رئيس التحرير
عصام كامل

أحداث هزت الكـون يوم ميلاد الرسول.. النور يعم أرجاء الأرض.. سقوط الأصنام حول الكعبة.. تصدع يوان كسرى في العراق.. جفاف بحيرة «ساوة».. وانطفاء نار الفرس


كان مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، حدثا اهتز الكون فرحا بمقدم خاتم المرسلين وسيد الأولين والآخرين وخير خلق الله أجمعين، الذي بعثه الله رحمة للعالمين ومنقذا للبشرية من الظلمات إلى النور، ففي ليلة مولده عم النور أرجاء الأرض وسقطت الأصنام حول الكعبة وتصدع يوان كسرى، وخمدت نار الفرس، بعد أن ظلت مشتعلة ألف عام وجفت بحيرة ساوة.


وكانت هذه الإرهاصات (أمور خارقة للطبيعة) وغيرها التي سبقت وواكبت الرسول، إيذانا بمولد النور الذي يعلي راية الحق والعدل ويزهق الباطل ويأخذ بيد البشرية إلى عبادة الله وحده.

حادثة الفيل
ومن الأحداث التي سبقت مولد الرسول حادثة الفيل، عندما جاء أبرهة الأشرم - ذلك القائد النصراني المغرور- من الحبشة فسار بجيشه نحو الكعبة حتى أصبح على مشارف مكة، فذعرت قريش ذعرا شديدا ورأوا أنهم يواجهون عدوا جبارا لا قبل لهم به، فاشتد كربهم وكثر خوفهم، ولكن رجلا واحدا منهم ظل قوي العزيمة واثقا بنصر الله وهو عبد المطلب بن هاشم جد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي أصر أن يدخل على أبرهة وهو بين حاشيته وجنده، فلما رآه الطاغية قال له: ما حاجتك؟

فقال عبد المطلب: حاجتي أن ترد علىَّ إبلي.

فرد أبرهة: كنت أظنك ستتكلم عن شيء أكبر من هذا، في شأن بيتكم الذي تعتزون به وتعلمون أني جئت لهدمه وإزالته من الوجود.

فقال عبد المطلب في ثقة وثبات: إنما طلبت إبلي لأني ربها، أما البيت فله رب يحميه.

وحدث ما حدث بعد ذلك، ودمر الله أبرهة وجيشه بالطير الأبابيل وحفظ بيته ومن حوله من كل سوء.

تصدع يوان كسرى
في ليلة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، تصدع يوان كسرى وهو الأثر الباقي من أحد قصور كسرى آنوشروان، ويقع جنوب مدينة بغداد، في موقع مدينة قطسيفون الذي يقع في منطقة المدائن في محافظة واسط، بين مدينة الكوت ومدينة بغداد.

وليلة مولد الرسول، سقطت منه أربع عشرة شرفة، وذلك إشارة إلى هلاك الظالمين والمستبدين من طواغيت الأرض بمقدم هذا المولد الجديد.

جفاف بحيرة ساوة
فاضت مياه بحيرة ساوة يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، بعد أن كانت بحيرة متسعة الشواطئ؛ حيث كانت أكبر من ستة فراسخ، تركب فيها السفن ويسافر فيها إلى ما حولها من البلاد والمدن، فأصبحت ليلة المولد ناشفة - كما روى ابن جرير في تاريخه.

ويعتقد البعض، أن جفاف مياهها من علامات الساعة وقد أثارت فضول العلماء، ودرسوا هذه البحيرة فوجدوا أن كثافتها تفوق كثافة البحار، وملوحة مياها تفوق مياه الخليج العربي بمرة ونصف المرة، ومن إعجازها أن ترتفع عن سطح نهر الفرات بـ11 مترًا وترتفع عن سطح الأرض بـ 5 أمتار.

نار الفرس
وانطفأت نار الفرس التي كانوا يعبدونها من دون الله، بعد أن ظلت مشتعلة ألف عام، وذلك إيذانا بزوال كل الأصنام والآلهة الزائفة التي عبدت من دون الله، وإنذارا بزوال دولة كسرى وقيصر بمشرق النور المحمدي.
الجريدة الرسمية