رئيس التحرير
عصام كامل

اصنع النجاح ولا تصنع الفشل


لا شك أننا نريد من موظفينا نتائج تتناسب مع ما نصبو إليه من طموح في أعمالنا والوصول إلى الحد الأدنى من التكاليف لاستهداف الحد الأعلى من الإنتاجية بالجودة المطلوبة وفي الوقت المطلوب.


ولا شك أن لكل إنسان دوافع إلى تحقيق هدف يؤمن به ويرى فيه نفسه يومًا ما ولا شك أيضًا أن كل ما بذلنا جهدًا في تحقيق ما يصبو إليه الموظف مع ما نحققه في أعمالنا ستكون نتائجه مبهرة للطرفين حين تتوافق الإرادتان إرادة الموظف وإرادة جهة العمل.

إن أكثر ما يخيب ظنون الموظف هو عدم تفهم جهة العمل لوجوده ولا لقدراته أو دوافعه التي لم تعد تتناسب مع وظيفته، فالرسائل التي لا تلقي اهتمامًا من المديرين؛ بحجة أنه لا يجب الالتفات إلى كل موظف وإنما عليهم أن يتقبلوا النظام ولا يوجد مجال للتغذية الراجعة فهي لا تفيد سوى أن يطمع في الإدارة الموظفون حين يجدون الاهتمام.

ولكن للأسف إنهم ينتجون موظفًا لا يتنظرون منه إلا أن يكون هيكل موظف دون عمل ينتظر تحصيل معاشه وتزرع فيه أشجار السلبية يومًا بعد يوم وينخفض مستوى أدائه نظرًا لوجود معاناة ويزيد فوق هذا عدم الالتفات إليه ومعاملته كالأثاث الموجود وتهمل رسالاته كأن لم تكن، فكثير من الإدارات تتعامل مع الموظف المعين منذ أعوام على أنه الموظف الموجود اليوم ولا تدرس كيف تغير هو وتغيرت دوافعه ومهاراته وقدراته ورغباته فحتى الملابس التي يشتريها الإنسان أمس قد لا تناسبه اليوم.

قد يكون هناك سوء تفاهم بين الإدارة والموظف ويريد الموظف أن يجد من يسمعه ليبين له ذلك، فالموظف القديم لم يعد كما كان وإنما تغير، ولكن لا تؤمن الإدارة بأن هناك أملًا حتى في التغيير مع أنها تطالب الموظف بالتغيير للأفضل وتدربه وتعلمه، ولكن في الواقع العملي لا تتوقع أن يكون هناك أي تغيير حقيقي.

مع الآمال التي يعقدها الموظف على الإدارة التي ينظر إليها على أنها دائمًا هي الحكيمة في اتخاذ الأمور بحيادية بعيدًا عن الانحياز يصطدم بالواقع، فلا يوجد من يسمع ولا من يتعرف على مشكلاته ولا يوجد من يتفهم المواقف والأفعال ويسألون الموظفين في النهاية.. لماذا انخفضت الإنتاجية !

إن دراسة الموظف بالطريقة التي تتفهم فيها الإدارة مدى تغير مهاراته وقدراته والاختبارات التي لا تقتصر على دراسة معلوماته عن العمل وإنما تمتد إلى مهاراته التي طورها وتغير دوافعه... فإما أن نصنع موظفًا سلبيًا ينتظر معاشه أو نصنع مبدعًا.
الجريدة الرسمية