خالد العبيدي.. رجل المرحلة المبهمة
لا تعبر واشنطن عن ارتياح بالغ لما يجرى في العراق، فالجمهوري جون ماكين جاء إلى بغداد لا ليعبر عن التضامن وحسب، بل زاد على ذلك بالتحذير من إيران ونفوذها الواسع فيه، وعلاقاتها الشبكية مع أطياف سياسية مهمة في الدولة.
ويريد ماكين أن يحذر القيادة الشيعية من الانزياح تجاه إيران، وهو يفهم طبيعة الضغط العربي الذي يريد جر العراق وسحبه عنوة من دائرة التأثير الإيراني، والتناغم مع أصوات سنية عالية تقول بتفريس بغداد، وصفونة العاصمة الأثيرة، وهذا ما يفسر في الغالب تردد العرب بعدم اتخاذ خطوات إيجابية تجاه العراق، والسعودية مثال مهم في ذلك، فهي الراعية الأولى لمشروع استعادة هذا البلد من قبضة الإيرانيين - حسب التصور العربي القاصر.
الشيعة متماسكون، ولكن ليس على الدوام، والسنة ممسوكون، فالشيعة هم كتلة كبرى، ولاشك أنهم الغالبية من العدد المفترض من السكان، غير أن هذا التماسك ليس مؤكدا ما إذا كان سيدوم إلى ما لا نهاية مع كم الخلافات، وتقاطع المصالح، ووجود ضغط غير مسبوق اقتصادي وأمني وسياسي وطائفي، ولعدم كفاية الاستجابة العربية والإقليمية للتغيرات فيه، وحتى إيران ليست خالصة لهم فهي عرضة لضغط مماثل، كما أن مصالحها قد تتماهى مع دول ومجموعات سياسية ودينية تتقاطع مع الشيعة في العراق، والسنة ممسوكون من بيئة عربية قوية محيطة بهذا البلد، وتهدد بحصاره بأشكال مختلفة، وواشنطن التي ترى في إيران عدوا حقيقيا لا ترغب بمنحها المزيد من المكاسب، ولهذا ستعمد في المرحلة المقبلة إلى اتخاذ تدابير لإضعاف الشيعة، ودعم تشكيل قيادة سنية موحدة، وستجتهد في تحرير مناطق السنة من داعش، وتمكين قوات عسكرية وقوى سياسية معتدلة من الإمساك بالأرض في الغرب والشمال.
هناك تصور مهم للغاية عن نوايا واشنطن المبيتة والمستقبلية، فهي ستقوم بدور أكثر قوة في العراق، وستحاول تقليل النفوذ الإيراني، وضرب المجموعات الشيعية الموالية لها، وإرغام الحكومة على القيام بخطوات في هذا الاتجاه، ولعل وجود ضابط مثل خالد العبيدي على رأس أخطر وزارة في العراق هي الدفاع، وفرضه نموذجا إداريا متماسكا يعد مثالا مهما لتلك النوايا التي تتلاءم وطبيعة العراق الذي يحتاج إلى قوة سياسية حازمة، فهذا الوطن لا يمكن إلا أن يعيش نموذجين مستقبليين، أولهما التقسيم، وإذا لم ينجح، فالنموذج الأقرب يتمثل في تسليط قوة ديكتاتورية سنية فاعلة تمسك بالسلطة، وتضمن مصالح أمريكية بالتوافق مع الدول العربية الحليفة، إلا إذا كان من اتفاق إيراني أمريكي في الملف النووي، وتسوية لملفات اليمن وسوريا ولبنان بطريقة تتيح مصالح أكبر لواشنطن، وتضمن نفوذها لفترة قادمة.
الشيعة متماسكون، ولكن ليس على الدوام، والسنة ممسوكون، فالشيعة هم كتلة كبرى، ولاشك أنهم الغالبية من العدد المفترض من السكان، غير أن هذا التماسك ليس مؤكدا ما إذا كان سيدوم إلى ما لا نهاية مع كم الخلافات، وتقاطع المصالح، ووجود ضغط غير مسبوق اقتصادي وأمني وسياسي وطائفي، ولعدم كفاية الاستجابة العربية والإقليمية للتغيرات فيه، وحتى إيران ليست خالصة لهم فهي عرضة لضغط مماثل، كما أن مصالحها قد تتماهى مع دول ومجموعات سياسية ودينية تتقاطع مع الشيعة في العراق، والسنة ممسوكون من بيئة عربية قوية محيطة بهذا البلد، وتهدد بحصاره بأشكال مختلفة، وواشنطن التي ترى في إيران عدوا حقيقيا لا ترغب بمنحها المزيد من المكاسب، ولهذا ستعمد في المرحلة المقبلة إلى اتخاذ تدابير لإضعاف الشيعة، ودعم تشكيل قيادة سنية موحدة، وستجتهد في تحرير مناطق السنة من داعش، وتمكين قوات عسكرية وقوى سياسية معتدلة من الإمساك بالأرض في الغرب والشمال.
هناك تصور مهم للغاية عن نوايا واشنطن المبيتة والمستقبلية، فهي ستقوم بدور أكثر قوة في العراق، وستحاول تقليل النفوذ الإيراني، وضرب المجموعات الشيعية الموالية لها، وإرغام الحكومة على القيام بخطوات في هذا الاتجاه، ولعل وجود ضابط مثل خالد العبيدي على رأس أخطر وزارة في العراق هي الدفاع، وفرضه نموذجا إداريا متماسكا يعد مثالا مهما لتلك النوايا التي تتلاءم وطبيعة العراق الذي يحتاج إلى قوة سياسية حازمة، فهذا الوطن لا يمكن إلا أن يعيش نموذجين مستقبليين، أولهما التقسيم، وإذا لم ينجح، فالنموذج الأقرب يتمثل في تسليط قوة ديكتاتورية سنية فاعلة تمسك بالسلطة، وتضمن مصالح أمريكية بالتوافق مع الدول العربية الحليفة، إلا إذا كان من اتفاق إيراني أمريكي في الملف النووي، وتسوية لملفات اليمن وسوريا ولبنان بطريقة تتيح مصالح أكبر لواشنطن، وتضمن نفوذها لفترة قادمة.
فهل يكون خالد العبيدي رجل المرحلة المبهمة القادمة؟