رئيس التحرير
عصام كامل

علاقة الرسول بزوجاته وأهل بيته.. كان النبي يعدل بينهن ويقدر غيرتهن.. يستشيرهن ويأخذ برأيهن.. يعبر عن حبه لهن قولًا وفعلًا.. يراعيهن في كل ظروفهن.. ويدخل الدعابة والسعادة إلى قلوبهن


كانت علاقة الرسول «صلى الله عليه وسلم» بزوجاته مثالا يحتذى به، فقد كان لهن زوجا وأبا وأما وأخا وصديقا؛ لم يتخل عنهن، ولم يفرق بينهن في التعامل، وكان يسعى دائمًا لأن يشعرهن بالرضا والراحة معه؛ فكان يقول لعائشة «رضى الله عنها»،"أنى لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عنى غضبى..أما إذا كنت عنى راضية فإنك تقولين لا ورب محمد..وإذا كنت عني غضبى قلت: لا ورب إبراهيم". رواه مسلم.


يقدر غيرتهن

كما كان الرسول يقدر غيرة المرأة خلال تعامله مع زوجاته، فتقول أم سلمة:" أتيت بطعام في صحفة لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، فقال: من الذي جاء بالطعام؟، فقالوا أم سلمة، فجاءت عائشة بحجر ناعم صلب ففلقت به الصحفة، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة، وقال: كلوا، يعنى أصحابه، كلوا غارت أمكم غارت أمكم، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة فبعث بها إلى أم سلمة، وأعطى صحفة أم سلمه لعائشة".

يستشيرهن

كان الرسول «صلى الله عليه وسلم» يستشير زوجاته في الأمور التي تزعجه، ومن ذلك استشارته لأم سلمة في صلح الحديبية عندما أمر أصحابه بنحر الهدي وحلق الرأس، فلم يفعلوا لأنه شق عليهم أن يرجعوا ولم يدخلوا مكة، فدخل مهموما حزينا على أم سلمة في خيمتها، فما كان منها إلا أن جاءت بالرأي الصائب:"أخرج يا رسول الله فاحلق وانحر، فحلق ونحر، وإذا بأصحابه كلهم يقومون قومة رجل واحد فيحلقون وينحرون".

حبه لهن

كانت السيدة عائشة أقرب زوجات الرسول إلى قلبه، وكان دائمًا ما يعبر لها عن حبه بالقول والفعل، تقول عائشة رضي الله عنها: "كنت أشرب فأناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاهه على موضع فيّ، وأتعرق العرق فيضع فاهه على موضع فيّ". رواه مسلم.

كما كان يعبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن حبه للسيدة خديجة حتى بعد وفاتها، فإذا ذبح شاة يقول: "أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة". رواه مسلم.

يكفكف دموعهن

ويعتبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) أكبر قدوة ومثلًا للزوج الحنون العاشق؛ فكان يكفف عن زوجاته دموعهن، كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان ذلك يومها، فأبطأت في المسير، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكي، وتقول حملتني على بعير بطيء، فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها، ويسكتها". رواه النسائي

كما كان يراعي الرسول زوجاته في كل حالتهن وظروفهن؛ فعن ميمونة رضي الله عنها قالت: "يباشر نساءه فوق الإزار وهن حُيّضٌ". رواه البخاري

الدعابة والمرح

كان يسعى الرسول (صلى الله عليه وسلم) دائمًا إلى إدخال روح الدعابة والفرحة في منزله؛ حيث قالت عائشة (رضى الله عنها): "زارتنا سودة يومًا فجلس رسول الله بيني وبينها، إحدى رجليه في حجري، والأخرى في حجرها، فعملت لها حريرة فقلت: كلى! فأبت فقلت: لتأكلي، أو لألطخن وجهك، فأبت فأخذت من القصعة شيئًا فلطخت به وجهها، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجله من حجرها لتستقيد منى، فأخذت من القصعة شيئًا فلطخت به وجهي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك". رواه النسائي.
الجريدة الرسمية