حرب تكسير العظام في "التعليم".. الدعاية الانتخابية وتقارير "كله تمام" تهدد مستقبل قيادات المديريات.. "أمية التلاميذ" تقضي على طموح "أبوالغيط" في الفيوم.. ومشاكل الأبنية تكتب النهاية لـ"كشك"
تسود حالة من الارتباك في عدد من مديريات التربية والتعليم؛ بسبب التقارير المعروضة على قيادات الوزارة حول أداء بعض مديري المديريات الذي لم يكن مقنعًا خلال الفترة الماضية، حيث تزايدت احتمالات حدوث تعديلات في مقاعد مديري المديريات.
جاء ذلك وسط توقعات بإنهاء عمل عدد من مديري المديريات بسبب اشتراكهم في أعمال دعاية انتخابية للمرشحين للبرلمان القادم في محافظاتهم، فضلا عن تعاون بعض مديري المديريات مع أصحاب المدارس الخاصة بما يخالف القرارات الوزارية المنظمة، وعلى حساب أولياء الأمور، فضلا عن تقاعس عدد من مديري المديريات عن تنفيذ مشاريع الصيانة العاجلة لمديرياتهم، ومخالفة تقاريرهم للواقع الفعلي للمدارس التابعة لمديرياتهم، حيث تشير تقارير مديري المديريات إلى سير العملية التعليمية بمستوى جيد، في حين أن عددا من المديريات تعاني من مشاكل كبيرة فيما يتعلق بصيانات المدارس، وكثافة الفصول، والعجز في الكتب المدرسية رغم أن امتحانات منتصف العام بدأت تطرق الأبواب، وهذه التقارير تسببت في وضع الوزارة في أكثر من موقف محرج خلال الفترة الماضية بسبب إصابة أكثر من طالب خلال الفصل الدراسي الأول، لوجود تلفيات في المدارس.
دعاية انتخابية
في مديرية التربية والتعليم بالجيزة ظهرت بقوة الدعاية الانتخابية داخل بعض مدارس بولاق الدكرور، ففي مدارس مصطفى كامل والتحرير والرشيدي، وزعت على المعلمين نتائج وأجندات وهدايا عينية تحمل دعاية لعضو مجلس شعب سابق، عن الحزب الوطني المنحل.
مخالفات بالجملة
لم تقتصر المخالفات في الجيزة على هذا الأمر، فقد كان للمديرية نصيب الأسد من الانتقادات منذ تولت بثينة كشك، مسئولية المديرية قادمة من الإدارة المركزية للتعليم الأساسي بالوزارة، ومن أبرز الانتقادات ما يتعلق بحركة مديري الإدارات التعليمية، حيث اكتفت "كشك" بنقل مديري الإدارات الذين كثرت الشكاوى بحقهم، فضلا عن تقارير المتابعة التي أكدت فشل هؤلاء في إدارة ملفات إداراتهم ومن هؤلاء سلامة طراد الذي كان يشغل منصب مدير إدارة 6 أكتوبر التعليمية واكتفت كشك بنقله من الإدارة رغم ما أثير من مشاكل للمعلمين مع تزايد الشكاوى من عدد من مديري المدارس الذين لم يتخذ "طراد" معهم أي إجراء.
وعلى رأس هؤلاء كان مدير إدارة مدرسة عثمان بن عفان بمشروع "ابني بيتك"، إضافة إلى تجاوز "طراد" عن المبنى المخالف لمدرسة "أبناء الأندلس" الخاصة، والتي تستقبل طلابا مقيدين على مقر المدرسة الأساسي بكرداسة بالمخالفة للقانون، لأن المبنى الذي يتم فيه استقبال الطلاب مجهز على أنه "سناتر" للدروس الخصوصية ولم يحصل على التراخيص اللازمة لكونه مدرسة.
