رئيس التحرير
عصام كامل

الطقوس الخاصة باليابان في احتفالات رأس السنة.. المعابد البوذية تدق الأجراس 108 مرات.. تناول طبق الأوزوني.. الاستيقاظ مبكرًا واستقبال شروق الشمس.. تزيين شرفات المنازل.. الاحتفال بـ«سن الرشد»


أضيئت السماء، ليلة أمس الأربعاء، بالأضواء والبهجة، وعمت الفرحة أرجاء العالم، احتفالًا بقدوم العام الجديد، وتحول العالم إلى ساحة رقص وقبل أن ترقص بها الأجساد رقصت الأرواح، ووسط كل هذا تميزت دولة اليابان في هذا اليوم كعادتها بطقوسها المميزة، والتي امتدت إلى اليوم الخميس، باعتبار الأول من يناير هو العيد الأساسي في البلاد.


التقويم الجريجوري
فقبل عام 1873 كان يحتفل برأس السنة اليابانية وفقًا للتقويم الصيني بشكل مطابق حاليًا لعيد رأس السنة الصينية ورأس السنة الكورية، ولكن في عام 1873 وبعد 5 أعوام من إصلاح "ميجي" اعتمد التقويم الجريجوري في اليابان، ومنذ ذلك الوقت أصبح يحتفل برأس السنة في اليابان في 1 يناير من كل عام.

ويعتبر عيد رأس السنة في اليابان من قبل معظم سكان اليابان أهم الأعياد والمناسبات التي يحتفل فيها كل عام؛ بسبب ما يتميز به من طقوس خاصة.

طبق أوزوني
ففي هذا اليوم، يتناول اليابانيون طعامًا يُعرف في اليابان بـ"أوسيتشي- ريوري"، ويحضر هذا الطعام من العديد من أنواع المأكولات البحرية مثل "أعشاب البحر، كامابوكو، والبطاطا الحلوة، والكستنا، والقرطب، ونوع من فول الصويا أسود اللون"، وطبق أوزوني هو عبارة عن حساء من (موتشي) وهو من الأطباق الرئيسية، التي يتم تناولها في الأول من يناير باليابان.

قرع الأجراس
من بين طقوس هذا الاحتفال، قرع الأجراس في المعابد البوذية "جينجا" في جميع أنحاء اليابان 108 مرات، والتي تمثل 108 من الأخطاء البشرية التي يعتقد بوجودها في المعتقدات البوذية وذلك للتخلص منها والبدء بداية جديدة.

بطاقات التهنئة
ويشهد هذا اليوم، حالة من الازدحام الشديد داخل مكاتب البريد؛ ذلك لأن الكثير من الأشخاص في اليابان يتراسلون بطاقات المعايدة برأس السنة أو ما يعرف باسم "نينجاجو"، وعادة ما تصل تلك البطاقات في الأول من يناير، وتخزن في مكاتب البريد وتجمع لكل فرد على حدة لتوزع مرة واحدة في اليوم الأول من السنة الجديدة.

(هاتسوموده)
وهي أول زيارة للجينجا في العام الجديد وتعتبر من أهم طقوس الاحتفال برأس السنة اليابانية، وتكون هذه الزيارة عادة في أول أيام السنة الجديدة، وحتى أن الكثيرين يذهبون إلى "الجينجا" قبل حلول رأس السنة لتكون "هاتسوموده" مباشرة بعد حلول العام الجديد، وتمتد على فترة الأسبوع الأول من العام الجديد، وتكون "الجينجا" في أنحاء اليابان من أكثر الأماكن ازدحامًا في تلك الفترة من العام.

زخرفة شرفات المنزل
ويشهد هذا اليوم أيضًا قيام العائلات القاطنة في بيوت يابانية تقليدية بزخرفة شرفات المنازل، والمواضع المقدسة بالمنزل بمفهوم الديانتين الشُنتوية والبوذية أو بالأماكن المهمة والتي تحيط بهذه الأماكن، وتقوم بارتداء ملابس تقليدية وتناول وجبة "أوزوني"، ثم تتوجه بعد ذلك، إلى أحد مزارات الشنتو أو المعابد البوذية لممارسة تقليد "هاتسومودية" والذي يعني الزيارة الأولى للمعبد في السنة الجديدة.

شروق الشمس
يعتبر الاستيقاظ مبكرًا لمشاهدة أول شروق للشمس في العام الجديد وهو ما يعرف بـ"هاتسوهينودية"، واحدًا من طقوس الاحتفال في هذا اليوم، كما يتلقى الأطفال والمراهقون نقودًا تعرف بـ"أوتوشيداما"، ويستمتعون بالألعاب التقليدية القديمة مثل الطائرات الورقية أو اللعب بلعبة "هانيتسوكي" وهي تشبه لعبة الريشة و"سوجوروكو" وهي لعبة طاولة يابانية.

عيد بلوغ سن الرشد
ولم تتوقف أعياد اليابانيين عند اليوم الأول من يناير، بل تمتد إلى اليوم الثاني من شهر يناير من كل عام، والذي يعتبر عطلة رسمية بمناسبة "سيجين نو هي" أو عيد بلوغ سن الرشد.

وفي هذا اليوم، تقيم معظم البلديات احتفالات تدعو جميع السكان المحليين ممن بلغ الـ٢٠ من العمر للمشاركة، ويحضر الكثير من هؤلاء الشباب وخاصة الفتيات اللاتي يرتدين الملابس اليابانية التقليدية مثل "فوريسودي"، وهو كيمونو بأكمام طويلة للنساء، وكذلك الـ"هاكاما" وهو سروال يغطي الجزء الأسفل من الجسم، والذي يُستخدم على اختلافه من الذكور والإناث على حدٍ سواء.
الجريدة الرسمية