رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «فيتو» تخترق «سبوبة سطوح وسط البلد».. الغرف تتحول إلى شقق بمساحة 90 مترا بإيجار 6 جنيهات شهريا.. ورش لمختلف الصناعات أعلاها بإيجارات رمزية.. والأهالي: «عدد س


يسكنون في منازلهم «منهم للسماء».. أسفل أسقف من عروق الخشب وبقايا البوابات الحديدية، لا يسمع بهم أحد، المسئولون لا يصلون إلى مشاكلهم حتى لا تنقطع أنفسهم بسبب طول السلالم الموصلة إليهم، قد يستيقظون من النوم مبكرًا، ويشرعون في الذهاب لأعمالهم مبكرًا دون غسل وجوههم، لأنه باختصار المياه لا تصل إلى «صنابيرهم»، إنهم سكان «السطوح» في وسط القاهرة.


«معاناة ومأساة»
حياة بين السماء والأرض، معاناة ومأساة حقيقية بمعني الكلمة يعيشها سكان السطوح الذين لم يجدوا مكانًا على الأرض؛ فقرروا أن يسكنوا فوق السطوح، ويقطن سكان السطوح بالمئات، لا تصدق عيناك ما تراه من عشش أو غرف فوق هذه العمارات التاريخية، فهم أناس يحيون كالأموات، يعيشون حياة غير آدمية، لا يتمتعون بأبسط حقوقهم، يعيشون تحت خط الفقر.

«سبوبة السطوح»
وتحولت تلك السطوح في الفترة الأخيرة إلى «سبوبة»، بعد انتشار عدد من الورش أعلى تلك السطوح، لانخفاض سعر إيجاراتها، وأيضًا بعد تحول انضمام غرف تلك السطوح إلى بعضها البعض لتصبح شقة بأسعار لا تعتبر رمزية، ليستخدمها عدد من المواطنين الفارين من مطحنة الحياة.

ورصدت عدسة «فيتو» بعض جوانب حياة سكان السطوح، والتقينا بهم للاطلاع على المشاكل التي تُحيط بهم، بعد أن تفاقمت الظاهرة في الفترات الأخيرة.

«أقدم ساكني سطوح وسط البلد»
قالت فريدة السيد، إحدى السكان بعمارة بوسط البلد، إنها من أوائل السكان الذين سكنوا السطوح منذ عام 1961، حيث كان يمتلكه والدها الذي كان يعمل حارسًا للعمارة، وكانوا في البداية لا يمتلكون عقودا لهذه الغرف، ولا عدادا للكهرباء، فكانوا يأخذون الكهرباء من نور السلم، إلى أن صاحب العمارة طالبهم بزيادة في الإيجارات، ولكن لم يقبلوا بتلك الزيادة، حتى طالبهم بترك الغرف، إلى أن تم التفاهم معه من خلال المحامي، بموجب عدم الزيادة للإيجارات، إلى أن وصل الإيجار إلى 65 جنيها للغرفة الواحدة شهريًا، مضيفة أن سكان السطوح في هذه المنطقة ليسوا بقليل.

«30 مترا بـ50 جنيها»
وأضاف حسن على، حارس عقار بوسط البلد، أن معظم عمارات المنطقة مليئة بالسكان أعلى السطوح في غرف ضيقة لا تزيد مساحتها عن 30 مترا بإيجار شهري طبقا للقانون القديم لا يزيد عن 50 جنيها شهريا توارثوها من آبائهم، لأن معظم عمارات وسط البلد قديمة جدا منذ عهد الإنجليز.

«من غرفة إلى شقة»
وأوضح مصطفى حلمي، أحد سكان السطوح، أن في الفترات الماضية كانت غرف السطوح منفصلة ومساحتها ضيقة جدًا، ومع مرور الوقت وبالاتفاق بين سكان السطح وصاحب العمارة تم ضم أكثر من غرفة حتى أصبحت شقة صغيرة أعلى العمارة تقترب مساحتها من 90 مترا تقريبا وبإيجار قديم يبلغ 6 جنيهات.

«ورش السطوح»
وأشار أحمد الهواري، عامل بورشة أعلى السطوح، إلى أن العمال تستغل سطوح العمارة في مجال الصناعة، وذلك بفتح ورش في مختلف الصناعات، والسطح يتكون من أكثر من ورشة مساحتها صغيرة وإيجاراتها رمزية، ويعمل بها عدد كبير من العمال، ولجئوا إلى السطوح لعدم توافر الفرص أمامهم في الأماكن العادية.
الجريدة الرسمية