رئيس التحرير
عصام كامل

تريبيون: 2014 عام مضطرب مليء بأزمات من صنع الإنسان..استمرار الصراع السوري وتصاعده في العراق.. ثلث سكان لبنان من اللاجئين.. حركات التمرد تهدد ليبيا والصومال وأفغانستان..سلطوية أردوغان سبب تراجع تركيا


قالت صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية، إن العام الماضي كان مضطربا وخطيرا، بسبب الأزمات التي صنعها الإنسان وحالة الفوضي في الشرق الأوسط والحالات الطارئة بمرض الأيبولا في غرب أفريقيا.


الحرب الأهلية السورية
وأشارت الصحيفة إلى استمرار الحرب الأهلية السورية التي أودت بحياة 200 ألف سوري في معركة ما بين نظام الرئيس بشار الأسد السلطوي والمعارضة الطائفية الأصولية إلى حد كبير والجماعات الجهادية، وبات ملايين السوريين ما بين لاجئين ومشردين داخليا في بلدهم، في حين فرص التسوية السياسية الدائمة تبدو ضئيلة مع زيادة الصراع.

بينما شهد العراق تصاعد العنف من قبل الإرهابيين على نطاق واسع وغير متوقع إلى حد كبير، وكان الهجوم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" الذي تسبب في بوتقة الأزمة بعد الشعور بالفراغ الذي أخلفته القوات الأمريكية في العراق وذلك بسبب الازدواجية وعدم كفاءة حكومة المالكي.

الأزمة الطائفية في العراق
وفي كل من سوريا والعراق ضحايا الصراع الصامت هم من الطوائف المسيحية القديمة بجانب الأقليات الكردية واليزيدية، ولنظرة أوسع لتدفق اللاجئين إلى لبنان الصغيرة ما يهدد زعزعة استقرارها بشكل كبير حيث أصبح ثلث سكان لبنان من اللاجئين وهناك العديد من الحالات تعاني وأكثرهم من الأطفال.

سلطوية أردوغان
الدور المركزي لتركيا، وهي بلد حليف من موثوق منذ فترة طويلة ولكن تراجع دورها بسبب النظام السلطوي الراسخ لحكم الرئيس رجب طيب أردوغان وعلي الرغم من مساعدة تركيا للاجئين إلا أن حكومة أنقرة لا يمكن التنبؤ بأفعالها المقلقة.

وهددت ليبيا والصومال وأفغانستان من قبل حركات التمرد، وقررت الولايات المتحدة بقاء قوة عسكرية صغيرة في أفغانستان لكي لا تنزلق البلاد إلى أحضان طالبان.

وشهدت أوربا نصيبها من الأزمة أيضا، خلال العام الماضي، والصراع المسلح، الذي لم نراه منذ 15 عاما منذ نهاية حروب البلقان، فكان هناك شد وجذب ما بين الحكومة المركزية في كييف والمليشيات الانفصالية المدعومة من روسيا، ولم تنتهي الأزمة في أوكرانيا بعد، وقد تساعد الدبلوماسية الألمانية على نزع فتيل الأزمة ولكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتحرك حتى الآن.

وعادت العلاقات السياسية الروسية الأمريكية إلى الحرب الباردة بعد فرض عقوبات أمريكية وأوربية على موسكو لوقف طموحاتها لتجديد الإمبراطورية الروسية، وكانت الورقة الرابحة في المعادلة الروسية ليست الضغوط الغربية وأنما الهبوط الحاد في أسعار النفط ومواجهة روسيا لحالة ركود وربما يوقف ذلك بوتين بفضل اليدي الخفية في أسواق النفط وليس بفضل الدبلوماسية الغربية.
بينما شرق آسيا لديها بشكل طبيعي بؤر التوتر المتوقعة، بين بكين وطوكيو والجزر المتنازع عليها والمزاعم المتضاربة في بحر الصين الجنوبي، بكين تنظر إلى أن هذه المياه دولية ونصبت نفسها عليه.

إلى غرب أفريقيا حيث كانت أهوال مرض الأيبولا الذي شهد تعاون دولي وطبي دائم للقضاء على المرض.

وفي أمريكا الشمالية أعطي الضوء الأخضر الذي طال انتظاره لأنبوب النفط الضروري اقتصاديا من كندا وموانيء الخليج الأمريكي ومن المتوقع أن يستخدم أوباما حق الفيتو بعد موافقة الكونجرس على خط أنابيب كيستون وهو أمر ما زال غير مؤكد.

وفي الختام المشهد الجو السياسي المعارض للتحديات التي تواجه فراغا خطيرا بسبب قصر النظر السياسي لإدارة أوباما والغطرسة البلاغية، وترهل العالم ما يجعل العواقب خطيرة وعدم استقرار واسع النطاق.
الجريدة الرسمية