"عنتر" و"لبلب" في البرلمان!
بدأت طبول انتخابات مجلس الشعب تدق في مصر من جديد بعد طول غياب.. وبدأت معها الاستعدادات من جانب كل من يرغب في خوض التجربة والجلوس على الكرسي، ولذلك أتوقع أن تحدث الكثير من التغييرات في الحالة الإعلامية بمصر خلال الفترة المقبلة.
والتغيير الذي سيصيب الإعلام المصري بسبب انتخابات البرلمان الذي سيصاحبه تغيير آخر في سلوك الراغبين في الترشح.. فمن كان "عنتر" سيصبح "لبلب".. ومن كان فاسدا سيحاول ادعاء الطهارة.. ومن كان متلونا سيسعى لإثبات أنه صاحب مبدأ.. ومن كان عبده مشتاق سيتحول إلى مليون عبده مشتاق.. ومن لديه أموال سيبدأ الصرف.. ومن يجلس على كرسي المسئولية سيفعل كل ما في وسعه من أجل استغلاله بالشكل الأمثل لدعم موقفه الانتخابي.. ومن كان على خصام مع أحد سيتقرَّب إليه من جديد.
الحديث عن انتخابات مجلس الشعب لن ينقطع خلال الفترة المقبلة، ولكن ما لفت نظري هو محاولات الكثيرين التقرب بل التودد إلى وسائل الإعلام خلال هذه الفترة بعد أن كانوا يسبونها بأبشع الألفاظ.. هذا التودد لا يمكن أن يكون لله أو للوطن، خاصة أن عددا كبيرا من هؤلاء عاشقون للإعلام حتى لو لم يكونوا في حاجة له بسبب انتخابات البرلمان.
إذن.. سنشاهد خلال الأيام القليلة المقبلة العديد من المسرحيات الهزلية ما بين وسائل الإعلام وعدد كبير من الذين يرغبون في خوض انتخابات مجلس الشعب.. هذه المسرحيات ستكشف بكل تأكيد عن الوجه القبيح للكثيرين.. هذا الوجه القبيح سيظهر بوضوح في عملية التناقض في الأفعال والأقوال.. فمن كان يشتم سيصبح يمدح.. ومن كان يهدد سيتحول إلى حمل وديع.. ومن كان يعتقد أنه "عنتر" سينقلب إلى "لبلب".
نعم سنشاهد كل هؤلاء.. نعم سنشاهد أفلاما ومسرحيات هزلية.. نعم ستكون انتخابات البرلمان بمثابة المسرح الكبير.. ونعم وألف نعم أننا سنكشف أولا بأول عن كل ما يدور خلف كواليس هذه المسرحيات؛ لأن مصر لا تتحمل من جديد أن يقود برلمانها المقبل من كانوا يقودونه في السابق.