رئيس التحرير
عصام كامل

لا للهرولة


كنت أخشى أن يتخلف السيد الرئيس السيسي، أثناء عودته من الصين لمقابلة أمير قطر.. إن مصر شعبا ورئيسا أكبر من الهرولة تجاه هذا البلد الصغير لمجرد أن قام بمبادرة ليس لها أي قيمة بإغلاق قناة الجزيرة..

إن هذه القناة الآن حتى لو استمرت قد فقدت بريقها وتأثيرها على الشعب المصري؛ لأنها كاذبة ومشبوهة، ويكفي ما صرح به الدكتور سعد الدين إبراهيم، في تركيا منذ أسابيع، بأنه يبحث مع السلطات القطرية بث قناة فضائية بديلة للجزيرة التي «انحرفت» كما قال بالحرف الواحد.

لن ينسى المصريون ما سببته هذه القناة من حرقة الدم والتحريض واستضافة الحثالة من أعداء الوطن لبث سمومهم وأحقادهم على مصر، لن ننسى تزييف الحقائق والمشاهد الكاذبة ووصف ثورة ٣٠ يونيو بالانقلاب.. لن ننسى موقفها أثناء اعتصام رابعة والنهضة وموقفها الأخطر بعد فض الاعتصام.. لن ننسى التلاعب بمشاهد الفوتوشوب التي أظهرت تجمعات الشعب المصري بأنها تجمعات إخوانية.. لن ننسى الوحدة الكئيبة التي أطلت على المصريين تهددهم بالسيارات المفخخة والقتل مثل البلتاجي وبديع وصفوت حجازي الذي أفردت له هذه القناة حلقات متتالية من البث الكاذب في حواره مع أحمد منصور..

خطاياهم كثيرة.. خطايا دم.. خطايا ترويع الشعب المصري وتشكيكه في حاضره ومستقبله.

وفي آخر حديث للأستاذ حسنين هيكل يقر بشيء خطير.. أنه للآن تقوم قطر بتمويل منظمات وهيئات مصرية ودعمها ماليا وبالتالي بالسلاح.

هل تصدق أن قطر في يوم وليلة ستتخلى عن حماس.. وعن تركيا وعن أمريكا؟.. هل يجرؤ أميرها على أن يقف ضد مخططات أمريكا في المنطقة والشعب الآن - بعد تصريح الأستاذ هيكل - يريد أن يعرف الحقيقة ما هي تلك المنظمات؟.. كيف يصل إليها الدعم القطري؟.. من هم الوسطاء؟

أسئلة كثيرة تمس الأمن القومي المصري ومستقبله.. لقد مر زمان رمي التصريحات والتلويح بالوثائق.. دون تحقيقات فورية من السلطة من أجل الوصول للحقيقة.
الجريدة الرسمية