رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية فرنسي من «شرب الخمر» إلى الانضمام لـ«داعش».. «أبو مريم»: غيّرت حياتي من أجل «الجنة».. تعلمت القرآن في المغرب ودخلت سوريا بـ250 يورو.. حاربت مع «النصر


أجرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية حوارًا مع جهادي فرنسي يُدعى «أبو مريم»، الذي يُقاتل حاليًا في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».

فترة المراهقة
وقالت المجلة، إن «أبو مريم» الذي اعتنق الإسلام في سن الـ19، كان في فترة المراهقة «يشرب الخمر، ويمارس الجنس، ويتناول أدوية مخدرة، لكن بعد اعتناقه الإسلام بخمس سنوات، قرر السفر للجهاد في سوريا، وهو الآن في منزل شمال غرب سوريا مع جهادي سعودي آخر يبلغ من العمر 28 عامًا».

وأضافت المجلة، أن «أبو مريم لا يريد إلا الجنة، وهو يعيش الآن في منزل بالبلدة الأرمنية، وليس بعيدا عن معقل العلويين في اللاذقية، فهو متواجد في الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية بالقرب من الحدود مع تركيا»، موضحة أنه من بين 3 آلاف مقاتل أوربي في سوريا والعراق الآن.

وذكرت المجلة الأمريكية، أن الجهادي الفرنسي انضم لـ«جبهة النصرة»، وحارب معها قبل الانضمام لـ«داعش»، ويعمل في بعض الأحيان «سفيرًا»، إذ يحاول التقريب بين «داعش» والجماعات الجهادية.

وبحسب المجلة، فإن «أبو مريم» اعترف أن حلمه كان الانتقال إلى سوريا، وقد تحقق، وحياته الآن أفضل في بلاد الشام «المكان المقدس» الذي أوصي به الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) بحمايته.

دخول سوريا
وحول كيفية دخوله سوريا، قال «أبو مريم»: «في عام 2013 سافرت من تركيا إلى سوريا بنحو 250 يورو، حيث تظاهرت بأني عامل إغاثة»، رافضًا الكشف عن كيفية انخراطه في الجماعات الجهادية.

الاستشهاد من أجل الجنة
ويعتبر «أبو مريم»، أن الصراع السوري ليس حربًا، وإنما اختبار لإيمانه وإخلاصه للإسلام، ويتمنى الاستشهاد ودخول الجنة، مؤكدًا أن الله وعد المسلمين بدخول الجنة، لأنهم سمعوا كلامه، والإسلام «دين عظيم يشمل جميع جوانب الحياة، ويعطي معنى لحياة الإنسان»، وأنه كرس حياته للجهاد فقط.

وتابع: «رأيت وجوه المقاتلين الذين استشهدوا، ورائحة المسك تخرج من أجسادهم، خلافا لرائحة جثث الكافرين (أعداء الله) الذين يظهرون فقط القبح، ورائحتهم أسوأ من رائحة جثث ووجوه الخنازير».

واستشهد بصديق له يدعى «أبو أحمد المغربي» الذي استشهد بجانبه قائلًا: «من الليل حتى الصباح كان وجه أبو أحمد مبتسما مشرقا ورائحة جثته عطرة، ولا يوجد أي شك أنه سيدخل الجنة، فنحن نصلي لله من أجل النصر، ثم نستشهد»، مشيرًا إلى أن الجهاديين سيحررون سوريا.

يُذكر أن «أبو مريم» انتقل إلى المغرب وهو في سن الـ20، لتعلم اللغة العربية، ودرس القرآن هناك، والتقى بزوجته الأولى، ثم تزوج مرة ثانية في العام الماضي بسوريا، وزوجته الأولى ما زالت تعيش في المغرب مع ابنته، وليس على اتصال بهم الآن، حيث لا يسمح لزوجته في المغرب باستخدام شبكة الإنترنت.

لا عودة لفرنسا
وقال «أبو مريم»: «ليس لديّ أي خطط للعودة إلى فرنسا، وحاولت بيع جواز سفري الفرنسي في سوريا، لكني لم أتمكن من العثور على مشتري، وفي حال عودتي إلى فرنسا أو المغرب سيتم القبض عليّ»، واصفًا حياته قبل الانتقال إلى سوريا للجهاد بأنه «حيوانية».

الدول الغربية عنصرية
وأشار إلى أن الدول الغربية «عنصرية ولا تؤمن بالحرية الدينية، ويمنعون المسلمين من ممارسة حقوقهم الدينية»، موضحًا أن الأوربيين يرتكبون الخطيئة يوميًا، كما يمنعون النساء من ارتداء النقاب، في الوقت الذين يقولون فيه على العرايا «حرية شخصية».
الجريدة الرسمية