بالصور.. "الليمون" من أسفل شمس الواحات إلى الدول الأوربية والعربية.. الديب استطاع بمشروعه توفير عمل لأكثر من 100 شاب.. تقلبات المناخ تكبده خسائر بالملايين
لم ينتظر دوره كغيره من الشباب ليلتحق بالعمل فى إحدى المصالح الحكومية وأن يقوم بالسفر إلى الخارج ليحقق أحلامه والتى وصفها بأنها كبيرة جدا ، وإنما اتجه بفكره وطموحه نحو أبعد النقاط فى الصحراء الغربية، لتكون الواحات هى بشرة الخير عليه وطريقه إلى النجاح .
محمود الديب أحد الشباب الذى استطاع خلال ست سنوات أن يحول أنظار الدولة العربية والأجنبية إلى مصر عن طريق تصدير الليمون المجفف تحت أشعة شمس الواحات والذى لاقى روجا كبيرا وأكسبه شهرة عالية.
تجفيف الليمون
يقول الديب خلال حديثه "لفيتو" الفكرة بدأت منذ 6 سنوات من خلال تردده الدائم على أقربائه وأنسابه الذين يعيشون فى محافظة الوادى الجديد فهو فى الأصل من أبناء محافظة البحيرة، حيث وجد فى الواحات سطوع شمس دائما على مدار العام فضلا عن المناخ الجاف الذى تتميز به عموما حيث لاتوجد بها أى مسطحات مائية وتعتمد فى الزراعة والشرب على الآبار الجوفية، الأمر الذى جعله يفكر فى تجفيف الليمون على تلك المساحات الشاسعة وغير المستغلة من الأراضى تحت أشعة الشمس الساطعة التى حباها الله بها طوال العام .
يقول الديب إنه يقوم بتجفيف الليمون فى المساحات الخالية بجوار قرية الثورة التابعة لمركز الخارجة مشيرا إلى أنه اختار هذا المكان لوجود أقربائه وأنسابه بالقرية كما أن أغلب العمال الذين يقومون بالعمل معه من نفس القرية والقرى المحيطة بها بالإضافة إلى أن هناك عمالة أخرى من محافظة البحيرة تعمل معه منذ عدة سنوات.
100 فرصة عمل
وتابع الديب حديث بقوله إنه استطاع من خلال مشروعه توفير أكثر من 100 فرصة عمل لشباب القرى فضلا عن توفير فرص عمل أخرى لعدد كبير من السيدات والفتيات واللائي يعملن فى جمع الليمون فى أماكن أخرى مخصصة لهم .
وعن نوعية الليمون الذى يتم تجفيفه قال "إنه يقوم بشراء ثلاثة أنواع من الليمون من مزارع الجيش وكبار التجار ولا يقوم بزراعته مضيفا إلى أنه يقوم بتجفيف ثلاثة أنواع وهم البنزهير وهو الليمون البلدى العادى، اداليا ، برسل ، والأول هو أجود الأنواع وأفضلها وعليها إقبال أكثر ، حيث تأتى به الشاحنات الكبيرة والجرارات من المحافظات المختلفة ليقوم العمال بفرشه على الرمال ويتم تقليبه على فترات مضيفا أن عملية التجفيف تستغرق حوالى شهر خلال فترة الصيف وشهرين فى الشتاء.
الأمن والأمان
وعن اختيار محافظة الوادى الجديد بالتحديد أكد "الديب" أن ذلك يرجع أولا إلى طيبة أهلها وحسن المعاملة بالإضافة إلى توافر عنصر الأمن والأمان الأمر الذي لمسه طوال الست السنوات فضلا عن عدم وجود حشرات أو آفات ضارة فى الأرض والتى من الممكن أن تتسبب فى عملية تلف الليمون فى المراحل الأولى من تجفيفه خصوصا أنه يأتى من الحقول مباشرة .
وعن استخدامات الليمون فيقول "الديب" إن أكثر إنتاجه يتم تصديره إلى الدول الأوربية ليتم إدخاله فى صناعه الأدوية والمشروبات والمنظفات خصوصا تلك الدول التى تعانى من الصقيع والبرد ولا تسطع عليها الشمس طوال العام .
بهارات الكبسة
كما أشار أن أولى الدول العربية التى تستهلك الليمون المجفف هى السعودية حيث يتم استخدامه فى صناعة البهارات التى تضاف إلى الكبسة إحدى المأكولات الشهيرة بالمملكة العربية السعودية تليها الإمارت وسلطنة عمان .
وعن الأخطار التى تهدد مشروعه أكد الديب عن أول تلك الأخطار هى التقلبات المناخية وسقوط الأمطار الأمر الذي قد يكون كفيلا بتكبيده خسائر بالملايين خصوصا أنه خلال الفترة الأخيرة بدا فى تجفيف الليمون على مساحات شاسعة جدا فصلا عن توسيع دائرة التصدير الخاصة به لتطول 90% من أغلب الدول الأوربية والتى بدأت بالتعاقد معه وذلك لجودة الليمون المجفف والعينات التى تم إرسالها لهم مؤخرا .