التبشير بالرسول في الكتب السماوية
جاءت الكتب السماوية مع رسل الله عليهم السلام تبشر بالرسول صلى الله عليه وسلم، ووصف الإنجيل والتوراة والزبور الرسول وأمته وصفا دقيقا بأنه خاتم الأنبياء، وأن القرآن الكريم آخر الكتب السماوية، وأمته هي أفضل الأمم وشاهدة على باقي الأمم إلى يوم القيامة.
الرسول في التوراة
وجد موسى عليه السلام في ألواح التوراة بشارة بنبى الله محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال موسى: "يارب إنى أجد في الألواح أمة خير أمة، أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، اجعلهم أمتى"، فقال عزو وجل:" تلك أمة أحمد".
وقال موسى:" يارب إنى أجد في الألواح أمة أناجيلهم في صدورهم يقرأونها وكان من قبلهم يقرأون كتابهم نظرا حتى إذا رفعوها لم يحفظ شيء ولم يعرفوه، وأن الله أعطاهم من الحفظ شيئا لم يعط أحدا من الأمم، رب اجعلهم أمتى"، فقال عز وجل:" تلك أمة أحمد".
فقال موسى:" رب إنى أجد في الألواح أمة يؤمنون بالكتاب الأول وبالكتاب الآخر، ويقاتلون فصول الضلالة فاجعلهم أمتى"، فقال عز وجل: "تلك أمة أحمد".
فقال موسى:" رب إنى أجد في الألواح أمة صدقاتها يأكلونها في بطونهم ويأجرون عليها ومن تصدق بصدقة قبلت منه وإن ردت عليه تركت فأكلها السباع والطير وإن الله أخذ صدقاتهم من غنيهم لفقيرهم، رب اجعها أمتى"، فقال سبحانه وتعالى "إنها أمة أحمد".
فقال موسى: "ربِّ إنى أجد في الألواح أمة إذا هم أحدهم بحسنة ثم لم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشر أمثالها إلى سبعمائة، رب اجعلهم أمتى"، فقال: "تلك أمة أحمد".
وقال موسى: "رب إنى أجد في الألواح أمة هم المشفعون والمشفوع لهم فاجعلهم أمتى"، فقال عز وجل: "إنها أمة أحمد"، فقال موسى عليه السلام: "اللهم اجعلنى من أمة أحمد".
الرسول في الزبور
كما ورد في الزبور، الكتاب الذي نزل على سيدنا داود عليه السلام، بشارة برسول الله صلي الله عليه وسلم، ففى الزبور:" يا داود إنه سيأتى من بعدك نبى اسمه أحمد أو محمد، صادقا، سيدا، لا أغضب عليه أبدا، ولا يغضبنى أبدا، قد غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، أمته مرحومة، أعطيتهم من النوافل مثل ما أعطيت الأنبياء، وافترضت عليهم الفرائض التي افترضت على الأنبياء والرسل حتى يأتوني يوم القيامة نورهم مثل نور الأنبياء، وذلك أني افترضت عليهم أن يتطهروا في كل صلاة كما افترضت على الأنبياء قبلهم وأمرتهم بالحج كما أمرت الأنبياء قبلهم وأمرتهم بالجهاد كما أمرت الرسل قبلهم.
كما جاء في الزبور
"يا داود إني فضلت محمد وأمته على الأمم كلها، وأعطيتهم خصالا لم أعطها غيرهم من الأمم، لا أؤاخذهم بالخطأ والنسيان، كل ذنب ارتكبوه عن غير عمد إذا استغفروني منه غفرته لهم، وما قدموا لآخرتهم من شيء طيبت به نفوسهم عجلته لهم أضعافا مضاعفة، إذا صبروا على المصائب وقالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أعطيتهم الصلاة والرحمة والهدى إلى جنات، إن دعونى استجبت لهم فإما أن يروه عاجلا وإما أن أصرف عنهم سوءا وإما أن أدخره لهم في الآخرة".
وقيل في الزبور أيضا
"يا داود من لقيني من أمة محمد يشهد أن لا إله إلا الله وحدي لا شريك لي صادقا بها فهو في جنتي وكرامتي، ومن لقيني وقد كذب محمدا وكذب بما جاء به واستهزأ بكتابى صببت عليه في قبره العذاب صبا وضربت الملائكة وجهه ودبره عند خروجه من قبره ثم أدخله في الدرك الأسفل من النار".
الرسول في الإنجيل
وفي الإنجيل الذي نزل على عيسى عليه السلام بشارة وإخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء فيه عن محمد:
"لا يجيئكم مالم أذهب فإذا جاء وبخ العالم على الخطيئة ولا يقول من تلقاء نفسه ولكنه ما يسمع يكلمهم به ويوسوسهم بالحق ويخبرهم بالحق ويخبرهم بالحوادث والغيوب".
فهذه الكلمات البسيطة التي جاءت على لسان المسيح عليه السلام من الإنجيل تعبر أصدق تعبير عن سيدنا محمد الذي لا يتكلم من تلقاء نفسه وإنما يتكلم بما يسمعه من جبريل عليه السلام.
كما جاء على لسان عيسى عليه السلام في القرآن الكريم يبشر بالنبى صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: (وإذ قال عيسى بن مريم يابنى إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين).