رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. "دار الأوبرا" حرم الفن المقدس.. مداخلها تتزين بالأنوار وتظهر فخامتها.. ثلوج الميلاد تتساقط في ساحات المسرح الكبير.. "بابا نويل" يستقبل الحضور.. و"المسرح الصغير" لم تطله زينة الميلاد


في وطن تحاول الثقافة والفن فيه أن يستعيدا كامل صحتهما وعافيتهما، تجدها هي الحارس الدائم عبر عصور مصر الحديثة، تحافظ على توازنها واستقلالها عن أي عبث يجري على الساحة، وكأنها الجنة التي تكتنف أرقى الفنون من نيران وجهنم الواقع، فلا إسفاف يقدر اقتحام حرمها الفني المقدس، ولا تشويه عقل وثقافة يمكنه أن يطالها، إنها دار الأوبرا المصرية.


دار الأوبرا
وبقت دار الأوبرا، شجرة تشتد جذورها في الأرض مهما زادت الرياح عتوًا وضراوة، وقد كان عام 2014 حافلا بفاعليات ثقافية وفنية شتى، حظت باهتمام وأنظار الراغبين ومريدي الفن الراقي.

وتقف الأوبرا على أعتاب هذا العام لتودعه، لتستقبل من بعده عامًا تدعو الله فيه بعوده وترميم ما تبقى من أصالة الفن العربي والمصري، وتعد الناس أن تبقى كما اعتادوا رؤيتها، وتسعى إلى الحداثة دون إفلات التراث والأصالة من قبضتها.

مداخل الأوبرا
في هذا الإطار رصدت عدسة "فيتو"، استعدادات الأوبرا لاستقبال العام الجديد، حيث تزينت بأحلى وأبهى زينتها، فصارت أميرة على عرش قلوبنا.

فما هي إلا نظرة واحدة إلى بوابة الأوبرا حتى تجذب عينك أنوارها المضاءة على غصون الأشجار المصطفة على جانبي الطريق، وكأنها امرأة قد تزينت بالحلي والألماس في استقبال عيد قدسي، فتجد الأطفال يغمر أعينهم بريقًا مزدانًا بفرحة عارمة، يركضون بخفة إلى جانب الأشجار لالتقاط صورة تذكارية تعيش في ذاكرتهم إلى عقود آتية.

ساحة المسرح الكبير
أما عن ساحة المسرح الكبير، وهو الملك بين مباني الأوبرا جميعا، فهيئته العادية تبث في الروح مهابة الملوك وعظمة لا مثيل لها، أما في هذه الأيام فقد صارت الساحة الأمامية للمسرح أكثر بهاءً وأعظم طلة من العادة، حيث تجد الزينة على أشجار المسرح المنمقة على أنها ثلوج تتساقط على جانبي الأغصان والشجيرات، تتوسطها صناديق من الهدايا المغلقة والمزينة بالأشرطة الملونة.

"بابا نويل"
وما أن تتوغل قدماك إلى المسرح حتى تجد على جانبه "بابا نويل"، واقف في أحلى طلاته، ممسكًا بيده "جيتار"، يعزف عليه أغاني الميلاد والكريسماس.

المسرح الصغير
وتقع البهجة في نفسك رغمًا عنك حين تدخل الأوبرا هذه الأيام، ولكن حين تدور بين أرجائها، وتجرك قدماك إلى باحة المسرح الصغير ستجده بهيئته الطبيعية، وكأن الميلاد لم يأن أوانه لكي يتزين مثل المسرح الكبير.

وعلى الرغم من أن المسرح الصغير في هيئته العادية منمق وفخم إلى حد كبير، إلا أن ثلوج الميلاد لم تتساقط بين أرجائه، ولم يزره "بابا نويل"، حتى شجيراته الفخمة بدت في فخامتها الطبيعية التي اعتاد مريدو الأوبرا على رؤيتها، فلم تبدو أكثر فخامة كباقي ساحات الأوبرا.
الجريدة الرسمية