وبعيدًا عن سلامة طراد فقد اكتفت "كشك" بنقل شكرية حسين، مديرة إدارة بولاق الدكرور السابقة، رغم المشاكل التي أثارتها "شكرية" مع بعض المعلمين والموظفين بالإدارة، فضلا عن وقوع أكثر من حادث إصابة لطلاب داخل مدارسهم ببولاق، وسوء نظافة تلك المدارس، والإهمال في أعمال الصيانة الأولية بتلك المدارس.
الوراق بلا مدير إدارة
وتم نقل "شكرية حسين" إلى إدارة الوراق، ولكنها ترفض التنفيذ وهو ما جعل إدارة الوراق تدار بلا مدير إدارة حتى الآن بعلم مدير مديرية التربية والتعليم بالجيزة، التي أذعنت لرغبة "شكرية حسين" ونقلتها ديوان عام المديرية، في حين أن من يدير إدارة الوراق هو وكيل الإدارة.
ونقلت رندا المحمدي، من إدارة العجوزة التعليمية، بسبب ما أثارته للمديرية من مشاكل في أزمة إصابة طالبة بإحدى مدارس العجوزة بقطعة من الزجاج أدت إلى فقدانها البصر بإحدى عينيها، حيث ادعت رندا محمدي في تصريحات لوسائل الإعلام أن المديرية تمنعها من الإدلاء بتصريحات حول أي حادث يخص صحة التلاميذ، فضلا عن تلقى مديرة المديرية لتقارير متابعة غير جيدة عن سير العملية التعليمية بالعجوزة.
تأخير أعمال الصيانة
وتوجهت إلى الجيزة انتقادات لتأخير البدء في صيانة 14 مدرسة بالوراق، والتي تحتاج إلى صيانات عاجلة، ولم تتخذ المديرية خطوات عملية في صيانة تلك المدارس رغم أن محافظ الجيزة الدكتور على عبدالرحمن، كان قد وجه تعليماته بسرعة البدء في صيانة تلك المدارس. وتحتاج 20 مدرسة بـ"الصف" إلى صيانات شاملة أيضا، وتحتاج 12 مدرسة إلى صيانة بشبكة الكهرباء بالبدرشين، فضلا عن حاجة 15 مدرسة بالحوامدية إلى إحلال وتجديد، فضلا عن وجود شروخ وانهيارات في أسوار 22 مدرسة بكرداسة، بالإضافة إلى وجود 12 مدرسة آيلة للسقوط بالمحافظة.
البحر الأحمر
وفي مديرية التربية والتعليم بالبحر الأحمر، أثار التخبط والخلافات بين قيادات المديرية حفيظة مسئولي التربية والتعليم بالوزارة، خاصة فيما يتعلق بالخلاف القائم بين مدير المديرية وعدد من قيادات المديرية، وهو الأمر الذي دفع مدير المديرية إلى رفض تقرير اللجنة التي شكلها لاختيار مدير للتجريبيات بالمديرية، والتي أوصت بقبول ماجدة حسين كمال في المنصب من بين 5 مرشحين، إلا أن مدير المديرية رفض التصديق على القرار، وظل المنصب خاليا، فضلا عن تأخر أعمال الصيانة بعدد من مدارس المديرية، وسوء مستوى طلاب المدارس النائية بالمحافظة في النواحي القرائية.
الفيوم وأمية التلاميذ
ويواجه المهندس محمود أبوالغيط، مدير مديرية التربية والتعليم بالفيوم، انتقادات واسعة؛ بسبب ما كشفه الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، عبر برنامجه "لازم نفهم" المذاع على فضائية "cbc"، حيث أشار إلى أن هناك 19% يعانون الضعف في القراءة والكتابة، و17% لا يجيدون القراءة والكتابة في المرحلة الإعدادية. وأن الوضع كارثي في المرحلة الابتدائية، وخاصة في مدارس الفيوم، رغم تصريحات مدير المديرية التي أكد خلالها أنه لا يوجد طالب واحد لا يجيد القراءة والكتابة في مدارس الفيوم، وهي التصريحات التي اعتبرها بعض مسئولي الوزارة ضمن تقارير "كله تمام" التي يصدرها مديرو المديريات للوزارة.