمر ولم تنفذ القانون.

وانتقد فيسك استمرار الفلسطينيين حتى الآن لاستخدام الحلول السلمية ومتمسكون بإهانة أنفسهم وتعرضهم للمذلة باللجوء للقانون الدولي لحل النزاع مع إسرائيل، فهم لا يتعلمون هؤلاء العرب، لقد نسوا وقاحة أمريكا لتهديدها بقطع المساعدات عن الفلسطينيين لمعارضتها طلب الفلسطينيين الأنضمام لمحكمة الجنايات الدولية، ولم يقف الأمر على التهديد فقد أوقفت إسرائيل تحويل 80 مليون دولار من الضرائب إلى الفلسطينيين.

وحينها قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن حكومته تشعر بقلق عميق من جهود الحكومة الفلسطينية وقد يأتي ذلك بنتائج عكسية.

ولفت فيسك إلى أن أمريكا عارضت طلب السلطة الفلسطينية، كما سبق لها أن استعملت حق النقض 40 مرة منذ 1975 لمنع الفلسطينيين من حقهم في تقرير المصير، دائمًا الولايات المتحدة وإسرائيل تعاقب الفلسطينيين لسعيهم للحصول على حقهم، كما حدث لطلبهم التوقيع على اتفاقية دولية.

ويختتم فيسك بدعوة القارئ للتخيل لو أن إسرائيل والولايات المتحدة أرادتا من الفلسطينيين التوقيع على اتفاقية المحكمة، والالتزام بالقانون الدولي ليصبحوا أعضاء في محكمة الجنايات الدولية، كشرط لحصولهم على صفة الدولة، حينها لو رفض عباس التوقيع فإن موقفه كان سيعد دليلا على نواياه الإرهابية، ولكنه لما أراد الفلسطينيون الالتزام بالقانون الدولي تقرر عقابهم.

الحرب الأهلية السورية
قالت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية، إن العام الماضي كان مضطربا وخطيرا، بسبب الأزمات التي صنعها الإنسان وحالة الفوضي في الشرق الأوسط والحالات الطارئة بمرض إيبولا في غرب أفريقيا.

وأشارت الصحيفة إلى استمرار الحرب الأهلية السورية التي أودت بحياة 200 ألف سوري في معركة ما بين نظام الرئيس بشار الأسد السلطوي والمعارضة الطائفية الأصولية إلى حد كبير والجماعات الجهادية، وبات ملايين السوريين ما بين لاجئين ومشردين داخليًا في بلدهم، في حين فرص التسوية السياسية الدائمة تبدو ضئيلة مع زيادة الصراع.

بينما شهد العراق تصاعد العنف من قبل الإرهابيين على نطاق واسع وغير متوقع إلى حد كبير، وكان الهجوم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" الذي تسبب في بوتقة الأزمة بعد الشعور بالفراغ الذي أخلفته القوات الأمريكية في العراق وذلك بسبب الازدواجية وعدم كفاءة حكومة المالكي.

الأزمة الطائفية في العراق
وفي كل من سوريا والعراق ضحايا الصراع الصامت هم من الطوائف المسيحية القديمة بجانب الأقليات الكردية واليزيدية، ولنظرة أوسع لتدفق اللاجئين إلى لبنان الصغيرة ما يهدد زعزعة استقرارها بشكل كبير، حيث أصبح ثلث سكان لبنان من اللاجئين وهناك العديد من الحالات تعاني وأكثرهم من الأطفال.

سلطوية أردوغان
الدور المركزي لتركيا، وهي بلد حليف من موثوق منذ فترة طويلة ولكن تراجع دورها بسبب النظام السلطوي الراسخ لحكم الرئيس رجب طيب أردوغان وعلي الرغم من مساعدة تركيا للاجئين إلا أن حكومة أنقرة لا يمكن التنبؤ بأفعالها المقلقة.

وهددت ليبيا والصومال وأفغانستان من قبل حركات التمرد، وقررت الولايات المتحدة بقاء قوة عسكرية صغيرة في أفغانستان لكي لا تنزلق البلاد إلى أحضان طالبان.

وشهدت أوربا نصيبها من الأزمة أيضًا، خلال العام الماضي، والصراع المسلح، الذي لم نره منذ 15 عامًا منذ نهاية حروب البلقان، فكان هناك شد وجذب ما بين الحكومة المركزية في كييف والمليشيات الانفصالية المدعومة من روسيا، ولم تنته الأزمة في أوكرانيا بعد، وقد تساعد الدبلوماسية الألمانية على نزع فتيل الأزمة ولكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتحرك حتى الآن.

وعادت العلاقات السياسية الروسية الأمريكية إلى الحرب الباردة بعد فرض عقوبات أمريكية وأوربية على موسكو لوقف طموحاتها لتجديد الإمبراطورية الروسية، وكانت الورقة الرابحة في المعادلة الروسية ليست الضغوط الغربية، وإنما الهبوط الحاد في أسعار النفط ومواجهة روسيا لحالة ركود وربما يوقف ذلك بوتين بفضل اليدي الخفية في أسواق النفط وليس بفضل الدبلوماسية الغربية.

بينما شرق آسيا لديها بشكل طبيعي بؤر التوتر المتوقعة، بين بكين وطوكيو والجزر المتنازع عليها والمزاعم المتضاربة في بحر الصين الجنوبي، بكين تنظر إلى أن هذه المياه دولية ونصبت نفسها عليه.

إلى غرب أفريقيا حيث كانت أهوال مرض إيبولا الذي شهد تعاونًا دوليًا وطبيًا دائمًا للقضاء على المرض.

وفي أمريكا الشمالية أعطى الضوء الأخضر الذي طال انتظاره لأنبوب النفط الضروري اقتصاديا من كندا وموانئ الخليج الأمريكي، ومن المتوقع أن يستخدم أوباما حق الفيتو بعد موافقة الكونجرس على خط أنابيب كيستون وهو أمر ما زال غير مؤكد.

وفي الختام المشهد الجو السياسي المعارض للتحديات التي تواجه فراغًا خطيرًا بسبب قصر النظر السياسي لإدارة أوباما والغطرسة البلاغية، وترهل العالم ما يجعل العواقب خطيرة.
الجريدة الرسمية