رئيس التحرير
عصام كامل

ابن البرادعي.. الذي "شردته" الجزيرة!


كانت اللعبة تقتضي من البعض معادلة من نوع مختلف.. إذ لا يمكن لليبرالي شارك في 30 يونيو بقوة الأمر الواقع وبحكم الحرج الأيديولوجي أن يؤيد الإخوان أو يعلن تراجعه عن كل شيء فجأة..

هؤلاء توصلوا إلى معادلة تقنعهم هم أولا قبل إقناع غيرهم.. وأقنعت غيرهم بالفعل وصدقوها.. تقول المعادلة إنه وعند إعلان العداء أو الخصومة للسيسي ولكل ما جرى بعد 30 يونيو من دعاة أو مدعي الليبرالية، فإنها ينبغي موازنة الأمر في نفس الوقت بالإعلان صراحة عن معاداة الإخوان، وأن نظامهم كان ينبغي أن يسقط!
وبذلك يمكن التهرب من الاتهام بدعم الإخوان أو مساندة الإرهاب، في ظل غضب شعبي عارم من الإخوان سيجرف في طريقه كل داعم وكل مساند للإخوان!

هؤلاء.. يكشفهم ويكشف نياتهم هجومهم الذي لا يتوقف على كل ما يخص الجيش المصري العظيم، ليؤكد لنا أن الأمر ليس أمر سياسة نتفق ونختلف فيها وليس قصة توجهات نتناقش فيها ونختلف كما نشاء.. بل الأمر في حقيقته أمر توجه كامل وتيار لا معنى ولا قيمة له ولا يستحق إلا السحق.. يكره بلا مبرر جيش بلاده.. لا يخجل مما وصل إليه حال الجيران من دمار بدأ أول ما بدأ بالاشتباك المسلح مع الجيوش هناك.. ولكي يتم ذلك كان لابد أولا من هز هيبة الجيوش وترويج الشائعات ضدها وعليها، وقد كان ما كان مما نعرفه وتعرفونه!

بعيدا عن الدروس وبعيدا عن النيات بل بغض النظر عما نعرفه من خيوط وتقاطع خطوط البعض مع دول وسفارات وجماعات للتمويل.. إلا أن نجم القصة والمقال أحد تلاميذ البرادعي الكبار.. أحد أهم المقربين إليه.. فشل في قراءة ما يجرى.. فقبل دعوة الجزيرة للذهاب والبقاء هناك محللا سياسيا.. "الزبون" صفى أعماله في مصر؛ أملا في البقاء هناك طويلا طويلا.. ولمَ لا والغرف من الأموال الأميرية بلا حساب.. لا حساب من ضمير ولا من جهة من الجهات.. اذهب واشتم واقلب عنق الحقيقة.. واكذب واكذب وصدق نفسك.. وآخر اليوم اجمع الغلة الحرام.. فضلا عن الحصاد الشهري.. واسكن في "الفور سيزون" أو "كمبنسكي" أو"إنتركونتيننتال" الدوحة أو غيرها أو في شقة خاصة.. لكن فكل الحرام سواء.. وما جاء من حرام فالنار أولى به!

المهم.. الابن الروحي للبرادعي وفي حين وصل إلى الدوحة من هنا.. وتم الإعلان عن إغلاق الجزيرة مباشر من هناك!

غراب البين.. المتعوس.. خائب الرجاء.. وقد ضاع حلمه وخاب ظنه وفشل مخطط عمره.. يشغل الناس الآن بنشر الرسائل الإلكترونية لكل من طلب الذهاب للجزيرة! 
يريد أن يقول إن "العكة" أو الفضيحة لا تطوله وحده، وإن كثيرين ممن يهاجمونه اليوم سبقوه للمطلب وللمسعى نفسه.. الآن صارت فضيحة في أوساط النشطاء تكبر كل يوم.. فبعضهم يشتبك معه يرد عليه يوضح ويشرح.. وبعضهم ينفي ويكذب.. ومنهم من يتملص وينكر!!

بئس الفاضح.. وبئس المفضوح!
الجريدة الرسمية