رئيس التحرير
عصام كامل

هؤلاء يبتزون الرئيس (4)


من يقوم بالابتزاز مثله كمن يمارس النصب، يتمتع بمهارات خاصة في هذا الصدد، وقدر من الذكاء يساعده على القيام بذلك.

وصاحبنا اليوم يملك هذا النوع من المهارات الضرورية لممارسة الابتزاز.. فهو لم يقلد الآخرين في المبادرة بالتأييد ثم التراجع عن هذا التأييد والتحول إلى النقد والهجوم، إنما اختار أن يبدأ بالنقد والتحذير متخذا موقفا مناهضا للمزاج الشعبي العام الذي كان يؤيد عبد الفتاح السيسي قبل ترشحه للانتخابات الرئاسية.. فإن صاحبنا قرر أن يستعيد مساحة من تاريخه المهني حينما كان معارضا لنظام الحكم القائم وقتها.. فمن موقعه المعارض حصل على موقع غير معارض (قومي) ولكنه حوله إلى موقع مؤيد وقتها لذلك النظام الحاكم الذي سبق أن عارضه.


وكأن صاحبنا أراد بما يفعله اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن يكرر ما سبق أن فعله مع الرئيس الأسبق حسني مبارك.. أي ممارسة الهجوم لحصد المكاسب مستقبلا، وهو أسلوب اتسم به بعض أصحاب الأسماء الشهيرة في مجالات الفكر والثقافة والإعلام والصحافة.

لكن لأن السيسي ليس مبارك، ولأن اليوم يختلف عن الأمس طال انتظار صاحبنا للمكسب المبتغى، فتمادى في هجومه على الرئيس السيسي ومضى قدما يشكك في كل شيء، وأي شيء، ولا يترك تصرفا عاديا إلا هاجمه وبغضب.. ويبدو أن صاحبنا سوف ينتظر إلى الأبد.
الجريدة الرسمية