تسع سنوات على تولي محمد بن راشد رئاسة الوزراء بالإمارات.. «قرقاش»: قائد نقي.. طموح وعملي يعاف صغائر الأمور.. نهضة البلاد شغله الشاغل.. و«دبي» تتحول في عهده إلى المكان الأكثر جذبا ل
"تسع سنوات" مضت على تولي الشيخ محمد بن راشد، رئاسة الوزراء في دولة الإمارات، لتكون بمثابة فترة فارقة في الإمارات بشكل عام ودبي التي يحكمها بشكل خاص.
دبي
وساهمت تلك الفترة في إحداث طفرة كبرى عايشتها الإمارة التي كانت المقصد الأهم عالميا، التي تجمع بين السياحة والاقتصاد بشكل كبير، فأصبحت المكان الأكثر جذبا للسياحة من كل أرجاء العالم.
وكان أعضاء المجلس الأعلى لحكام الإمارات، انتخبوه في الخامس من يناير 2006 نائبًا لرئيس الدولة، ووافقوا على اقتراح الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بتكليف الشيخ محمد برئاسة مجلس الوزراء وتشكيل حكومة جديدة.
وبدأ الإماراتيون بالاحتفال بمرور تسع سنوات على تولي الشيخ محمد بن راشد رئاسة الوزراء، واختياره نائبا للرئيس، بصورة تؤكد عظيم محبتهم له، بل إنك قد لا تجد حاكما محبوبا من شعبه، والشعوب المحيطة كما هو الشيخ محمد بن راشد، الذي قدم محبة دائمة للجميع.
قائد نقي
"قائد نقي كالماء الزلال.. طموح وعملي يعاف صغائر الأمور، ونهضة الإمارات شغله الشاغل".. بهذه الكلمات وصف الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي، الشيخ محمد بن راشد، في تغريدة عَلى موقع تويتر، مع مرور ٩ سنوات على توليه رئاسة مجلس الوزراء، ونائبا لرئيس البلاد، وحاكما لإمارة دبي، مؤكدا أنه تشرف خلال هذه السنوات بالعمل ضمن فريقه.
وكان الشيخ راشد بن سعيد، والد الشيخ محمد وحاكم دبي الأسبق، يرى أنه مع تطور دبي فإن رجلًا له شخصية الشيخ محمد سيكون أنسب شخص للتعامل مع المطالب الأمنية الخارجية والداخلية المتزايدة.
ومع وضع ذلك في الاعتبار، بدأ الشيخ راشد ينظر إلى خيارات التدريب العسكري لابنه الثالث، وذلك لتأهيله لدوره المستقبلي، لكن الشيخ الشاب كان يحتاج أولًا إلى تأسيس تام في اللغة الإنجليزية، ولهذا ففي أغسطس عام 1966م سافر الشيخ محمد إلى لندن بصحبة ابن عمه الشيخ محمد بن خليفة آل مكتوم، والتحقا بمدرسة بل للغات في كامبريدج، وهي من كبرى المدارس المتخصصة في اللغات على مستوى أوربا.
ومن كامبريدج إلى مدرسة مونز للضباط التي تقع في ألدرشوت على بعد قرابة أربعين ميلًا من لندن جنوبي إنجلترا، التي أصبحت الآن جزءًا من أكاديمية سانت هيرست العسكرية، ليتلقى أشد التدريبات العسكرية التي يمكن أن يوفرها الجيش البريطاني للطلبة في كلية للضباط، وبعد عودته عين وزيرًا للدفاع؛ ليصبح بذلك أصغر من شغل هذه الوزارة على مستوى العالم.
الاتحاد الإماراتي
وكان بن راشد شاهدا على الاتحاد، ففي 18 فبراير 1968، التقى حاكم "أبو ظبي" الشيخ "زايد" وحاكم دبي الشيخ "راشد" في مخيم صحراوي؛ لمناقشة إنشاء اتحاد بين "أبو ظبي" ودبي، وكان الشيخ محمد عاد من إنجلترا ليكون برفقة والده، ولا يزال يتذكر الكلمات القليلة التي دشنت بداية الإمارات العربية المتحدة؛ ويقول: "ما رأيك يا راشد؟ هل ينبغي أن نؤسس الاتحاد؟" تساءل الشيخ زايد، ودون تردد مد حاكم دبي يده إليه وأجابه: "أعطني يدك يا زايد.. لنتعاهد الآن على ذلك وسوف تكون الرئيس"، وكانت المعاهدة بينهما، أو ما يسمى باتفاق الاتحاد، بداية لبحث عن اتحاد أكبر.
وحدد الشيخ محمد رؤيته العالمية في كتابه "رؤيتي"، ويستعرض فلسفته ورؤيته السياسية والاقتصادية، واستعرض فيه بالتفصيل كيف تمت قيادة دبي والإمارات العربية المتحدة إلى مكانتها الراهنة كمركزين دوليين مشهورين بخدماتهما المالية والتجارية رفيعة الجودة والسياحة الفاخرة، وسعيهما من أجل التنمية البشرية والهيكلية المستدامة.
موهبته الشعرية
وللشيخ محمد بن راشد شخصية أخرى استلهمت من حياته، ووصفتها "شعرا"، وهي شخصية الشاعر وروحه، فبن راشد كتب الشعر النبطي منذ فترة مبكرة في حياته، ولاتزال حتى الآن قريحته الشعرية متقدة، وتطورت موهبته الشعرية في مراحل حياته المختلفة، وهو الأمر الذي بدى واضحا في أشعاره، التي يستلهمها من حياته، وفقا لقوله، ليكون الحاكم الشاعر الذي عدل، وأيقن بحق الشعب، فبادلوه حبا بحب، بل امتدت محبته لشعوب عديدة لمست ما قدمه ويقدمه.