رئيس التحرير
عصام كامل

اليوم بدء الاحتفالات بالمولد النبوي.. الرسول أول من احتفل به بـ"الصيام".. الفاطميون ابتكروا الحلوى والمواكب حتى قصر الخليفة.. العثمانيون ساروا على الدرب.. والطرق الصوفية تحيي الذكرى بالمواكب


يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم، بالمولد النبوى، غدًا السبت الموافق 12 ربيع الأول، ويحتفل أبناء الطرق الصوفية بالمولد النبوى على طريقتهم الخاصة، حيث ينظم أبناء الطرق الصوفية ما يطلقون عليه "الموكب الصوفى" والذي ينطلق من أمام مسجد "سيدى صالح الجعفرى" بالدراسة إلى مسجد الإمام الحسين بالقاهرة، للاحتفال بمولد النبى، صلى الله عليه وسلم.


الرسول
النبى، صلى الله عليه وسلم، أول من احتفل بيوم مولده، إذ كان يصوم يوم الإثنين من كل أسبوع وعندما سئل في ذلك قال: "ذاك يوم ولدت فيه"، وبعد وفاته ظل المسلمون يحيون تلك الذكرى بالصيام.

الفاطميون
في عهد الدولة الفاطمية، كانت المرة الأولى التي يتم الاحتفال، وذلك بصنع الحلوى وتوزيعها وتوزيع الصدقات وإقامة الشوادر بأسواق القاهرة الفاطمية، لإحياء ذكرى المولد النبوى الشريف، وموكب لقاضى القضاة حيث يحمل صوانى الحلوى، ويتجه الجميع إلى الجامع الأزهر، ثم إلى قصر الخليفة حيث تلقى الخطب، ثم يدعى للخليفة، ويرجع الجميع إلى دورهم.

الدولة الأيوبية
وفى عهد الناصر صلاح الدين الأيوبى، كان يتم الاحتفال كل عام، وكانت تصرف فيه الأموال الكثيرة، حتى بلغت ثلاثمائة ألف دينار، وذلك كل سنة، وكان يصل إليه من البلاد القريبة من إربل مثل بغداد، والموصل، عدد كبير من الفقهاء والصوفية والوعّاظ، والشعراء.

العثمانيون
ومع تقدم التاريخ كان لسلاطين الخلافة العثمانية عناية بالغة بالاحتفال بجميع الأعياد والمناسبات المعروفة عند المسلمين، ومنها يوم المولد النبوي، إذ كانوا يحتفلون به في أحد الجوامع الكبيرة بحسب اختيار السلطان، فلما تولى السلطان عبد الحميد الثاني الخلافة، قصر الاحتفال على الجامع الحميدي، فقد كان الاحتفال بالمولد في عهده في ليلة 12 ربيع الأول، يحضر إلى باب الجامع عظماء الدولة وكبراؤها بأصنافهم، وجميعهم بالملابس الرسمية التشريفية، وعلى صدورهم الأوسمة، ثم يقفون في صفوف انتظارًا للسلطان، فإذا جاء السلطان، خرج من قصره راكبًا جوادًا من خيرة الجياد، بسرج من الذهب الخالص، وحوله موكب فخم، وقد رُفعت فيه الأعلام، ويسير هذا الموكب بين صفين من جنود الجيش العثماني، وخلفهما جماهير الناس، ثم يدخلون الجامع ويبدءون بالاحتفال، فيبدءوا بقراءة القرآن، ثم بقراءة قصة مولد النبي محمد، ثم قراءة كتاب دلائل الخيرات في الصلاة على النبي، ثم ينتظم بعض المشايخ في حلقات الذكر.

الطرق الصوفية
وفى العصر الحديث، تحتفل الطرق الصوفية بالمولد النبوي الشريف، بالمشهد الحسيني بالقاهرة، وتقيم المشيخة العامة للطرق الصوفية، سرادقًا، اليوم الجمعة، لاستقبال أبناء الطرق الصوفية، من مختلف المحافظات، كما تقيم المشيخة العامة احتفالًا يحضره مشايخ الطرق الصوفية وشيخ المشايخ الدكتور عبد الهادي القصبي، وتنظم الطرق الصوفية، موكبًا من مسجد "سيدى صالح الجعفرى" بالدراسة وحتى مسجد الإمام الحسين، كما تقيم كل طريقة من الطرق الصوفية، حلقات ذكر بمقرها بالمحافظات.
الجريدة الرسمية