رئيس التحرير
عصام كامل

الرسول (ص) الذى لا يعرف الاسلاميون عنه شيئا!


رغم أنه عليه الصلاة والسلام قال لنا "أن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" و" التقوي ها هنا.. التقوي ها هنا " وأشار إلى قلبه..إلا أن الاسلاميين جميعا يتمسكون بالظاهر على الباطن وبالمظهر على الجوهر، وهو أمر لا يحتاج إلى برهان، فيكفي رؤيتهم لإثبات ذلك..فرغبة منهم في التشبه بالرسول يطلقون اللحي ويقصرون الجلابيب ويضعون المسواك في جيوبهم ويمنحونك ابتسامة سرعان ما تتحول إلى جهنم الحمراء إن قلت ما يؤذيهم وكأنهم لم يسمعوا أبدا الحديث المذكور..


للأسف وعبر تشوهات وإضافات ومدسوسات كثيرة أصابت عن عمد - وليس إلا العمد والقصد - السنة النبوية الشريفة ومعها السيرة العطرة تحول فيها - عندهم - الرسول من الرحمة المهداة والأسوة الحسنة إلى ما لا يمكن وصفه أو إعادة نشره وبما نعرفه عنهم وتعرفونه..ومنهم استفاد خصوم الإسلام وأعداءه، وصار الإسلام عندهم ليس إلا القتل والغزو والسلب والنهب والحرق والتفجير والتدمير..

فقبل أن يبعث كان صادقا وأمينا..فأين أغلب الإسلاميين من الصدق والأمانة، وقد أبعدتهم السياسة والصراع إلى السلطة عن كل ذلك؟ 
لقد كان عليه الصلاة والسلام يقرب زيد بن حارثة ويعطف على أنس بن مالك ويمازحه..فكم شاك ومظلوم في بيوت الإسلاميين وشركاتهم ومؤسساتهم وقنواتهم؟

قال لنا صلي الله عليه وسلم وعلمنا أن "البر حسن الخلق" و"أن المسلم لا يكذب وإن سرق وزني" و"لا يكون الرفق في شيء إلا زانه" و"تبسمك في وجه أخيك صدقة" و"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" و"سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" و"إياكم وقول الزور" وكررها حتى قالوا : ليته صمت !!

وهو من أوصي بالجار ولم يقل أي جار.. مسلما كان أو يهوديا أو مسيحيا.. وهو من قال "من آذي ذميا فقد آذاني" و"من آذي ذميا فأنا خصمه يوم القيامة" وقال "ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة" والذمي أو المعاهد هو غير المسلم الذي في ذمة المسلمين وعهدهم" فهل يفعل الإسلاميون من ذلك شيئا وهم يستبيحون الأعراض والأموال والأنفس؟!

وهو من قال "ادرءوا الحدود بالشبهات" أي ابحثوا عن أي مخرج للمتهمين، ولا يكون كل همكم عقاب الناس، و"ليس منا من بات شبعان وجاره جائع" و"الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار" وكانت كل شيء في ذلك الزمان..وهو من قال "لزوال الدنيا أهون عند الله من دم امرئ مسلم بغير حق" و"أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه" و"اعطوا الطريق حقها" وحقها غض البصر وكف الأذي !

وهو من قال "روحوا عن قلوبكم فإن القلوب إذا كلت عميت" و"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" و"خير البيوت بيت يكرم فيه يتيم" وغيرها وغيرها مما يستحيل جمعه في مقال..

والنتيجة النهائية: كل ما سبق يتفق مع القرآن وتعاليمه..وهو كتاب الله المنزل من السماء..وخلاف ذلك..وكل ما يتعارض مع القرآن وينسبه التراث إلى الرسول العظيم لابد أن يكون كذبا في كذب، حتى لو رواه ألف راوٍ..لسبب بسيط جدا وهو أن الرسول لا يمكن قطعا وأبدا أن يخالف القرآن لا قولا ولا عملا..وليكن ذلك معيارنا ودليل قياسنا..فالرسول عليه الصلاة والسلام وسيرته أعظم وأغلي عندنا من كل رواة الأرض..وإن فعلنا ذلك وبجرأة وشجاعة..سنكون بدأنا أول خطوات تجديد الخطاب الديني وتنقية التراث وضبط المفاهيم و..و..تقديم أكبر خدمة لرسول عظيم لا يجب أبدا أن نتوقف في الاحتفال به عند الحلوي والأغاني !
الجريدة الرسمية