رئيس التحرير
عصام كامل

رحلة "اللحوم المهرمنة" بمصر.. انتشرت بالأسواق عام 2012.. "أستراليا" على رأس المصدرين وتمنعها بالداخل.. تسبب ضمور الخصيتين والتثدي للرجال.. و"الزراعة" ترفض تطبيق المواصفات القياسية لاستيراد اللحوم


انتشرت في الأسواق المصرية منذ عامين، اللحوم المهرمنة، ووصلت شحنة عجول قادمة من أستراليا عام 2012، أثبتت التحاليل أنها معالجة هرمونيًا وتم ذبحها وطرحها في الأسواق، ويسبب تناول تلك اللحوم أمراضا سرطانية لا ينجو منها أحد.

واعتمدت هيئة المواصفات القياسية التابعة لوزارة الصناعة، تطبيق المواصفات القياسية في استيراد اللحوم المذبوحة والحية، وذلك للحد من دخول الحيوانات المحقونة بهرمونات النمو والهرمونات الأنثوية والذكورية إلى مصر.

ضخ الهرمون
وقال الدكتور لطفي شاور، مدير عام التفتيش على اللحوم والمجازر بطب بيطري السويس، إنه يتم ضخ الهرمون في جسد الحيوان ثم تركه لفترة لانسحاب الهرمون وطرده من جسده بعد إتمامه لمهمته، لكن ما يحدث أن العجول تأتي إلى مصر في فترة ضخ الهرمون ويتم ذبحها في ذات الفترة، مع الاعتبار ضرورة الانتظار لمدة 60 يوما حتى ينتهي أثر الهرمون.

إسبانيا واللحوم المهرمنة
وأضاف شاور لــ "فيتو"، أن دولة أستراليا لا تطرح اللحوم المهرمنة لمواطنيها، ولكن تطرحها في الخارج لتحدث تنافسا في السوق العالمية، وتقوم بتربية العجول والوصول بها إلى الوزن المثالي في وقت أقصر.

حق الحيوانات
وأكد شاور، أن أحد مظاهر انتشار حقن الحيوانات بالهرمونات، هو ذبح الدواجن في عمر 45 يوما وهي في وزن مثالي للذبح يصل إلى كليو ونصف.

آثارها على الذكور

وكشف شاور، عن أن عددا من التحليلات التي تم إجراؤها، أثبتت أن هناك آثارا جانبية على الذكور من تناول اللحوم المعالجة هرمونيا، ومنها ضمور الخصيتين والعضور الذكري، والإصابة بـ "التثدي" أي تضخم حجم ثدي الرجل كالإناث، واندثار شعر الصدر، وآثار أخرى تطغى من آثار الأنوثة على الذكور نتيجة تناول اللحوم المحقونة بهرمونات أنثوية.

وأضاف أن لجنة من البيطريين على رأسهم الدكتور محمد عبد العزيز، عميد طب بيطري كفر الشيخ الأسبق، اجتمع بالدكتور حسين منصور رئيس وحدة إنشاء جهاز سلامة الغذاء، وضعوا مواصفات لاستيراد لحوم قياسية مصرية تجرم استيراد اللحوم المهرمنة في مرحلة من مراحل حياتها.

تطبيق المواصفات
ولفت إلى أن وزارة الزراعة ممثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية، رفضت تطبيق المواصفات، مطالبة بمنح مهلة للمستوردين لتوفيق أوضاعهم، وهو ما وصفه بــ "الرد الغريب" في وقت يعاني فيه المصريون من كوارث اللحوم المهرمنة.

تأجيل تطبيق المواصفات
ومن جانبه، قال الدكتور حسن شفيق - نائب رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، ورئيس إدارة الصحة العامة والمجازر- إنه حتى الآن لم تصله أي أوراق رسمية بخصوص تلك المواصفات، مشيرًا إلى أنه قد تكون عرضت على أي من قيادات وزارة الزراعة، إلا أنها لم تعرض على مكتبه حتى الآن، مؤكدًا أن الهيئة لم تطالب بتأجيل تطبيق المواصفات لأنها لم تعرض عليها.

هيئة سلامة الغذاء
ويأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه وزارة الزراعة لتأسيس هيئة جديدة تحت مسمى هيئة سلامة الغذاء، التي ستضم داخلها كافة الجهات والهيئات الخاصة بسلامة الغذاء الزراعي أو الحيواني، لوضع شروط أكثر صرامة وجودة على سلامة وصحة الأغذية في مصر، ولدفع عملية تصدير الأغذية والمنتجات الزراعية المصرية للخارج، خاصة مع وضع عدد من الدول شروطا صارمة على استيراد المنتجات الزراعية في الفترات السابقة، تتضمن خلو الأغذية من متبقيات المبيدات أو العناصر الثقيلة، وهو الدور الذي يقوم به المعمل المركزي لمتبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية.
الجريدة الرسمية