رئيس التحرير
عصام كامل

لا تحاصروا الرئيس بنصائحكم!


بقدر ما أسفرت عنه الحوارات التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الشباب من نتائج إيجابية، تمثلت في إحاطتهم بأن الدولة تراهن على دورهم الأساسي، سواء في مشاكل الحاضر أو صنع المستقبل، إلا أن تلك الحوارات أزعجت- فيما يبدو- العديد من الكتاب الذين لا يحسنون الظن بالأجيال الجديدة، ومدى قدرتهم على تحمل المسئولية.

وتقودهم الشكوك إلى توجيه اتهامات للشباب، بأنهم يقفون في خندق آخر يعارض الخندق الذي يقف فيه الرئيس، ويسانده معظم أبناء الوطن، لذاك لا يتوقفون عن حصار الرئيس بنصائحهم ويحذرونه من الشباب - حتى لو سجدوا له - حسب نصيحة أحد الكتاب الصحفيين، الذي لا يخفي مواقفه سواء من ثورة يناير التي يعتبرها مؤامرة أو من شباب الإعلاميين الذين حاورهم الرئيس ويعتبرهم منافقين.

ولو أن المتخوفين من نوايا الشباب لم يقعوا في خطأ التعميم، باتهام جميع الذين التقى بهم الرئيس، لربما وجدوا من يتفق معهم لأن الشباب ليسوا ملائكة، وقد يكون من بينهم من يسعى للتقرب إلى الحكام لتحقيق مصالحهم الشخصية، ولكن المؤكد أن منهم من يسعى لتحقيق إصلاح حقيقي، ويضع المصلحة الوطنية فوق المصلحة الخاصة.

كما أن الأجيال القديمة لا تبرأ من أصحاب المصالح.. ولا تخلو من أصحاب المواقف، وقد التقى بهم الرئيس من قبل دون أن يعترض أحد.

ويتناسى نُصَّاح الرئيس أن الرجل عمل في مواقع خطيرة تمكنه من فرز الصالح من الطالح، وبين العناصر الجادة التي تتجرد لخدمة الوطن وبين المتطلعين لتحقيق مصالح خاصة، والقول إن الرئيس رجل (أخلاقي) لا يعني أنه يتسامح مع الذين يحاولون خداعه، أو الذين يسعون للانحراف بمسيرة الوطن.

ولعل مواقفه الشجاعة في التصدي للجماعة وإزاحة حكمهم البغيض، وكاد يدفع حياته ثمنا لتلك المواقف لو لم تنجح الثورة لا قدر الله، وقد اختار الانحياز لمطالب الشعب المشروعة رغم المخاطر.

ويحسب للجهة التي ترشح للرئيس أسماء الشباب، الذين يتحاور معهم، أن اختياراتهم كانت ناجحة إلى حد كبير؛ لأن الاختيارات لم تتم على أساس الموافقة على طول الخط، بما تصدره الحكومة من قرارات.. إنما الاتفاق على ما يعتقدون أنه يحقق مصالح الوطن، والاعتراض على قرارات أخرى تعطل المسيرة نحو التقدم.

ويحسب لها أيضا أنها اختارت المعارضين، من الذين أيدوا المرشح المنافس للرئيس في معركة الرئاسة؛ لأنهم يقفون على أرضية وطنية.. ويسعون إلى الإصلاح مع اختلاف الطرق.

أما عن مخاوف النُصَّاح من عدم ولاء الشباب للحاكم، فالرد الحاسم أن الولاء للوطن وحده، وأن الاتفاق مع الحاكم أو الاختلاف معه يتوقف على مدى تلبيته لمطالب الشعب.

وأخيرا.. نرجوكم التوقف عن حصار الرئيس بنصائحكم. 
الجريدة الرسمية