عضو "قومي حقوق الإنسان": من يملك اتهاما لأحد.. النائب العام موجود

وإلى تفاصيل الحوار:

*في البداية هل ترى أن المجلس القومي لحقوق الإنسان يمارس عمله بحرية؟
ليس هناك تدخلات من الدولة في عمل المجلس القومي لحقوق الإنسان، وعلى مستوى أعضائه كل يوضح رؤيته بحرية وما تصدر عنه من قرارات هي غير ملزمة للحكومة كونه جهة استشارية وليست تنفيذية، ولكن ما أريد قوله إن حقوق الإنسان في مصر ليست على ما يرام وتحتاج إلى مراجعة شاملة وسريعة.

*ما هي أهم القضايا المطروحة الآن على جدول أعمال المجلس؟
هناك العديد من القضايا والملفات التي يعمل عليها المجلس حاليا للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان المصري، ولتكن أهمها زيارة السجون وتفقد أوضاع السجناء وبحث مدى الرعاية المقدمة إليهم، وتطبيق ما ورد من تعديلات أخيرة على اللائحة الداخلية للسجون بالتعاون مع وزارة الداخلية، وأيضا زيارة القرى والمراكز بمحافظات الجمهورية، التي كانت آخرها زيارة محافظة أسوان التي نفذها المجلس على مدى ثلاثة أيام جاب فيها كل أنحاء المحافظة، وعقدت ورشة عمل هناك توضح كيفية الارتقاء بالمجتمع الأسواني، وأيضا زيارة أقسام الشرطة وبحث احتياجات ذوي الإعاقة وتقديمها للدولة كي تعمل عليها وغيرها من القضايا المهمة والملحة في هذه المرحلة.

*كيف يستعد المجلس القومي لحقوق الإنسان لمراقبة الانتخابات البرلمانية؟
المجلس لديه مراقبون على درجة عالية من الكفاءة ومدربون بعناية، وقد سبق لهم المشاركة في مراقبة الاستحقاقات السابقة، وهناك تدريبات أخيرة تُجرَى لهم خلال الاستعدادات النهائية قبل بدء الانتخابات مباشرة، بالإضافة إلى غرفة العمليات الخاصة بالمجلس التي تتلقى كل ما يجرى خلال أيام الاقتراع من تجاوزات أو انتهاكات، وتسعى لحلها وعرضها على الجهات المختصة في الدولة، وأيضا رفع تقارير خاصة برؤية المجلس عن العملية الانتخابية ومدى شفافيتها ونزاهتها.

*لماذا تتحول مشكلات المجتمع المدني إلى فضائح.. فكلما اختلف طرفان أظهرا العيوب لبعضهما البعض وتبادلا الاتهامات بالعمالة وتلقي تمويلات ضد مصلحة الدولة؟
أرى أن هذا كله هراء فمن يملك إثباتا أو اتهاما لأحد فعليه بالتوجه إلى النائب العام وليس الصحافة والإعلام، فهذا غرضه التشهير والتشويه، ومن يتهم أحدا في مهنته هو بالكاد يتهم نفسه أولًا كونه عمل تحت مظلة تلك المؤسسة أو المنظمة فترة من الزمن، وهو يعلم أن بها فسادًا ويسكت عنه، ويجب على الجميع التوقف عن انتهاج ثقافة الانتقام؛ لأن هذا ما عانيناه منذ ثورة 25 يناير دون فائدة.

* كيف ترى الوضح الحالي بالنسبة للإرهاب على حدود مصر والقضاء عليه؟
أرى أن جوهر الصراع مع الإرهاب هي القضية الفلسطينية، فالجماعات المتشددة تتخذ من القضية "شماعة" تعلق عليها خيبتها في التعامل مع إسرائيل بالمثل، فهم يتحججون بالقضاء على ما يسمونه الحكومات العربية الكافرة لعدم قدرتهم على مواجهة إسرائيل بدلا من أن يقاتلوا عدوهم يقتلون المسلمين، وهذا أمر غير منطقي ولا علاقة له بالدين.

*حدثنا عن الوضع في سيناء كونك مواطنا سيناويا ترى الأمور عن قرب.. خاصة في التعامل مع الإرهاب والحرب الدائرة هناك؟
الوضع في سيناء محتقن للغاية والمواطنون مستاءون بشدة، ولكن في مقابل القضاء على الإرهاب - الذي أراه علاجا لأزمة الوطن - يجب تجرع الدواء رغم مرارته، فلم يكن سهلا على الناس الخروج من بيوتهم ورؤيتها تهدم أمام أعينهم.

أيضا فرض حالة الطوارئ يزيد الخناق على الأهالي، وكثرة العمليات الإرهابية التي جعلت من العقاب شيئا جماعيا، ونتمنى أن ينتهي الأمر سريعا حتى تستقر الأمور هناك ويعيش أهل سيناء كباقي المواطنين في الدولة.

*ولكن من المعروف أن سيناء تعج بالأسلحة غير المرخصة؟
سيناء 61 ألف كيلومتر مربع يصعب السيطرة عليها إلا بقوات كبيرة، وثقافة اقتناء السلاح توجد في مصر كلها، ولكن المحافظات الواقعة على الحدود تحتفظ أكثر بالأسلحة كنوع من الأمن، وهناك العديد من الأسلحة دخلت من خلال ليبيا أثناء الانفلات الأمني، وعن طريق الأنفاق التي جعلتها تجارة وأيضا الحروب التي جرت على أرض سيناء وجعلت هناك العديد من البؤر التي وفرت مخزونا للأسلحة.

*كيف ترى المصالحة المصرية مع قطر؟
ليس هناك مخاصمة مع قطر ولكنها تملك قناة تنقل كل ما هو سلبي في مصر وتركز عليه، وليس هناك دولة بالعالم ليس لديها سلبيات ولكن تركيز فضائية قطر على المساوئ في مصر يعد تحريضًا على الدولة وسياسة عدائية، وأرى أن الأمر الآن بيد قطر ومبادرة الملك عبد الله تُثمَّن وتحترم، ولكن السؤال هل عملت قطر بها أو استجابت لها؟

في مصر ليس لدينا مشكلة، فقطر لم تؤثر في واقعنا، والحديث الزائد عنها يحمل الأمور أكثر مما تستحق.

*كيف ترى العلاقات المصرية الدولية؟
لاشك أن علاقات مصر الخارجية بدأت تتعافى، ورأينا ذلك خلال زيارات الرئيس التي أجراها لأفريقيا وأوربا ونيويورك وأخيرا آسيا، فمصر الآن تستعيد مكانتها وتخرج إلى نطاقها الطبيعي، وريادتها الأفريقية والعربية والدولية.